السفن الحربية الإيرانية وصلت الى بورت سودان، في عرض واضح لدعم الحكومة في الخرطوم، بعد اسبوع من اتهام اسرائيل بضرب مصنع اليرموك للاسلحة في العاصمة السودانية. وقد اكدت وكالة الانباء الايرانية الرسمية –اول من أمس- ان سفينتين، ومدمرة وحاملة طائرات هيلكوبتر قد رست في ميناء السودان الرئيسي على البحر الاحمر، وان القادة العسكريين الايرانيين سيلتقون بالمسؤولين السودانيين. وفي الوقت الذي عزت فيه ايران تلك (الهمة) الى جهود ضد القرصنة، لحرب بين ايران واسرائيل. وقد برزت اسرائيل كقوة عسكرية مؤثرة وحليف تجاري لجنوب السودان، منذ نيلها الاستقلال في العام الماضي، وفي الوقت نفسه عملت ايران على تقوية علاقاتها مع حكومة الخرطوم. وقد اعلن مسؤول عسكري سوداني ان القطع البحرية تزور السودان، (لتبادل العلاقات الودية)، اما المسؤولون الايرانيون فقد أصروا ان السفن ارسلت قبل شهر قبل انفجار مصنع الأسلحة التي أدت الى مقتل أربعة مواطنين. وكانت الاتهامات وجّهت الى اسرائيل متهمة اياها بارسال 8 مقاتلات لتدمير مصنع للاسلحة في الخرطوم –الاسبوع الماضي-، في تمرين محتمل لضرب الاهداف النووية الايرانية، وكانت الحكومة الاسرائيلية رفضت تأييد أو نفي تلك التهم أو (المزاعم)، مع تصريحات سودانية برفع شكوى الى الأمم المتحدة، وكانت اسرائيل سابقاً قد اشارت الى السودان كونها (دولة ارهابية خطيرة). وقد قصفت كل من اسرائيل وأميركا اهدافا داخل السودان. وكانت مجموعة مراقبة اميركية (عبر الاقمار الصناعية) ابدت تعرض الخرطوم لضربة جوية. كما ان الصور التي اطلقتها المجموعة تبين ست (فوهات) كبيرة في مساحة 50 قدما، كما ان صورا أخرى لنفس المجموعة، التقطت قبل الهجوم بأسبوع، تبين 40 حاوية سفن، أثارت الريبة والشك عما تحمله. وقال خبير عسكري إسرائيلي للاسوشييتد برس، (من المحتمل ان حكومته قد اكتشفت مجموعة جديدة من الأسلحة تهرب الى غزة) وان الضربة الجوية التي حدثت كانت تهدف الى تدميرها، واضاف العسكري انه من المحتمل ان تكون تلك الاسلحة تتكون من قذائف اكثر تطوراً من الصواريخ المستخدمة حالياً، وقد تكون من النوع الدفاعي. واعلنت مصادر أمنية ان الهجوم على مصنع اليرموك، كانت عملية معقدة بمساعدة طائرات نفاثة تحمل معدات الكترونية، خارج الاجواء السودانية والتي أدت الى تعطيل الدفاع الجوي السوداني، وقد تزودت تلك الطائرات بالوقود، ثانية، بعد تحليقها جنوباً، على امتداد ساحل البحر الأحمر تجنباً للدفاعات الجوية المصرية، ثم عادت غرباً لضرب المصنع. ومنذ تسلم، عمر البشير، رئاسة السودان، عقب انقلاب بقيادة الاسلاميين –عام1989، فان حكومة طهران تجد في البشير حليفاً عربياً مفيدا في شمال افريقيا، وحسب التقارير الامنية الغربية، ان ايران قد استغلت السودان – كممر للأسلحة التي تهرب الى مصر والى حماس- المنظمة الفلسطينية – الاسلامية التي تتولى شؤون غزة. وكانت إسرائيل قد فجرت سابقا ما تدعيه ارساليات ايرانية، في تلك المنطقة قبل ثلاثة أعوام، وقالت كاثرين زيميرمان، المحللة السياسية، ان الهجوم على اليرموك قد يكون ضربة اخرى ضد تهريب الاسلحة، وهو يشير ايضاً، مبكراً، الى تزايد العداء والصراع بين ايران واسرائيل وحسب هذا (السيناريو)، فان الضربات الجوية قد تكون من اجل منع وصول الاسلحة الى اصدقاء ايران ومنهم حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان، وكلا الاثنين مستعدان لضرب الاهداف في اسرائيل مستقبلاً، اسناداً لضربة نووية ايرانية. ان المجابهات المتصاعدة بين ايران واسرائيل حول الطموحات النووية قد يزعزع الاستقرار مع السودان. ان السودان بعد التوقيع على انهاء الحرب الاهلية التي دامت اعواما في حاجة الى استقرار الاوضاع فيها، اذ لا حدود فاصلة قد تم تعيينها حتى الان بين الشمال والجنوب وكلا الحكومتين تتهم الاخرى بمساعدة المتمردين المسلحين في بلادهما.
عن الكريستيان ساينس مونيتر