عطفاً على فحوى الرسالة السابقة المنشورة في هذا الحقل ، التي يصف الكاتب ما لاقاه من تقدير وإستجابة ، عند تقديمه طلباً لإدارة الرعاية الإجتماعية في المملكة المتحدة ، ملتمساً شموله بالراتب التقاعدي ، شارحاً الأسباب الموجبة وأحقيته في نوال راتب الرعاية ، وانبهاره بما رأى وما لمس . مقارناً بما لاقاه في بلده الأم عند بلوغه السن القانونية للتقاعد ، وبعد خدمة فعلية شارفت الأربعين عاماً .
نقرأ : لملمت أوراقي الثبوتية — تحسباً مما لا بد منه ، وبما منه بـُد —( شهادة الجنسية الأصلية وصورتها .. دفتر النفوس القديم والجديد، كتاب الدائرة الرسمي بإنهاء خدماتي ) وزيادة في الحيطة ، إصطحبت قوائم دفع الماء والكهرباء والهاتف الأرضي .. وثيقة الزواج .دفاتر نفوس أولادي ، وصولات ايجار البيت للسنوات الثلاث الأخيرة ، قوائم البطاقة التموينية و….و .
توجهت نحو دائرة التقاعد العامة ( التي يعجز المرء عن تعداد مساوئها ) بعد مراجعات إمتدت لشهور عدة ، سلموني كتاباً ، يقضي بأحقيتي بإستلام الراتب التقاعدي من المركز الفلاني ( …..) .
متوجساً …أتوجه للمركز في الموعد ، الزحام على أشده ، كذلك الحر الذي لا تُبدِّده المروحة السقفية ، الكراسي القليلة المركونة في زاوية بعيدة تئـزُّ من أقل حركة ،الجدران كالحة ، الأرض جرداء ، الستائر متهرِّئة ومتسخة ، الموظف برم، متجهم السحنة ، الموظفة الملظومة الأصابع والساعد بالمحابس والأساور ، تبدو نافدة الصبر وهي تسألك : الإسم رجاءً . تلفظ اسمك بنبرة مَن يطلب صدقة … عبثاً تفلب أوراقاً أمامها : اسمك غير موجود . راتبك لم يصل بعد .. راجع بعد أسبوع ، بعد أسبوعين … راجع دائرة التقاعد العامة .
……..أية مهانة لمواطن خدم الدولة أربعين عاماً ، وتقاعده مترجرج بين الـ سين والـ سوف ، بين التي واللتيا .بين البارحة ويوم غــد ..… أما من رحمةٍ تفكُّ ضيقَ المتقاعدين يا أرباب النفــــوذ ؟
متقاعدون بين الجادة والرصيف ٢-٢
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2016: 09:01 م