أربيل/ المدى
أفادت مصادر مطلّعة في أربيل بأن وفدا للتحالف الوطني برئاسة إبراهيم الجعفري ربما يصل إلى كردستان الأيام المقبلة لاستكمال حوارات جادة وبآليات جديدة مع القيادة الكردية.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو الوفد الكردي المفاوض إلى بغداد جعفر إبراهيم لـ"شفق نيوز"، إن "كردستان تنتظر خلال هذه الأيام وصول وفد من التحالف الوطني العراقي إلى مدينة أربيل استمرارا للقاءات التي اجريت قبل عيد الأضحى المبارك في بغداد حول الأوضاع السياسية".وأضاف ابراهيم "اتفقنا خلال زيارتنا إلى بغداد مع الأطراف العراقية حول أهمية الحوار الجاد وضمن آليات جديدة وأيضاً كيفية إدارة هذه الحوارات".
وكان وفد كردستاني قد زار بغداد قبل عيد الأضحى وأجرى سلسلة لقاءات مع الأطراف العراقية لبحث الأزمة السياسية الحالية بين بغداد وأربيل، إلا أن مسؤولين كردا أكدوا أن المباحثات لم تفض إلى شيء من شأنه إنهاء الخلافات القائمة.
وكانت ملامح تغيُّر ايجابي في العلاقات بين بغداد واربيل تلوح بعد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات، بين وفد سياسي وحكومي كردي زار بغداد الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يتوجه وفد من التحالف الوطني إلى أربيل خلال الفترة القريبة المقبلة.
بانتظار حلول جذرية
إلى ذلك أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والسفير الأميركي في العراق ستيف بيكروفت على أهمية مواصلة تلك المحادثات من اجل التوصل الى حلولٍ جذرية للازمة التي يمر بها العراق، وأشار بيان صدر بعد اجتماع بينهما في أربيل الاثنين إلى أن المسؤولَين بحثا أيضا الوضع الراهن في محافظة كركوك وكيفية التعامل معه، إذ دعا السفير الأمريكي إلى ضرورة موافقة الجانبين (بغداد - اربيل) في القرارات التي تتخذ حول كركوك.
عضو الوفد السياسي الكردي إلى بغداد، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني جعفر إبراهيم بين أن "الأزمات بين أربيل وبغداد معقدة ومتداخلة وهي ليست جديدة، حيث نشأت منذ التغيير عام 2003، مؤكدا أن جميع الأطراف مسؤولة عنها".
في هذه الأثناء نقل عن المتحدث باسم كتلة التحالف الكردستاني النائب مؤيد الطيب تأكيده بوجود أمل لحل الخلافات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان عن طريق استمرار الحوارات والزيارات المتبادلة بين الطرفين.
إلى ذلك نبّه القيادي في الحركة الديمقراطية الآشورية عضو الوفد الكردي إلى بغداد سالم توما، إلى أن المشاكل في العراق ليست عربية كردية، وينبغي عدم النظر لها بهذا الإطار، إذ أنها حزمة مشاكل تشمل كل القوى السياسية العراقية، وهو ما يؤكد أهمية حلها بجدية. بحسب توما الذي حذر في حديثه لإذاعة العراق الحر من مخاطر قادمة من داخل البلد أو خارجه، حاثاً جميع الأطراف على تحمل المسؤولية، والتوجه لجدولة المشاكل وحلها بحسب أهميتها لوطنيتها وتأثيراتها.
حوار بلا تشنج..
في غضون ذلك قال عادل مراد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني،إن حل الخلافات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد يجب أن يكون عبر الحوار والتفاهمات بعيدا عن التشنج، ودعا مراد في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط السعودية الأحد الأحزاب الكردية إلى اعتماد الحلول الداخلية بالتعاون مع بقية المكونات العراقية، وعدم السماح لدول الجوار، بالتدخل في الأزمات والخلافات في العراق.
واعتبر مراد أن العراق يتعرض إلى "هجمة خارجية خطيرة من شأنها أن تقضي على مستقبله في حال تلقت دعما من القوى السياسية داخل العراق"، مشيرا إلى أن "الاستقواء بدول الجوار لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة سيودي بالعملية الديمقراطية التي ضحى العراقيون من أجلها وقدموا قوافل من الشهداء لإعادة بناء بلدهم على أسس الديمقراطية والتعددية".
لكن صحيفة "الحياة" السعودية قالت في تقرير سياسي لها،إن عطلة العيد لم تساهم في حلحلة الأزمة السياسية التي يمر بها العراق منذ أواخر العام الماضي، ما دفع ائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى المضي في محاولات تشكيل حكومة غالبية سياسية، ملفتة إلى أن العطلة انتهت من دون أن يتبادل المالكي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أو رئيس القائمة "العراقية" إياد علاوي برقيات التهنئة، ما يعكس عمق الخلافات وتجذر الأزمة.
يشار إلى أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني كان قد أكد أنه ليس في العراق مشكلة كردية عربية أو مشكلة بين إقليم كردستان وبغداد، بل هناك أزمة عميقة في العراق تتمثل بأزمة الحكم وهذه أزمة خطيرة جدا تحتاج إلى حلول معقولة"، بحسب تصريحاته أمام الوفد الكردي العائد إلى أربيل مؤخرا.