TOP

جريدة المدى > سينما > هل استطاع مسلسل "ساق البامبو" الإمساك بالحبكة الانسانية

هل استطاع مسلسل "ساق البامبو" الإمساك بالحبكة الانسانية

نشر في: 4 أغسطس, 2016: 12:01 ص

استأثر مسلسل "ساق البامبو"  على اهتمام المشاهد العربي،  وان استنكر البعض القصة الاجتماعية التي قدمها الروائي "سعود السنعوسي " بجمالية زادت عليها الممثلة القديرة "سعاد العبدالله"  قيمة درامية لا يمكن انكارها باعتبارها العمل الدرامي الذي

استأثر مسلسل "ساق البامبو"  على اهتمام المشاهد العربي،  وان استنكر البعض القصة الاجتماعية التي قدمها الروائي "سعود السنعوسي " بجمالية زادت عليها الممثلة القديرة "سعاد العبدالله"  قيمة درامية لا يمكن انكارها باعتبارها العمل الدرامي الذي يستحق وقفة نقدية طويلة،  لترتقي لغة الدراما العربية،  وتغتسل من ادرانها التي تقبع تحت خيمة رمضانية يتنافس على الجلوس فيها اصحاب الاعمال الدرامية التي تقدم في رمضان .

اذ ابتعد مسلسل "ساق البامبو"  عن منزلق الاعمال التجارية البحتة ،  التي تكرر نفسها في السيناريو والتمثيل وما الى ذلك. لنستمتع بدراما حملت في طياتها جدلية واسعة دفعت بالمشاهد الى التفكر في الكثير من المعضلات الاجتماعية التي نعيش الخوف منها،  وندفع فواتيرها بقسوة لها مرارتها ومبرراتها،  لكنها ما هي الا عادات اجتماعية تحدث مثل عيسى الطاروف ولد الفلبينية.  اذ طغى الشكل على الهوية،  والانسان واحد في كل زمان ومكان،  والسلوك الاجتماعي لا يمكن التنازل عنه بسهولة،  فهل استطاع الطاقم الدرامي لمسلسل "ساق البامبو " الامساك بالحبكة الانسانية في الدراما من مؤلف ومخرج وممثل،  لتقديم عمل فني جمع الادب والدراما في مفهوم فني يضيف على المشاهد لذة الاستمتاع بمشاهدة الرواية عبر حركة التمثيل والاخراج ؟
ساعدالانتاج بنسبة كبيرة في نجاح العمل  كما نجح التتر مع اغنية "انا انسان"  للفنان "عبادي الجوهر"  بجذب الحواس ضمن المفهوم السمعي للكلمة المؤثرة واللحن المناسب .  الا ان للمخرج رؤيته الكلاسيكية التي انسجمت تماما مع واقعية القصة والبناء الدرامي،  وامكنتها محافظا على النكهة العربية في ادراج الشخصية الفلبينية التي لونت العمل وتركته يتمم العناصر الدرامية في النص،  ليخرجوا من الرواية كما اراد لها "سعود السنعوسي " والمخرج "محمد القفاص" اضافة الى السيناريو ومعالجته الوسطية الدقيقة بتماثل مع الرواية . اضافة الى الصورة وجماليتها التي لم تخرج عن المشهد حتى الرومانسي منه،  بل!  اتسعت وحصرت المشهد ضمن الشخوص باسلوب دافئ،  وبتركيز على جوانب الحزن والفرح،  وانعكاسات ذلك على اركان المنزل او حتى في المستشفى  والامكنة الاخرى ضمن الافكار الدرامية المتناغمة مع واقعية القصة ومتخيلها على السواء،  ان ضمن الشخصية الفلبينية كالخدم في المنزل والنظرة العامة لهم من خلال الشكل واللغة وما الى ذلك.
خروج عن التقليدية في العمل اضافته الفنانه "شجون الهاجري" بالمرح المشاغب الذي استطاع فرض توازناته بين الشخوص،  واضفاء نوع من كسر الروتين في عائلة تحتاج لهذه الشخصية،  لتخفف صرامة اجتماعياتها وتقاليدها ضمن ايديولوجيات حرص الفنان "عبدالمحسن النمر "باطلالته على الانتباه لها ولعب الدور باسلوب تاملي هادئ دون الخروج عن المألوف او المبالغة،  باقناع وتاثير عاطفي اضاف للمشاهد دوره في التعاطف معه او انتقاد الشخصية وسلبياتها أمام الأم وقدرتها على فرض السيطرة، فهل سيطرت الرواية على العمل الدرامي ام ان تآلف الوجوه والعناصر الدرامية انسجمت مع الاركان الاخرى؟ وهل تفتح رواية سعود السنعوسي لرؤية درامية رمضانية خاصة؟
تفاعل ناشط بين الحوارات ساعدت الموسيقى التصويرية فيها على جمع الجوانب الواقعية مع الخيالية في دراما وصلت ببساطتها الى المشاهد،   ليندفع المشاهد بتحليلاته وتأويلاته المفتوحة مع الفعل وردة الفعل على وجوه الممثلين الذين ادخلونا الى بيت "عيسى الطاروف"  واخرجونا منه الى بيت صديق عائلة الطاروف الفنان "فيصل العميري"  الذي يجاهد في حب ممنوع مع الحفاظ على ابن صديقه من الفلبينية بروح لم تفقد الامل،  مما بث نوعا من الحميمية بينه وبين المشاهد الذي تعاطف الحدث وتأثر به  معتمداً على التأمل بنظرة العين الشبيهة بنظرة العدسة الباحثة عن المكان المناسب او بالاحرى الحائرة من الواقع . فهل نجحت الترجمة الدرامية بنجاح رواية " ساق البامبو"؟ ام نجاح الرواية هو الذي ترجم نجاح هذه الدراما؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram