اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاختبارُ الأخيرُ للعباديّ

الاختبارُ الأخيرُ للعباديّ

نشر في: 5 أغسطس, 2016: 05:50 م

مرّة أخرى يبتسم الحظ لرئيس الوزراء حيدر العبادي ابتسامة بعرض الكرة الارضية وبطولها وارتفاعها... ومن المفترض أن يتشبّث بهذه الفرصة النادرة بأسنانه وأظافره ولا يضيّعها مثلما ضيّع على نفسه وعلينا فرصة تاريخية نادرة هي الأخرى عندما حظيَ برنامجه الإصلاحي، منذ سنة بالضبط، بتأييدٍ طاغٍ من الشعب والمرجعية الدينية في النجف ومن مجلس النواب بكل أعضائه.
هذه المرّة أيضاً كانت الرمية من غير رامٍ، فالسيد العبادي لم يكن راغباً بمساءلة وزير الدفاع في هذا الظرف بالذات عشيّة الانطلاق باتجاه الموصل لتحريرها من داعش، لكنّ أصحاب الغايات السياسية والحزبية والشخصية كان لهم حسابٌ آخر، وكان في المقابل أنْ فجّرَ وزير الدفاع، في جلسة استجوابه، قنبلة من العيار الثقيل أحدثت ثقباً كبيراً في سفينة الفساد التي ظلّ رُكّابها يظنّون أنهم في مأمن من كل خطر.
لم ينجح العبادي في اختبار العام الماضي الإصلاحي. يمكن أن نختلف في الأسباب والمبررات، موضوعية كانت أو ذاتية، لكنً رئيس الوزراء الآن في وضع يمكن له أن يعوّض فيه عن عدم نجاحه ذاك، بالطبع إذا كان بالفعل يرغب في الإصلاح الذي تعهّد به ويطلبه الشعب بإلحاح وتؤيده مرجعية النجف. ضرب قلعة الفساد الحصينة في الدولة والمجتمع هو ضربة المعلم المطلوبة من العبادي. هي الآن متيسّرة له ويسيرة عليه، فالاتهامات والاتهامات المضادة المتبادلة بشأن عمليات الفساد يمكن لها أن تختصر المسافات وتوفّر الزمن على العبادي لقصم ظهر الفساد بالقانون، وفتح طريق الإصلاح الذي كان الفاسدون أكبر العقبات التي تعترضه بثباتٍ ورسوخ.
لن يتطلب الأمر من العبادي أن يفاوض هذه الجهة أو يسترضي تلك أو يدخل في مساومات... كل ما عليه فعله هو أن يترك القانون يأخذ مجراه وأن تتحقق العدالة.. كلّ ما يتعيّن عليه عمله أن يحول دون أي عملية التفاف وتحايل في أثناء التحقيقات الجارية الآن، ثم في أثناء الإحالة الى القضاء.
بكلّ الصراحة، ليست هناك ثقة بالجهات الموكلة إليها عملية التحقيق، سواء كانت برلمانية أو قضائية.. لجان التحقيق البرلمانية عوّدتنا على التوقّف عند منتصف الطريق بفعل عمليات المساومة والابتزاز المتبادلة بين القوى المتحكّمة بمقدّرات البلاد. والقضاء هو الآخر عوّدنا على الخضوع لنفوذ هذه القوى.
من المؤكد أنَّ بوسع رئيس الوزراء، إن أراد وإن تحلّى بالقدر اللازم من الشجاعة والمسؤولية الوطنية، المساعدة في معرفة الحقيقة وإعلانها على الملأ، بتوفير الوثائق الدالّة على حصول عمليات الفساد وضلوع مسؤولين كبار في الدولة، مدنيين وعسكريين .
فيها في عهود الحكومات المختلفة.
نعرف أنّ رئيس الوزراء بالذات يمكنه أن يقدّم لهيئة النزاهة ولجهاز الادّعاء العام وللإعلام مئات الأطنان من هذه الوثائق.
السيد العبادي يواجه الآن اختباره الثاني... والأخير، فإن تردّدَ وتلكّأَ وخضع للابتزاز هذه المرّة، سيسقط من الأعين إلى الأبد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    أستاذ عدنان حسين هو اي حيدر مورفين ساقط منذ اليوم الأول كل خطابته كأنه انسان ألي مثل المكوك ولا تشعر فيه انه انسان واقف امامك... كم كذبة كذب وكم وعد اعطى وطلعت كلها فاشوشية وكيف يرتجى من واحد يصلح الفساد وهو خريج أكاديمية الفساد التابعة لمنظومة حزب اسلامو

  2. الشمري فاروق

    العبادي من نفس البطانه لا تتوقعوا منه شيئا

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram