TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: دار دور

نافذة المواطن: دار دور

نشر في: 30 يناير, 2010: 05:21 م

عمار كاظم محمدأفرزت الأحداث التي تلت عام 2003 وسقوط النظام البائد في العراق الكثير من المشاكل التي كانت مختبئة تحت السطح في واقع المجتمع العراقي الذي عانى خلال ثلاثة عقود من الحروب والاضطهاد واحكام الديكتاتورية وسياسة الحزب الواحد، تلك المشاكل التي ما انفكت تتراكم حتى صارت واقعا لا يمكن تجاهله في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها المواطن .
 ومن هذه المشاكل ازمة السكن التي تفاقمت في البلاد جراء النمو السكاني وتدهور الاوضاع المعيشية اضافت اليها الاحداث التي تلت عام 2006 وما رافقها من تهجير وتشريد لتجد تلك العوائل نفسها فجأة في العراء دون وجود حتى الخيمة التي تقيها من التشرد والضياع . ومن ابسط حقوق المواطن في هذا البلد أن يكون له بيت يحميه ووطن يستقر فيه ليتمكن من أن ينشئ عائلته واطفاله ويربيهم تربية صحيحة .فالبيت بالمفهوم العام هو استقرار بمعنى ما والاستقرار يعني أن يتفرغ المواطن لكي يبني ويعمر هذا البلد وبالتأكيد أن توفير السكن الملائم يمثل دائما امنية كل مواطن يريد العيش بسلام واطمئنان اذ كيف يمكننا أن نطلب من المواطن أن يحب هذا الوطن ويستميت في الدفاع عنه وهو لا يملك شبرا واحدا فيه . ان ما نراه حقا في تلك التجمعات من البيوت الطينية التي تسكنها العوائل الفقيرة والمشردة يمثل ازمة حقيقية يجب علينا أن نشير اليها في واقعنا الحاضر ونعتقد ان اولئك المواطنين لو لم يكونوا مضطرين بسبب الفقر وغلاء الايجارات او بسبب التهجير لما رضوا بالعيش في اماكن كهذي تفتقر الى ابسط الشروط الصحية والحياتية واعتقد ان لدينا مساحات خالية كثيرة في بغداد وحولها يمكن ان تستغل في بناء مجمعات سكنية منظمة يمكن ان تقدم لأولئك المواطنين كي يتمكنوا من العيش فيها وانقاذ اطفالهم من الأمراض والاوبئة واذا كانت مشاريع الاعمار متوقفة في الوقت الحاضر لسبب ما أو آخر فلماذا لا يتم تنظيم تلك التجمعات وتوزيع تلك الأراضي للمواطنين ومساعدتهم في بنائها كي يتغير في الأقل هذا المنظر المؤلم لعوائل تعيش دون خط الفقر بكثيرويمكن لمن يتقدم من المواطنين الذين يسكنون تلك الاماكن ما يثبت عدم امتلاكهم لعقار او ارض في مكان آخر او ان عقاراتهم تم تدميرها او مصادرتها مع عدم قدرتهم على العودة الى ذلك المكان الذي هجروا منه حيث أن اجراء كهذا من شأنه أن يجعل الفرصة متاحة للمحتاجين فقط ويبعد حالات الغش والتلاعب في امتلاك أرض لمن لا يستحق ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن تلك الأراضي يجب أن تكون مملوكة للدولة وليست من الاراضي الصالحة للزراعة ، أعتقد أن مساهمة كهذي يمكن أن تسهم في رفع عبء كبير عن كاهل المواطن في توفير سكن ملائم حيث يمكن أن تغدو هذه التجمعات السكنية في ما بعد مدنا صغيرة يمكن ان تضاف اليها الخدمات العامة من مستشفيات ومدارس وخطوط الماء والكهرباء والتبليط بهذي الطريقة يمكننا أن نجعل المواطن يشعر بالامان في بيته وان حقه في هذا الوطن مضمون بوجود مساحة من الارض يعيش عليها ويسكن فيها بكل حرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram