TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مجلس النواب و115 الف حلم مؤجل

مجلس النواب و115 الف حلم مؤجل

نشر في: 30 يناير, 2010: 05:09 م

نبيل وادييقول المؤرخون ان السبب في خسارة نابليون مجده وعرشه في معركة واترلو في 18 حزيران عام 1815 قرب بروكسل عاصمة بلجيكا هي ساعات قلائل اذ كان قد قرر ان يفتك بالجيش الانكليزي الذي يقوده دوق ولينغتون  قبل وصول القوات البروسية التي يقودها المارشال بلوخر ليتسنى له الانفراد بكل جيش على حدة
 الا ان المعركة لم تنته قبل وصول جيش بلوخر لتنطبق السماء على الارض ويفر نابليون من ارض المعركة.انه يوم واحد غير تاريخ فرنسا واوربا بل والعالم اجمع وربما لو تاخر يوليوس قيصر عن الوصول الى مقر مجلس السينات في  روما لبضع دقائق من يوم الخامس عشر عام 44 قبل الميلاد لانهارت اعصاب المتامرين ولانكشفوا خصوصا وان من بينهم من كان يحب يوليوس قيصر لكنه يعترض على بعض سياساته غير ان تبكيره في الوصول الى المجلس ادت الى مقتله وتمزيقه بالخناجر. يشكل عامل الوقت في احيان كثيرة عنصرا مهما في حياة الامم والشعوب والقادة الم يتمنى السلطان عبد الحميد الثاني الوالي العثماني المعزول القليل من الوقت ليضع البعض في اتون لانهم كانو السبب في خلعه عن العرش العثماني؟.وكثيرا ما سمعنا عن نسبية الزمن فمن يضع يده في الماء العادي يحس ان الزمن يسير على مااعتاد عليه فلا يشعر ان الوقت اسرع او  أبطأ أما أولئك الذين يجبرون على وضع ايديهم في ماء مغلي فان الزمن يصبح ابطأ وان اجزاء الثانية هي دهر من الزمن ولذا قيل ان الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار. وأظن ان هذا المثل ينطبق اكثر ما ينطبق على بعض السادة النواب الذي يرفضون اطلاق التعيينات الـ115 الف لانهم اعتقدوا بان اطلاقها سيخدم اخرين لاغراض دعائية وان هؤلاء ربما يكونون بوقا دعائية لمن ساهم في اطلاق هذه الفرص. وقديما قيل ان موت انسان فجيعة وموت مليون ليس اكثر من مسالة احصائية وطبعا يبدو رقم115 الف مجرد عدد من ثلاث مراتب واطئة في الاحاد خمسة وفي العشرات واحد وفي المئات واحد يعني اوطا الاعداد في سلم المراتب طبعا ليس لهذا العدد رياضيا درجة حرارة ولايمكن ان نتخيل ان احد مراتب هذا العدد يعاني من حموضة في المعدة بسبب قلق نفسي كما ان العدد اجمالا لايوحي بالتعاطف لانه بلا تفاصيل فلا وجه له ولاقامة متهالكة وليس بالامكان تصور ان هذه المراتب الثلاث تتضور جوعا او تتمنى سقفا يقيها الامطار او الحر التموزي ،ليس بامكان احد تصور يأس رقم خمسة من الحياة والامل فيفرغ شاجورا من الرصاص في راسه قبل ان يقرر مجلس الخدمة الاتحادي اطلاق التعيينات لمواطنين سمر وبيض طوال وقصار عزاب ومتزوجين اصحاب شوارب وحليقيها اصحاب وجوه طلقة واخرى عابسة اصحاب نكتة وصموتين كارهين العملية السياسية او داعين لها ولمن يمثلها بالصلاح والخير لايمكن ان تصور ملامح وجوه 115 الف انسان ينتظرون ان يجدوا اسماءهم في قوائم التعيينات، هل يمكن تصور ان احدهم من هذا العدد المهول وقد ياس من الحكومة ومن السياسيين فاسلم نفسه الى الياس فمنهم من عاد الى البيت دون ان يجد عملا فضرب ابنه او زوجته لسبب تافه ومنهم من افرغ شاجور السباب براس الحكومة واتهمها بالعمالة  والخيانة والتجسس والتفريط بالمصلحة الوطنية وسرقة اموال الشعب واستيراد اجهزة غير صالحة لكشف المتفجرات، وشراء الفنادق والمطاعم والسفر في ارجاء المعمورة برا وبحرا وجوا وعبر الفضاء الافتراضي هل يتصور اولئك الذين اعترضوا على اطلاق الـ115الف  ان واحدا من هؤلاء قد انهى حياته بطريقة ما او انهى حياة اخرين ايضا بطريقة ما بسبب افلاسه الذي طال. هل يتصور احد ان من بين احد المرشحين للحصول على احدى فرص 115 الف قد فقد ابنته الصغيرة لأنه لم يستطع تدبير اجور الطبيب او الدواء ربما لو كان يعلم انه سيحصل على معاش في نهاية الشهر قد يكون اقترض بعض المال لتجاوز محنته.  ايها السياسيون الابطال يامن تجاوزتم المحنة وعشتموها بحلوها ومرها ايها النواب الابطال مهما قيل عنكم فانكم اجتدهتهم فاصبتم واخطاتم وتحملتم وعوائلكم اخطار الموت والتهديد والوعيد.لم تكونوا ملائكة ولم تكونوا شياطين لاتجعلوا الخوف من بعضكم يضيع امل 115 الف انسان في تجاوز خمسة او عشرة اضعاف هذا العدد لاتفكروا بالعدد بوصفه رمزا رياضيا بل بوصفه وجوه ومشاعر وفرح وحزن وامل وتوق الى غد بسيط لايعدو ان يكون بيتا صغيرا ياوي زغبا وامراة لاتحلم باكثر من زوج ياتي سالما باقل قدر من الغنيمة وطفلة لاتفكر بابعد من دمية (بالات) بربع الف دينار،ايها النواب الاعزاء لاتتصوروا اذار الانتخابات المقبلة قريب على اولئك الذين لايجدون قوت يومهم  الذين لم يعودوا يعرفون راس الشهر من رجليه ، الشهر الذي يمر عليكم عذبا لانه يعني فيما يعني راتبا معقولا تحصلون مقابل خدماتكم الجليلة لهذا الشعب يمر على اولئك العاطلين ثقيلا كجبل عسيب الذي ذكره الملك الظليل امرؤ القيس، فلا تحملوهم مالا طاقة لهم به وقديما قيل ان اردت ان تطاع فامر بالمستطاع. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram