احتفى نادي الكتّاب بصدور الرواية الجيدة للروائي والشاعر علي لفته سعيد التي حملت عنوان ( الصورة الثالثة) والتي صدرت عن دار فضاءات الاردنية.الامسية الاحتفائية قدمها الشاعر سلام محمد البناي الذي قال "ان تمسك خمس برتقالات بيد واحدة اعتقد ان هذا ليس بالأم
احتفى نادي الكتّاب بصدور الرواية الجيدة للروائي والشاعر علي لفته سعيد التي حملت عنوان ( الصورة الثالثة) والتي صدرت عن دار فضاءات الاردنية.الامسية الاحتفائية قدمها الشاعر سلام محمد البناي الذي قال "ان تمسك خمس برتقالات بيد واحدة اعتقد ان هذا ليس بالأمر السهل ويحتاج الى دربة وحرفية عالية ، وأن تكون شاعرا وقاصاً وروائياً وناقداً وإعلامياً بوقت واحد هذا يحتاج الى موسوعة معرفية كبيرة والى مخيلة واسعة . وعلي لفتة سعيد لما يمتلك من ثقافة وحرفة في جميع الأجناس الأدبية استطاع ان يكون كذلك ." وأضاف "أنا لا أقدم للرواية (الصورة الثالثة) التي صدرت مؤخرا وانما أقدم روائيا يثير الكثير من الاسئلة في رواياته ، ويمكن للقارئ ان يلحظ ان للروائي ثيمة خاصة تدور حولها احداث رواياته الصادرة وهي ثيمة الحرب سواء كان ذلك في مواسم الإسطرلاب أو مثلث الموت أو الصورة الثالثة وغيرها من قصصه ورواياته."فيما قال المحتفى به ان هذه الرواية صدرت عام 2015 لكنها لم تصل الى العراق الا بعد رحلة مكوكية بين عواصم عمان القاهرة بغداد بسبب قطع الطريق البري بين الاردن والعراق بسبب المواجهات المسلحة بين داعش والجيش العراقي. واضاف انها رواية تتحدث عن الوجع العراقي عن زمن العراق ما قبل عام 2003 وما حصل في عام 1991 من عاصفة الصحراء الامريكية وقبلها الحرب العراقية الايرانية وما اصاب المجتمع العراقي من ويلات اجتماعية بسبب الحصار وتنتهي بإعلان خدمة الاحتياط اثر بدء المعارك عام 2003 لتبقى النهاية مفتوحة على اطر من الحروب الاخرى موضحا انه انتهى من كتابة الجزء الثاني من الرواية.
الأمسية شهدت تقديم العديد من الأوراق النقدية بدأها الدكتور الناقد عمار الياسري حيث قال "ان سرديات على لفتة سعيد تعد مشغلا اكاديميا خصبا للدراسة وهذا مرده التجريب السردي المتعالي الذي يغلفها ولو فككنا رواية الصورة الثالثة نجدها قد انفتحت على سرديات ما بعد الحداثة ذات المعمارية الشاقة والمرهقة" ، وأضاف "ان المؤلف عمد الى استخدام التضمين السردي لحكايتين بطريقة ميتا سردية نلحظ فيها كسر يقين السرد وتداخل الواقعي بالمتخيل وانفلات الأزمنة بين الماضي والحاضر والمستقبل في سيل سردي أني والاشتغالة الأهم ميتا سرد الشخصية من خلال انتقالها بين الحكايتين" .. وبين ان علي لفتة سعيد اسم مهم في السردية العراقية ويكتب نصوصة بوعي نقدي متقدم وهذا ما بانت ملامحة في هذا النص والذي اعده مشغلا خصبا لرسائل واطاريح الماجستير والدكتوراه.
وقرأ الدكتور علي حسين يوسف ورقته قائلا "ان الروائي علي لفته سعيد عاود في روايته الصورة الثالثة اللعب على وتر اللغة الشعرية الأخاذة , فالرواية تضم فقرات كثيرة تتعاضد فيها فنون البلاغة واساليبها حتى تكاد أن تتحول تلك الفقرات الى مقطوعات نثرية حالمة , والقاص سعيد إذ يعمد الى هذا الاسلوب الكتابي لا يغفل عن واقعية الأحداث وتواشجاتها المادية لكنه مزج هذه بتلك بطريقة تشعر القارئ أنه إزاء مشغل سردي يمتزج فيه الخيال الشعري بمحاكاة الطبيعة."
من جهته ، قال حمودي الكناني "ان الحديث عن علي لفتة سعيد كشاعر وروائي وإعلامي عليك ان تضع امامك سؤالا محددا ومن ثم تبحث عن المبررات او لنقل الفرضيات التي يمكن ان تكون اجابة لهذا السؤال :هل الكتابة بكل فروعها وأجناسها موهبة تولد مع الانسان أم صنعة يكتسبها تنمو وترعرع وتصقل عبر مسيرة الكاتب ؟"
أما الباحث حسن عبيد عيسى فقال "لقد امتعنا سعيد بروايته الجديدة" .. واضاف "ان الرواية جاءت على شكل حوار ذاتي، فالراوي يحاور ذاته وتضمنت استرجاعا وأحلام يقظة وأحلام نوم. مثلما جاءت ملمومة".. ويشير الى ان سعيد كرر تجربته الشعرية في اكثر من موضع في الرواية فأسلوبه الشعري يعتمد في كثير من صوره على المتناقضات التي شكلت نقاطا نيرة في شعره وهنا كان هذا الاسلوب حاضرا ..