بغداد / يوسف فعل أصدرت الهيئة المؤقتة لادارة شؤون كرة القدم جملة من العقوبات بحق الاداريين واللاعبين والمدربين لوضع حد لتصرفاتهم غير المسؤولة أثناء المباريات، واستثنت منهم الحكام الذين كلفوا بقيادة اللقاءات في إشارة واضحة الى أن أباطرة الملاعب الذين يبدو ان لهم حضوة كبيرة لدى أعضاء الهيئة المؤقتة
سيما أن رئيس لجنة الحكام الدكتور صباح قاسم رفض بشدة معاقبة الحكام ونشرها في الصحف على اعتبار أنهم قدموا ما في جعبتهم ولم يكونوا السبب المباشر في احداث الفوضى في المباريات، والخلل كان بمن شملتهم العقوبات. ودليلنا ان الحكم علي صباح أشاد في تصريحات صحافية بقرار لجنة الحكام المتعلق برفع عقوبته من تقرير الهيئة، ولو فكر جميع أعضاء الهيئة المؤقتة بطريقة صباح قاسم (انصر أخاك) وفق أسلوبها التوافقي لا اتصور ان هناك عقوبات تصدر لاحقا بمعنى ان المدربين يدافعون عن زملائهم والاداريين عن نظرائهم وكذلك اللاعبين ، اما إغفال الهيئة المؤقتة لهفوات الحكام الذين كانوا الشرارة الاولى في إثارة وغضب من شملتهم العقوبات ففيه الكثير من المجاملات على حساب الواقع (ليس دفاعاً عن المعاقبين) وانما يجعل من الصعب السيطرة على انفعالات اللاعبين والمدربين مستقبلا لمعرفة الجميع ان الحكام يرتكبون العديد من الهفوات التحكيمية في المباريات بعضها اثرت بشكل كبير على نتائج اللقاءات السابقة، لذلك لابد من وجود العدالة في إصدار العقوبات واعتماد مبدأ الثواب والعقاب في لجنة الحكام ، لان عدم توضيح الحقائق كاملة للحكام وتأشير الأخطاء يزيدان تراكمها ويجعلهم يشعرون بأنهم فوق القانون وليس هناك من يحاسبهم على أخطائهم ، فضلا عن انها تبقي باب العقوبات مفتوحا للمزيد من الضحايا طالما استمر حكامنا بهذا المستوى من الاداء التحكيميي في مباريات الدوري. أبعاد جسّامحازم جسّام مدرب كبير راح ضحية الصراعات الادارية وتخبطاتها المستمرة واستجابة لتدخلات الجمهور الباحث عن العودة السريعة الى الانتصارات بغضّ النظرعن الوسيلة، وبرغم ان الجميع يعرف جيدا ان جسّام تسلم المهمة في أصعب الظروف رغبة منه لمساعدة فريقه الأم في محنته ، الا ان ذلك لم يكن كافيا لمساندة الادارة والجمهور له لكسر الحاجز النفسي وتحقيق النتائج الجيدة والصبر على اللاعبين في تقديم المستوى الذي يليق بسمعة الفريق ، والمشكلة ان اللاعبين يفرضون سيطرتهم على مربعات الملعب لكنهم يهدرون الفرص السهلة امام المرمى ،وكرة القدم لا تعترف بالمستوى الفني، وانما تتحكم فيها النتائج بمسألة بقاء المدرب ورضا الجماهير عنه. أما كم فرصة اهدرها المهاجمون فان ذلك لا يغني ولا يسمن من جوع .حقيقة ان مشكلة الزوراء ليست فنية بقدر تعلقها في الجانبين الاداري والمالي اللذين ألقيا بظلالهما على الأداء الفني للاعبين في المباريات وجميع هذه المعطيات أدت الى تراجع ترتيب النوارس الى موقف لا يحسدون عليه جعلت البعض يشكك في قدرتهم على العودة الى ميدان التنافس والصعود الى الادوار النهائية بحكم منطق النقاط ، ولكن وفق المعايير الفنية فإنه قادر على التأهل الى الادوار النهائية ، ولابد من التنبيه بان تشكيل لجنة لتدريب الزوراء من لاعبيه القدامي فيه مجازفة من العيار الثقيل قد تزيد مأساة الفريق الفنية وتؤثر على مسيرته في منافسات الدوري لان الاستقرار التدريبي يعد من اهم سمات نجاح الفرق. البحث جار عن النقاط!استطاعت فرق الديوانية والحسنين والحدود ونفط ميسان تحقيق انتصارات كانت بأمس الحاجة لها للارتقاء بواقعها الفني والتقدم خطوة الى الامام في سلّم الترتيب لاسيما ان الانتصارات جاءت على فرق لها وزنها على الصعيد المحلي حيث ان فريق الديوانية تغلب على فريق كربلاء الذي يعد من أقوى الفرق الطامحة الى التنافس بالوصول الى الأدوار النهائية للدوري، فيما استطاع فريق الحسنين الذي جلّ لاعبيه الشباب يلعبون لأول مرة في دوري الكبار ، تخطي عقبة الميناء بتأريخه العريق وانجازاته الكبيرة في واحدة من مفاجآت الدوري ، أما فريق الحدود فانه نجح في كبح جماح فريق الكرخ في ملعبه وانتزع منه نقاط الفوز مثلما اكدت أحداث اللقاء على نجاح النهج التكتيكي الذي اتبعه المدرب الشاب عادل نعمة في التغلب على معلمه السابق نصرت ناصر، فيما تجاوز فريق نفط ميسان محنته في الأدوار السابقة وتنفس الصعداء بفوزه على فريق السماوة وكان البلسم الشافي لجماهيره.والنتائج الجيدة لتك الفرق في الجولة السادسة أعطت منافسات الدوري المزيد من الإثارة والترقب وجعلت الفرق الفائزة (الديوانية والحسنين والحدود ونفط ميسان) تبحث عن الحصول على نقاط إضافية في المباريات المقبلة للخروج من عنق الزجاجة والابتعاد عن مناطق الخطر المؤدية الى دوري المظاليم ، كما انها تحفز الفرق الكبيرة على بذل أقصى الجهود عند ملاقاتها الفرق الطموحة التي تذوقت طعم الفوز وأدركت انها تمتلك القدرة والفاعلية على تغيير خارطة الدوري متى ما لعبت بثقة وابتعدت عن الأساليب الدفاعية وينعكس ذلك إيجابا على المستويات الفنية في اللقاءات المقبلة في الدوري لتمتع الجماهير وتسعدهم شرط ان لا يخرج التشجيع عن الأطر الرياضية المعروفة وان يبتعد عن التعصب الأعمى.
أباطرة الملاعب بعيدون عن إشهار العقوبة ..والفرق ضحية التخبّط الإداري
نشر في: 29 يناير, 2010: 06:20 م