رئيس الوزراء الأسبق طاهر يحيى كان على معرفة تامة بأن العراقيين من الجيل السابق اطلقوا عليه كنية "أبو فرهود" فتحمّلها على مضض على الرغم من انه لم يتورط بقضايا فساد مقارنة بالمسؤولين السابقين والحاليين. أبو زهير ، العميد الركن -رحمه الله- كان واحداً من الضباط الأحرار ، شاءت الظروف ان يكون رئيساً للوزراء ، في أحد الأيام زار مدينة الحرية للاطلاع على أحوال الرعيّة ،بعد ان صبّت السماء غضبها بسقوط الأمطار بغزارة أدت الى غرق أحياء سكنية بكاملها ، بسيارة عسكرية يرافقه فيها رجل أمن برتبة عريف في الانضباط العسكري ، وحين توقف أمام زقاق وصلت مناسيب المياه فيه الى الشبابيك المطلّة على الشارع ، استقبلته امرأة بالقول "عيني أبو فرهود الله يخليلك فرهود غركنا" ، لقناعتها بأن نجل رئيس الوزراء اسمه فرهود ، ولاضير من حثّ غيرته بوصفه المسؤول في الحكومة على إنقاذ الأهالي من الغرق ، ردّ الراحل طاهر يحيى على المرأة بأن تعود الى بيتها وإلا سيقوم باعتقالها بتهمة الإساءة لمسؤول كبير في الدولة . رجال الحي شعروا بالخوف من احتمال التعرض للاعتقال ، فأجبروا المرأة على الدخول لمنزلها وانتظار المكرمة الحكومية في تصريف مياه الأمطار .
الحادث جعل رئيس الوزراء الأسبق يستعين بصحفي انتقل الى جوار ربه عرف بعلاقاته المتينة بالمسؤولين في ذلك الوقت للتخلص من لعنة "أبو فرهود" فاقترح الأخير إجراء لقاءات مع المسؤولين في الحكومة للحديث عن حجم ثرواتهم ، وهل انهم استغلوا نفوذهم في الحصول على مكاسب مالية ، ونشرت اللقاءات في الصحيفة المدعومة رسمياً ، فنفى الجميع ومن بينهم طاهر يحيى استغلال المال العام ، واقسموا بكل المقدسات بأنهم ليست لديهم أرصدة مالية ضخمة في البنوك ، لم يستغلوا مناصبهم لفرض الإتاوات على التجار والشركات للحصول على عمولات . حصل الصحفي على مكافأة من رئيس الوزراء مقدارها 15 ديناراً لجهوده في كشف الحقائق أمام الرأي العام ، على أمل التخلص من لعنة أبو فرهود.
سخرية العراقيين من حكامهم ، في ظل أجواء ضعف السلطة في ملاحقة جميع معارضيها جعلتهم يطلقون تسمية "حجي مشن" على الرئيس الراحل عبد السلام عارف ، حتى هذه اللحظة مازالت الأسباب مجهولة حول اختيار هذه التسمية وإطلاقها على الرئيس وقتذاك، ربما يكون السبب متزامناً مع انتاج مشروب مشن ،عصير برتقال كليفورنيا الطبيعي في العراق ، وكان التلفزيون الرسمي يبث إعلاناً تجارياً بالأسود والابيض، حفظه العراقيون لتكراره يروج لمشروب المشن.
بعودة انتاج مشروب "المشن" من إحدى شركات القطاع الخاص العراقية ، هناك اكثر من شخصية سياسية ورسمية تستحق ان تحمل لقب "حجي مشن" ، أما كنية "أبو فرهود" فيمكن تعميمها على زعماء القوى السياسية المنضوية في تحالفات او ائتلافات كلها تبنت الإصلاح للقضاء على الفساد المالي والإداري ، اشرب مشن وانتعش.
سلالة "حجي مشن "
[post-views]
نشر في: 26 يوليو, 2016: 09:01 م