TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض:خدمات تقنية للجميع

كلام ابيض:خدمات تقنية للجميع

نشر في: 29 يناير, 2010: 06:23 م

علي القيسييتمتع أغلب المواطنين اليوم بخدمات متنوعة للتواصل والمعرفة ، كنا محرومين منها سابقا لأسباب لم تعد خافية على احد. ويأتي في مقدمة هذه الخدمات المتوافرة بيسر الان، الاتصالات عبر الهواتف النقالة في عموم البلاد، بل ولمعظم دول العالم من دون حسيب او رقيب يهددها ،
 وكذلك الاستقبال الواسع للقنوات الفضائية على اختلاف اتجاهاتها وبلا محددات من اية جهة حكومية ، حتى يمكن القول: ان الاثير برمته بات ملك المواطن نفسه. والخدمة الاخرى التي اتيحت بشكل غير مسبوق هي الانترنيت، الذي يعد عالما خياليا بحق ولا حدود دنيا امامه. صحيح ان هذه الخدمات التقنية اصبحت جزءا مهما وحيويا، من حياة الناس اليومية ، ولا يكاد بيت يخلو منها ، على رخص ثمنها اولا واتاحتها امام جميع الشرائح . مثلما وفرت هي ايضا فرصا كبيرة من العمل امام الكفاءات المختلفة، حتى بات سوق العمل يعول عليها في امتصاص البطالة، التي يئن من وطأتها المجتمع. لكن هذه التقنيات التي هيمنت على المشهد العام لم تستثمر بكل طاقتها الممكنة وخصوصا الانترنيت . اذ لو سألت ايا من المستهلكين لها عن مدى الفائدة التي حققها من فعالياتها؟ لكان الجواب مخيبا للآمال حقا. فكم من تاجر عندنا استطاع الاعتماد على تطوير تجارته بما يوفره الانترنيت؟ ، وكم من طبيب اطلع على آخر التطورات العالمية في مجال الطب من خلال الانترنيت؟ ، وكم من الشركات المحلية استطاعت البيع والشراء او التصدير والاستيراد عن طريق قنوات الانترنيت؟ ، بل كم من طالب مجد استعان بالانترنيت على توسيع معارفه؟ وكم من مريض اعيته علته وراح بالانترنيت يفتش عن دواء وعلاج؟ وكم ..وكم . لو بقينا نسأل هكذا لكانت الاجابات صفرا او اكثر قليلا وهذا امر صادم للغاية ، كون هذه الخدمة الحضارية مضى على دخولها البلد سنوات عدة ، وهي كافية لأن يكون فيها عدد كبير من المبدعين والمستفيدين.!! ومثل هذا التلكؤ في استثمار هذه التقنيات تتحمل نتائجه جهات مختلفة ، حيث تتحمل وزارات التعليم العالي والتربية والثقافة والشباب والاتصالات مسؤولية ضياع فوائد الشبكة العنكبوتية من الناس.اذ بإمكان هذه الجهات ان تتيح فعاليات هذه الخدمة للمتلقين بكل سهولة ويسر بما تملكه من امكانيات ، لكن للاسف ان المطلع على مواقع هذه الوزارة المعروضة على الانترنيت سيصدم بضعفها ومحدوديتها ، حيث انها لا تفترق عن صحف ومجلات هذه الدوائر التي لاهدف لها سوى تلميع مسؤوليها. لذا ينبغي ان يكون موقع هذه الجهات على الشبكة غنيا بكل ما ينفع المواطن المتلقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram