بغداد / مريم جعفرخلف وشاح وثوب اسود، فتاة في العشرين من العمر تنبض بالحياة، الا انها تخفي معالم وجهها بالكامل. نور طالبة جامعية، ألا انها ترتدي ما يغطيها بالكامل وعندما تصل الى الجامعة فهي تظهر بحلة جديدة وتشرق ابتسامتها والوان ملابسها البراقة. تقول نور:
ارتدي ما يغطيني لكي اتجنب المعاكسات في الشارع من قبل رجال الجيش في نقاط التفتيش التي نمر بها وخاصة عندما اخرج لوحدي فاني اشعر بعدم الارتياح لان الشباب ايضا يضايقونني. وتضيف: لست الوحيدة التي اعاني من المضايقات والمعاكسات في الشارع، فعندما اخرج من المنزل بردائي الاسود اشعر إنني كتلك البجعة التي تتحول إلى أميرة عندما أصل إلى الجامعة , لكني مع هذا سعيدة لأنني أتي إلى الجامعة رغم كل المعاناة التي أعانيها في الطريق بسبب معاكسات رجال الأمن والشباب في الشارع. وتكمل حديثها بالقول: عندما أتي الى الجامعة فأنني أتحدى كل شيء حولي ولن اجعل من المعاكسة سببا في ترك الدراسة. وتقول أستاذة جامعية أنها كانت تسير في شوارع الكرادة عندما اعترض طريقها احد رجال الأمن وعاكسها فرددت علية قائلة أنت رجل امن يتوجب عليك حمايتي عندما تقوم أنت بمعاكستي فمن الذي سيحميني؟ وأضافت أنها ظاهرة سلبية في المجتمع عندما تكون المعاكسة خصوصا بكلمات بذيئة ويجب على الجهات المختصة معاقبة هؤلاء الذين يقومون بمعاكسة النساء في الشوارع لأنها تضعف الثقة بالمؤسسات الأمنية وتعكس صورة سلبية عن رجال الامن الاخرين. أما هدى وهي طالبة في السادس الإعدادي فتقول: كنت أسير في احد شوارع بغداد أتسوق مع والدي، اعترض طريقي احد رجال الأمن وعاكسني بكلمات بذيئة جدا متناسيا كل مبادئ الذوق العام وأخلاقيات المجتمع وواجبه تجاه المواطنين. وتضيف عندها التفت والدي محمر الوجه وتبدو عليه علامات الغضب، خفت عليه من أن يتشاجر مع رجل الأمن ويتعرض للأذى بسببي ولكن تصرفه جعلني مستغربة لقد رمى الأشياء التي اشتريناها من السوق بقوة على جانب الطريق وبدأ يوبخني ويلومني وبعدها منعني من الخروج لوحدي أو مع احد غيره وفي السيارة فقط، وحتى حينما اذهب إلى المدرسة فأنه يقلني إلى المدرسة كل صباح وعندما ينتهي الدوام أجده ينتظرني عند بوابة المدرسة. هدى تقول ان والدها واحد من آلاف الاباء العراقيين الذين يوصلون بناتهم إلى أماكن دراستهم أو عملهم، وتكمل: اشعر بأنني سجينة البيت والسبب في سجني من يجب عليه حمايتي. (الهام) وهي معلمة في مدرسة ابتدائية تقول وهي مبتسمة: انه على الرغم من أنها ليست المرة الوحيدة التي أتعرض بها للمعاكسة من قبل رجال الأمن وأصبحت من الروتين اليومي إلا إنني ما زلت مستمرة في الذهاب إلى عملي كل يوم، وهذا الوضع يجعلني في وضع متوتر، ففي الوقت الذي على رجال الأمن أن يقوموا بحمايتنا عندما يتحرش بنا المراهقون والمتسكعون في الشوارع يقومون هم بمعاكستنا!. بعض الفتيات يؤكدن أن المعاكسة في بعض الأحيان تكون ايجابية عندما تنم عن الإعجاب وبكلمات لطيفة خاصة إذا كانت المرأة جميلة.
انتـقــادات لتـحـرش بـعـض رجـــال الأمـن بالفـتـيــات
نشر في: 29 يناير, 2010: 06:39 م