يلاحَظ اهتمام عدد من الفنانين الكبار، مثل فنسنت فان كوخ، و فرانسيسكو دي غويا، وهنري روسو، بحالة النوم التي تتّسم بالغموض، من خلال لوحاتهم الفنية. ويتناول ماير كريجر Meir Kryger ، وهو بروفيسور  بمدرسة ييل للطب وخبير في النوم، هذه الحالة في كتابه

يلاحَظ اهتمام عدد من الفنانين الكبار، مثل فنسنت فان كوخ، و فرانسيسكو دي غويا، وهنري روسو، بحالة النوم التي تتّسم بالغموض، من خلال لوحاتهم الفنية. ويتناول ماير كريجر Meir Kryger ، وهو بروفيسور  بمدرسة ييل للطب وخبير في النوم، هذه الحالة في كتابه (غموض النوم) ، بادئاً بآليات النوم ووظائفه وتحليله الباثلوجي. وكما تقول بريسلا فرانك في حوارها مع الكاتب، هناك أسئلة في هذا الإطار ما تزال من دون جواب، مثل: لماذا ننام؟ لماذا نحلم؟  ويقول كريجر: " إن النوم، بالنسبة لي، غامض جداً. ونحن لا نفهم تماماً لماذا ننام. وهناك بالتأكيد عدد من النظريات، لكننا لا نعرف الحقيقة على وجه اليقين. إضافةً لما يتعلق بالحلم. ذلك أن الأطفال تبدو عليهم ملامح الحلم حتى قبل أن يولدوا. والسؤال هو: ما الذي يحلمون به؟ "
وفي فصل بعنوان "النوم في الفن والأدب"، شارك في كتابته كولين شابيرو، يقوم المؤلفان بجولة عبر علاقة تاريخ الفن الشاملة بالنوم، مستكشفين في ذلك الطرق التي صور بها الفنانون حالة الهجوع العادية، والغامضة جداً مع هذا. ويقول كريجر: "كلما ذهبتُ إلى صالة عرض فني أو متحف، اجتذبتني صور النوم. فأنا مهتم بما يجري في عقل الفنان حين يرسم شخصاً نائماً. فهل الشخص، من منظورهم، يرتاح؟ أم يتعافى؟ أم هو في حالة خطر؟ وبماذا يفكرون وهم يُبدعون هذه الصور، وما الذي يعنيه هذا بالنسبة لمن يشاهدها؟"
وقد حدد كريجر، خلال تحليله، تصويرات ثيمية معينة تكررت على امتداد تاريخ الفن، قائلاً، " إن الفنانين لديهم افتتان شديد بالميثولوجيا، والأحلام، والموضوعات الدينية، والتوازي بين النوم والموت، والمكافأة، والتخلي عن السيطرة الواعية، والمعالجة، وتصوير البراءة والصفاء، وما هو شهواني ".
وهو يبدأ بالميثولوجيا، متناولاً تحفة ساندرو بوتيشيلي من القرن 15 "مارس وفينوس" التي تصور فينوس إلهة الحب إلى جنب مارس إله الحرب، وهو نائم، بينما يعبث آلهة أطفال بأسلحة مارس وجسده غير الواعي. ويشير كريجر هنا إلى "أن اللوحة تقول أساساً إن الحب يقهر الحرب"، وهو يعبّر عن سلطان فينوس على مارس في حالة هجوعه. إذ يعادل النوم، في هذه اللوحة، الضعف والهشاشة، كما هو واضح.
ويتناول كريجر لوحة فرانسيسكو دي غويا، "نوم العقل يُنتج وحوشاً"، ( التي تصور امرأة نائمة مستندة برأسها وذراعيها على طاولة وحولها وحوش غريبة )، موضحاً أنها تصور "امرأة نائمة تتخذ وضعية الموت لكنها تبدو حيةً جداً. فهي واعية لكنها ليست مدركة. إنها تضطجع بدنياً في الواقع، لكن أفكارها تجري بحالة من الفنطازيا. فالنوم يُبهج، ويخيف، ويجدد، ويمكن أن يؤدي حتى إلى التعب. ويستطيع أن يتغلب علينا مثل ضباب شديد قاهر أو يروغ منا مثل رعشات السعادة العذبة".
إن هناك لوحات شهيرة تصور نساءً نائمات أكثر من الرجال في سجلات تاريخ الفن، لكن هناك أيضاً، كما نبّهني كريجر، لوحات شهيرة عن النساء أكثر بكثير من التي تصور الرجال عموماً. ومن تلك اللوحات،على سبيل المثال، لوحة فان كوخ "ظهيرة: راحة من العمل" التي تُظهر رجلاً في حالة هجوع، وتؤطر النوم باعتباره توقفاً مؤقتاً عذباً عن عمل يوم طويل.
إن كل الناس ينامون بالتأكيد، ويبقى النوم مع هذا تجربة فردية لا يمكن الوصول إليها أو فهمها تماماً ".  فالنوم ضرورة وكل شخص يفعله، لكنه التجربة الفعلية التي لا يمكن المشاركة فيها. فعندما يذهب الواحد للنوم، فإنه ينام لوحده، وحين يدخل الواحد عالم الأحلام، فإنه يسير إلى جنب نفسه. وهنا يكمن الإغراء بالنسبة للفنانين ".
 عن/ HuffingtonPost