عزيزي الطائفي ، تخوض في الفيسبوك وتويتر معركتك لنصرة طائفتك، توزّع الاتهامات بالعمالة لكلّ مَن لا يوافقك في الرأي، تعطي دروساً في الوطنيّة، وأساليب الحفاظ على " اللحمة الطائفية "، لا تذهب الى النوم قبل أن تشتمَ إيران لأنها شيعيّة، وتصحو صباحا على أمل ان لاتجد تركيا على الخارطة،لأنها سنيّة، تعتقد أنك وحدك تملك الحق في أن تسمّى عراقيّ، تكتب عن الدولة المدنية ثم تذهب في المساء لمناصرة " فصل " عشائري".
ترفض الإيمان بأنّ المذاهب الإسلامية، جاءت كلها من دين واحد هو الإسلام، تُعلِّم أبناءك ان لايصافحوا جارك السنّي، وتوصي بناتك ان لايقتربنَ من زميلاتهنَّ الشيعيات، تؤمن بأنّ الطائفة فوق الوطن، وفوق القانون، وفوق الانسانية.
تجلس في المقهى تتحدث عن روسو وفولتير ومقدمة ابن خلدون، لكنك ما أن تختلي بالفيسبوك حتى تبدأ في كتابة قصيدة مديح في عبقرية عالية نصيف، لاتريد أن تعتقد فى القانون حلّاً وحيداً ونهائيّاً،، وان الوطن لم يعد حصناً لك منذ أن استبدلته بالحسينية والجامع، تنقل صراعاتك عن الماضي، وخصومات أجدادك قبل أكثر من ألف عام، إلى ميادين الحاضر وساحات المستقبل.
يغيب عنك أنّ العراقيين جميعا متضررون من فساد النخبة السياسية ومن انعدام الأمان ونقص الخدمات وأزمة السكن والبطالة والمحسوبية والرشوة والانتهازية وعصابات كاتم الصوت وسرّاق المال العام! وأنَّ حال كربلاء ليس أفضل من حال صلاح الدين، والأنبار أسوأ من حال ميسان!
تصرعلى أن تبقى أسيراً لنموذج السياسي الطائفي الذي يريد لنا ان نظلّ أسرى حماقاته الطائفية، فلا مكان لعُمَر في مناطق الشيعة، وعبد الزهرة منبوذ في سرادق "المقاومة".
لا تريد أن تدرك ان عناوينك الطائفية هي مجرد هويات لأقوام تتبادل الخوف والتخوين، وهي هويات لامعنى لها عند مواطن أعزل مثلك، لكنها عند أهل التقوى من " المجاهدين " سلّمٌ للتجارة، فتجد المثقف يحتقرها علناً لكنه يستخدمها في مضايف تويتر والفيسبوك، والسياسي ينتفع منها في الانتخابات، وفي تزوير إرادة الناس، لكنه يتنصل منها في معركة الامتيازات.
تريد ان تصبح شيعي كما هي حنان الفتلاوي؟ لا تريد ان تدرك ان العراقي الحقيقي يقف ضدّ كلّ حنان الفتلاوي في طائفته، مثلما هو ضد كل لقاء وردي في طائفتها.
تنسى ما جرى في الكرادة، مثلما نسيت ما جرى في الموصل وجسر الأئمة وبغداد الجديدة والدورة، لانك مشغول بما تقوله عواطف النعمة، وتخلد الى النوم متوهما ان اسامة النجيفي هو الذي سيحرر الموصل.
عندما تفعل كلّ ذلك ستكون وقتها العراقيّ الذى يستحقّ هذا الوطن.. من فضلك لتكنْ عراقيّاً فقط ، وساعدني انا جارك في الفيسبوك ، ان اعرف مَن تكون!!
شيعة الفيسبوك وسنة تويتر
[post-views]
نشر في: 26 يوليو, 2016: 06:56 م