خليل جليلمرة أخرى تعود الرباعة العراقية الى واجهة المنافسات العربية والسيطرة على مجمل النتائج المتحققة في البطولة العربية التي اختتمت في العاصمة الاردنية عمان اول من امس الخميس وبحصيلة نهائية من الميداليات بلغت 32 ميدالية من بينها 12 ذهبية عكست حجم التفوق العراقي في هذه البطولة.
 صحيح ان الرياضة العراقية وعبر مشاركات سابقة اكدت رهانها على رفع الاثقال وعلى انجاز الرباعين العراقيين في محافل عدة حملوا فيها على عاتقهم تسجيل انجازات مميزة وخصوصا على الصعيد العربي لكن الواضح في عمل الاثقال العراقية منهجية العمل الثابت باتجاه المحافظة على مستويات اللعبة وتعزيز قاعدتها بالجديد المتواصل من المواهب الفتية الواعدة على طريق مستقبل رفع الاثقال. وما اظهره الرباع الناشئ أصغر رياضيي البطولة العربية الاخيرة سرمد سعد وحصوله على اكثر من ميدالية يجسد هذه المنهجية التي يمضي بها الاتحاد العراقي لرفع الاثقال في رفد الرباعة العراقية باسماء شابة وضعت نفسها مبكرا على طريق النجومية والتألق وحصد الميداليات مثلما حصل لرباعنا الواعد والقادم بقوة سرمد سعد. ولابد من ان نتوقف ايضا عن الجهد الفني التدريبي الذي اضطلع به مدربو رفع الاثقال ودورهم البارز في بلورة هذه المستويات وصياغة تقديمها الى المنافسات بثقة كبيرة وبتطلع مستحق لحصد المزيد من الإنجازات والمحافظة على المكانة التي اخذت تتميز بها الرباعة العراقية على السطح العربي ومنافساته. لا ننكر ان الاتحاد العراقي لرفع الاثقال وتحديدا رئيسه صالح محمد كاظم القادم من منجم رفع الاثقال العراقية مدينة بدرة الغافية شرق مدينة الكوت كان في مقدمة العوامل المهمة التي ادت الى مثل هذه النتائج في ظل غياب القدرات المادية الكبيرة والاكتفاء بالعمل بما متاح من قدرات مادية تمكنوا من خلالها تأمين محطات تدريبية تحمل الجزء الاكبر منها رئيس الاتحاد وسعيه لتوظيف كل عوامل الاستفادة من المعسكرات التدريبية وخصوصا المحلية التي اقيم العديد منها في مدينة الكوت. اذن ازاء هذا الانجاز الجديد الذي عادت به الاثقال العراقية من البطولة العربية المختتمة في عمان وما حملته البعثة العراقية من حصيلة وافرة مستحقة من الميداليات توجت بها جهود كبيرة ساهمت بها كل اطراف اللعبة لابد من ان تضع اللجنة الاولمبية رباعينا على مستوى الاهمية فيما يتعلق بتوفير كل اشكال الدعم الفني والمالي لأسرة رفع الأثقال وتأمين كل اوجه الرعاية لرباعينا لمواصلة المشوار. وطالما اثبتت لعبة رفع الأثقال مكانتها عربيا وتواصل تألقها في بطولات الاتحاد العربي بات من الاهمية التطلّع الى مشارف جديدة يفترض ان يقف عندها رباعونا والتهيؤ لبطولات ومحافل تتخطى الحدود العربية للبطولات والمنافسات المستقبلية لكي يكون لنا مستقبل وحضور اكثر اهمية على الصعيد القاري بعد ان عادت الرباعة العراقية الى السطح الآسيوي عبر برنامج اعداد لنا ثقة كبيرة بالعاملين في الاتحاد العراقي بتنفيذه وانجاحه فيما لو عكست اللجنة الاولمبية موقف اهتمامها المستقبلي المفترض ان تؤمنه من دعم رباعينا بعد ان اثبتوا استحقاقهم وجدارتهم في تبوؤ مراكز مهمة متقدمة على لائحة ترتيب المنافسة العربية.