جرت العادة أن تستخدم المتاحف الديودرامات (فن المصغرات)؛ لإبراز الوقائع التاريخية، والطرق الصناعية، والحيوانات، والنباتات في بيئاتها الطبيعية، وأحياناً يصنع التلاميذ ديودرامات بسيطة بوصفها مشاريع لتصوير ما يتعلمون.ديودراما تعني مشهدا ثلاثي الأبعاد مصغ
جرت العادة أن تستخدم المتاحف الديودرامات (فن المصغرات)؛ لإبراز الوقائع التاريخية، والطرق الصناعية، والحيوانات، والنباتات في بيئاتها الطبيعية، وأحياناً يصنع التلاميذ ديودرامات بسيطة بوصفها مشاريع لتصوير ما يتعلمون.
ديودراما تعني مشهدا ثلاثي الأبعاد مصغرا يُنظر إليها من خلال ثقب في جدار حجرة مظلمة، وهي معرض صغير يَعرض أشكالاً أو أشياءً مجسمة أمام خلفية مدهونة أو مجسمة تتصاغر فيها المجسمات باتجاه خلفية المعرض، وتختلط مع الخلفية بمهارة كبيرة، فيبدو المشهد كأنه يحاكي الحقيقي.
عن هذا الفن حديث النشأة قال الفنان حسن العبادي في لقاء :
فن الديودراما بدأ في الشرق الاوسط في عام 2010، على يد الفنان الياباني ساتوشي اراكي الذي ابدع فيه، وصنع مجسمات ذات تفاصيل دقيقة للغاية، إذ تعتقد في الوهلة الأولى أنها حقيقية! ولم يغفل هذا الفنان أدق التفاصيل، مثل الصدأ على السيارة أو الأوساخ في الطريق ليضيف بعدا من الواقعية على تلك المجسمات.
ويضيف الفنان حسن العبادي: انتقل هذا الفن الى بغداد عام 2015، وأول عمل لي كان مصغر اشتغلت عليه بدقة عالية، جسدت فيه أحداث بغداد عام 2007 وتناولت فيه الحياة العامة، من خلال محاكاة لاعمال الفنان الياباني الذي شاهد الاحداث التي مرت بها البلاد ودوّنها، فقلت في نفسي أنا اولى بتدوين احداث بلادي.
واشار الى إن العمل الثاني حاكى فيه حياة الفقراء والمعدمين الذين تجاوزوا على املاك الدولة ليسكنوا الاحياء الفقيرة في منطقة الطوبجي، فنلاحظ ان العمل تضمن مشهدا لأحد المنازل المشيدة قرب سكة القطار في تلك الاحياء، وكان الهدف الاول من ذلك العمل هو لرفع المظلومية عن ساكني هذه المناطق أو ما يطلق عليهم بـ (الحواسم)، مبيناً أن العمل الثالث جسد فيه احداث الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991، وبكل حيادية، والتي راح ضحيتها أكثر من 18000 الف شهيد.
وتابع: تناولت مجزرة سبايكر الأليمة وعملية سبي الايزيديات، كل منهما بعملين، وفي عمل سبايكر وصلت الى مراحل قريبة من الانهيار النفسي، فقد جسدت فيه كل التفاصيل ضمن 24 شخصية، استغرق العمل فيه شهر تقريباً، وقد تم ارساله الى النروج، إذ اقتنته مؤسسة تدعم الشعب العراقي.
ومن الأعمال التي يعدها الفنان حسن العبادي ذات أهمية خاصة بالفن، هو المشهد الاخير من مسرحية "الخيط والعصفور" والتي مثل فيها كل من خليل الرفاعي، والفنانة أمل طه رحمهما الله، عام 1985 على مسرح المنصور، والعمل يحمل في طياته ابعادا كثيرة.
وقال الناقد عمر العزاوي في مداخلة نقدية :"حسن العبادي فنان عراقي امتهن تلك المدرسة الفنية الحديثة، استخدم فيها الواقعية المقتبسة لمشهد يعلو صراخه في بغداد، تميزت اعماله بأحداث الاحتلال الامريكي للعراق والخراب والدمار الذي طال اغلب البنية التحتية والمرفقات الثقافية، جسدها من خلال اعماله، ويعدّ حسن العبادي الفنان الوحيد في العراق الذي يحمل عنوان فن الديودراما.
اضافة الى فن الديو دارما، يشتغل الفنان حسن العبادي ضمن فن البيئة الذي يتعامل مع النفايات وإعادة تدويرها، من خلال تحويل القبح الى جمال، وأكد إن هذا الفن دخل الى العراق عام 2013 ، أنه نفذ من خلاله راس حصان من خردة الحديد تضمن 288 قطعة ويستقر الان في ساحة مبنى القشلة، كما انجز اكثر من 100 عمل فني صغير تتراوح ابعادها ما بين 10-20 سم، واغلب تلك أهداها الى الكثير من الدول منها: الكويت والامارات وامريكا... فضلاً عن اعمال اهداها الى العتبات المقدسة ... ولوحة تضمنت رأس الزعيم عبد الكريم قاسم اهداها الى متحف الزعيم.