دخان جلسة استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي أمام مجلس النواب الإثنين الماضي سيبقى يتصاعد في سماء المشهد السياسي العراقي ، فيما بدأ أصحاب الحل والربط بإعادة ترتيب أوراقهم لغرض الحصول على " الجوكر " لتحقيق الفوز او الخروج بأقل الخسائر.
العبيدي كسب التأييد الشعبي فضمنَ ورقة يعتقد بأنها ستنفعه في اليوم الأسود، أما الآخرون فأجّلوا خلافاتهم لاستعادة حضورهم في المشهد ، مع اصرار على المكوث في قلعة حصينة تحميهم من سهام الخصوم ، تساعدهم في رمي الحجارة على رؤوس من يلوّح ضدهم بفتح ملفات فساد ، وقضايا اخرى مثل سقوط الموصل ، تبديد المال العام ، التستر على المسؤولين المفسدين .
في هذا الإطار يدور الحديث بين الأوساط البرلمانية حول تحرك رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون للإطاحة برئيس البرلمان سليم الجبوري استنادا الى قاعدة ان السياسة لاتعرف الثوابت . يقال ان حراك المالكي حصل على تأييد خصمه إسامة النجيفي زعيم ائتلاف "متحدون " باتفاق الطرفين على تحقيق أغلبية برلمانية تستطيع التصويت على إقالة الجبوري.
جبهة الإصلاح أبدت استعدادها لدعم وتأييد اي تحرك لتغيير رئاسة البرلمان بوصفها احدى أبرز أهدافها وستعقد الاثنين المقبل قبل يوم من انعقاد جلسة مجلس النواب اجتماعاً لبحث تحقيق اغلبية برلمانية قادرة على إقالة الجبوري على ان يكون بديله عضو القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي ، النائب عدنان الجنابي. وطبقاَ لتصريحات بعض أعضاء الجبهة فإنها جمعت تواقيع 120 نائباً بمعنى انها مستعدة لخوض المنازلة لصالح المالكي والنجيفي فيتكرر سيناريو اقالة رئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني حين قاد الحزب الإسلامي حراكاً ضده واختار أمينه العام إياد السارمائي رئيساً للبرلمان.
استجواب وزير الدفاع جعل زعماء القوى السياسية ورؤساء الكتل النيابية فضلاً عن مسؤولين في الحكومة يدخلون في إنذار جيم ، خصوصاً ان وزراءهم في الحكومات المتعاقبة صنفوا ضمن فصيلة حيتان الفساد وان حمايتهم تتطلب الحصول على اوراق رابحة تحقق الفوز في الوقت الاصلي او الاضافي قبل الانتقال الى ضربات الجزاء الترجيحية .
مجلس النواب منقسم على نفسه ، لأنه يعكس الصورة الحقيقية للعملية السياسية بكل بشاعاتها ، لعنة محمود المشهداني ستبقى تلاحق سليم الجبوري القيادي في الحزب الإسلامي فهل يستطيع حزبه مواجهة الخصوم في أجواء ملبدة بدخان تبادل الاتهامات ، وينقذ رئيس مجلس النواب من الإقالة . الحصول على الورقة او "الجوكر"هو الخيار الوحيد المتاح للتخلص من لعنة محمود المشهداني .
في تصريح لنائب من الحزب الإسلامي قلل من اهمية مؤامرة الإطاحة بالجبوري وقال ان رئيس مجلس النواب يحتفظ بملفات ستحول حيتان الفساد الى جرذان لن تتوفر لهم فرصة حزم حقائبهم والوصول الى مطار بغداد للوصول الى دول منحتهم جنسيتها يوم كانوا "دايحين" قبل وصولهم الى العراق بعد الاحتلال الاميركي .
حديث النائب يعيد الى الأذهان استذكار حكاية بطلها جرذ كبير دخل الى حانة تناول فيها طعاماً مخلوطاً بالخمر، بعد إحساسه بشعورغريب صاح بأعلى صوته : اليوم أحطم أكبر بزون بالولاية، القصة من الخيال الشعبي ، ربما من بعيد او قريب تشير الى المشهد السياسي العراقي.
"جوكر " تحت الطاولة
[post-views]
نشر في: 5 أغسطس, 2016: 09:01 م