خرجت دراسة حديثة بنتائج تضيف إلى مساوئ البدانة، حيث وجدت تلك الدراسة، والتي قال علماء من جامعة مانيتوبا، إن الرجال والنساء من ذوي الأوزان الزائدة لديهم-مقارنة بذوي الأوزان الطبيعية- تتأثر لديهم أحجام المادة البيضاء والرمادية مما يؤثر بدوره في مستوى ا

خرجت دراسة حديثة بنتائج تضيف إلى مساوئ البدانة، حيث وجدت تلك الدراسة، والتي قال علماء من جامعة مانيتوبا، إن الرجال والنساء من ذوي الأوزان الزائدة لديهم-مقارنة بذوي الأوزان الطبيعية- تتأثر لديهم أحجام المادة البيضاء والرمادية مما يؤثر بدوره في مستوى الذكاء.
شمل البحث صورة للدماغ لـ32 شخصاً من الرجال والنساء بالتساوي، جميعهم لا يعانون إصابات سابقة بالدماغ أو أمراض عقلية، وتم قياس مؤشر كتلة الجسم لديهم ونسبة الدهون بالجسم، ومقارنة ذلك بالاختلافات بالدماغ من ناحية البنية والوظيفة؛ وبالرغم من أن الفحص شمل جميع مناطق الدماغ، إلا أن التركيز كان على شبكات بعينها مثل «شبكة الوثب»، والتي تعتبر مركز التحفيز وقوة الإرادة والمقدرة على الحفظ من خلال التحديات البدنية والعاطفية،
تبين من نتائج البحث أنه لا يوجد اختلاف كبير فيما يتعلق بالمادة البيضاء بين البدناء وذوي الأوزان الطبيعية مما يفسر عدم مقدرتهم على اختيار النظام الغذائي الصحيح، وذلك لأنهم لا يملكون القدرات العقلية الكافية للقيام بذلك، أما فيما يتعلق بالمادة الرمادية فقد وجد أن لديهم زيادة بمؤشر كتلة الجسم وهي زيادة طفيفة بالمادة الرمادية، وبالتدقيق في بعض المناطق بالدماغ وجد أن البدناء لديهم تراجع بالمادة البيضاء بشبكة الوثب كما أن هنالك اختلاف في «المخطط الظهري»، وهو المنطقة المسؤولة عن السلوكيات المعتادة، وتؤثر تلك الاختلافات في مقدرة الشخص البدين في الحفاظ على العادات الصحية، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت تلك التغيرات هي ما يجعل الشخص عرضة للبدانة أم العكس هو الصحيح، أي أن البدانة هي ما يحدث تلك الاختلافات.
وقد ذكرت دراسات سابقة أن البدانة هي التي تسبب تلك الاختلافات بالدماغ، من ناحية أخرى فقد وجدت دراسة سابقة أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وبين ضعف الذاكرة العرضية، فزيادة الوزن تؤدي إلى إحداث تغير في بنية ووظيفة الدماغ وفي مقدرته على أداء بعض المهام؛ ويقول الباحثون إن الشعور بكل من التخمة أو الجوع هو شعور يحرّكه إلى حدٍ ما توازن الهرمونات بالجسم والدماغ، بالإضافة إلى دور بعض العوامل النفسية الأخرى مثل التشتت وعدم الانتباه أثناء تناول الطعام، فعلى سبيل المثال فإن الشخص عندما يتناول طعامه أمام التلفاز فإنه يتناول كميات أكبر منه من دون أن ينتبه لذلك، وهنا يتدخل دور الذاكرة العرضية التي تجعل الشخص يتذكر بوضوح آخر وجبة تناولها وكيف كان مدى شعوره بالجوع قبل تناولها، ولكن إن كان الشخص ذا وزن زائد فإن ذاكرته العرضية تكون ضعيفة وبالتالي لا يستطيع تذكر كمية الطعام التي تناولها فيتناول المزيد منه في الوجبة التالية