اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريـبــورتـــاج: انتشرت بشكل لافت.. الأواني البلاستيكية تهدد حياتنا

ريـبــورتـــاج: انتشرت بشكل لافت.. الأواني البلاستيكية تهدد حياتنا

نشر في: 28 يوليو, 2016: 12:01 ص

لم يستسغ ابو جعفر تقبل تقديم الطعام بالأواني البلاستيكة في مجلس عزاء أحد أقربائه، عازياً سبب ذلك الى قلة احترام الضيف والاستهانة به، خاصة وان المجمتع العراقي اعتاد على تقديم المأدبة بصحون وأوانٍ زجاجية مميزة ، اذ يعتبر البعض من العوائل ان ذلك نوع من

لم يستسغ ابو جعفر تقبل تقديم الطعام بالأواني البلاستيكة في مجلس عزاء أحد أقربائه، عازياً سبب ذلك الى قلة احترام الضيف والاستهانة به، خاصة وان المجمتع العراقي اعتاد على تقديم المأدبة بصحون وأوانٍ زجاجية مميزة ، اذ يعتبر البعض من العوائل ان ذلك نوع من الاحتفاء بالضيف وتكريمه. إلا أن الفترة الأخيرة شهدت غزو الأواني والأطباق والصحون البلاستيكية المستوردة لمآدب المناسبات والمطاعم العراقية دون أخذ الاحتياطات من أضرارها.

يحذر خبراء في الشأن البيئي من وجود أكواب وأطباق بلاستيكية تم انتاجها بإعادة التدوير وتستخدمها العديد من المطاعم والكافيتريات ومحال الحلويات، وذلك وسط تهافت كبير على اقتنائها بمختلف أشكالها وأنواعها من قبل المواطنين. مؤكدين أن هذه المنتجات لها آثار صحية خطيرة عند صب المشروبات والمأكولات الساخنة فيها، مؤكدين ان الدراسات اثبتت أن استعمالها في صنع أوانٍ لحفظ واستهلاك المأكولات يعرض المستهلكين للكثير من التعقيدات والمخاطر الصحية، والتي تصل إلى الإصابة بمرض السرطان على المدى البعيد.
الخبير البيئي رامي نصرت بيَّن ان هناك مخاطر كبيرة من استخدام هذا المنتحات خاصة ان اغلبها مستورد ولانعرف المادة المستخدمة في صناعته ان كانت مدورة او أصلية. داعياً: الجهات الصحية والبيئية المعنية لوضع مواصفات ومعايير لأكواب وملاعق وأطباق المطاعم والكافتيريات البلاستيكة او ما يسمى (بالسفري) لأن التهاون في هذا الجانب يسبب أمراضاً سرطانية خطيرة كما ثبت علمياً وميدانياً.
وأشار نصرت الى أن معظم المطاعم ومحال بيع الحلويات للاسف باتت تستخدم هذه الأواني والأطباق البلاستيكية. منوها الى: خطورة وضع المأكولات الساخنة عليها وتغطيتها. لافتاً الى :أن البخار المختلط بالمواد الكيميائية المصنّعة ومنها الأواني يختلط بالمواد الغذائية ما يسبب الكثير من المخاطر الصحية. مطالباً الجهات المختصة باتخاذ خطوات عاجلة تجاه المواد المصنّعة بإعادة التدوير حرصاً على الصحة العامة خاصة وأن الاعتماد على المواد الغذائية الجاهزة أصبح عادة يومية في ظل غياب الرقابة.
مختصون بيّنوا أن الأكواب والأواني البلاستيكية محددة لاستعمال المشروبات والأغذية الباردة، وغير صالحة لاستعمال أي مشروب ساخن كالقهوة أو الشاي، أو مختلف الأطباق والمأكولات، لعدم تحملها درجة حرارة عالية، وبمجرد تعرّضها لذلك تتحلل تلك المواد الكيميائية وينتج هذا التحلل في الغالب عند ملامسة الطعام أو الشراب الساخن، وهذا التلوث الكيميائي الخطير ينتج عنه تسمم الطعام ويجر وراءه العديد من الأمراض الخطيرة جدا.
اختصاص الطب والتغذية د. قيس كاظم ذكر: ان  جهات علمية وصلت الى أن استخدام المواد البلاستيكية لأكثر من مرة تنتج عنه أمراض خطيرة في الجهاز التناسلي وتلف في الخلايا الحية أولها سرطان الثدي عند النساء، محذرا من إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية، بخاصة أن الكثير يقومون بملئها مرة ثانية لوضعها في الثلاجة . مؤكدا: ان استخدامها لفترات طويلة تنجم عنه مواد كيميائية قابلة للسرطنة. لافتا: ان استخدام الصحون والأطباق البلاستيكية في تناول الأغذية والمشروبات الساخنة تتسبب في تحلل بعض مكونات البلاستيك. مشدداً: ان تراكمها يسبب الإصابة بالسرطان.
اما المهندس الزراعي محمد الكروي فقد بيّن ان إدخال البلاستيك كمادة أولية في صناعة الأواني والصحون (السفري) وبعض المغلفات الغذائية مجازفة بأرواح الناس خاصة إذا تعرضت لدرجة حرارة عالية، سواء تمت تعبئتها بأكل ساخن، أو أدخلت إلى الفرن واستخدامها في التسخين. مشيرا الى انتشار استخدام هذه الأواني في اغلب المطاعم دون رقابة صحية وبيئية. داعيا الى ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية من خلال القيام بحملات توعية للمستهلكين حول أضرار هذه المادة في الاستعمالات الغذائية.
ظاهرة استخدام هذه الأواني أخذت بالتزايد والانتشار في المناسبات والولائم بعد ان كانت مقتصرة على بعض مطاعم الأكلات السريعة . وفاء ناصر –موظفة- عزت سبب استخدامها لهذه الأواني لسرعة تقديم الطعام وسهولة الاستغناء عنها دون الحاجة الى غسلها. مردفة: في المناسبات كنا نعاني من تكسر بعض الصحون الزجاجية وتعرض الصغار الى الأذى. وعن معرفتها بمخاطر هذه الأواني بيّنت: اسمع ان هناك مخاطر من تكرار استخدمها اكثر من مرة لذا حالما ينتهي استخدامها أقوم بإتلافها.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram