الأدب والفن والثقافة ، لا يمكن أن تبنى على اساس الجمال المطلق أو القبح المطلق، بل تُبنى على اساس دمجهما ، ولكي ليولد فعل مؤثر في هذه المجالات لابد أن يكون المبدع قادراً على اختزال الجمال من خلال القبح، أو العكس، وهنا يمكن للمثقف او الفنان أو الأديب أ
الأدب والفن والثقافة ، لا يمكن أن تبنى على اساس الجمال المطلق أو القبح المطلق، بل تُبنى على اساس دمجهما ، ولكي ليولد فعل مؤثر في هذه المجالات لابد أن يكون المبدع قادراً على اختزال الجمال من خلال القبح، أو العكس، وهنا يمكن للمثقف او الفنان أو الأديب أن يترك ضربته وبصمته، وأن يؤسس هويته الحقيقية.
ولمعرفة كيف يمكن أن يوازي الادب والفن بين القبح والجمال أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ندوة حول "جماليات القبيح في الأدب العراقي" وذلك صباح يوم الأربعاء الفائت في مقر الاتحاد.
تحدث مقدم الجلسة الناقد والكاتب علي الفواز قائلاً "اليوم نحن نناقش موضوعة نظرتنا للأشياء التي قد تكون مسؤولة عن خلق الجمال من القبح، فهنالك مظاهر وظفت وخلقت لنا قبحاً استطعنا أن نولد من خلاله الجمال او نقتنصه."
وأضاف الفواز :"من خلال تمظهرات جماليات القبح داخل النص الثقافي وعلى غرار النقد الثقافي، ومن خلال دراسة النص الأدبي والشعري والروائي، سنتمكن من خلق جو أدبي روائي او شعري يعطي صور إنفعالية كاملة عن الأدب العراقي."
مُبيناً :"اليوم سنناقش موضوع القبح والجمال بمنتهى الإثارة وسنناقش الجماليات بمساحة وفكرة جديدة ، حيث لا يمكن أن نؤمن بفكرة الجمال المطلق، حتى بالتأريخ نعرف أن الكلمة التي تفقد قيمتها الأخلاقية لن تدخل في مجال اللغة، وهذه الاطر ستعطي للنص قيمته."
بدوره ، ذكر المحاضر الأستاذ باقر جاسم محمد :"أن موضوع الجماليات والقبح في الأدب العراقي مهم واساسي حيث يأخذ صيغة تأسيسية ، لأنه يتحول إلى شذرات هنا وهناك ولابد له أن يوضع في مثابات متعددة، كمثابة نظرية ومثابة تطبيقية للشعر والسرد، فالمفاهيم الجمالية نشأت على اسس محددة إلا أنها جوهرية ومستقلة بذلك، فالجمال المطلق لا يوجد إلا بالتصور ولا يوجد الخير المطلق إلا بالتصور ، فالجمال المطلق هو تصور الكمال وهذا غير واقعي ، لأن الأدب يعتمد على الثنائيات المتضادة التي تنطوي فيما بينها على الجمال والقبح."
وأكد محمد قائلاً "إن علينا عدم النظر للقيم الكاملة والتي نجدها دائما في الدروس الفلسفية التي أثرت على الأدب من حيث تلقي الشعر وقراءة الأدب ، لو جئنا إلى تشكل النص الأدبي سواء أكان شعراً أو سرداً أو مسرحاً سنجد أن الجمال المطلق سيسقط نهائياً ونجدها تبنى بشكل أساس على المتناقضات الثنائية كالخير والشر والقبح والجمال وغيرها، ليحدث أشبه ما يسمى بالفعل الواضح والبارز، اذا ذهبنا واشرنا إلى كتاب عبد اللة الغزاني في المستنصرية يشير أن على النقد الثقافي أن ينتهي من الجماليات ويركز على القبحيات وعلينا هجر حالة والذهاب إلى حالة أخرى، وعلينا أن ننتقل إلى بنى ووظائف أهم ، وتمظهرات " البروتسك" او مصطلح "البوتيك" على أساس انها تشير إلى تمظهرات اللا متوقع والمتنافر وغير المنطقي ."
وأضاف "يكمن الجميل في القبح الادبي ، وهما متكاملان لخلق فعل مثير ، أما إذا كان احدهما مطلقاً فهذا سيدخل ضمن إطر الخروج عن المنطق، فهنالك أمور لا يمكن أن تؤخذ مطلقة أدبياً فيجب أن نرى الجمال من أكوام الشوائب وذلك لإظهار الجمال ، كما أن أول رواية في التاريخ في القرن الثاني الميلادي هي الحمار الذهبي، ومدخل هذه الرواية يقوم على دور التحول والذي تقوم عليه كل الرواية ، وهنا يكشف سوء وجمال المجتمع من خلال هذه الآلية ."
ويكمل محمد "الفكر العربي الإسلامي في معنى أن النظرية فيض الالهي يبين أن كل جمال يأتي عن الذات الالهية لانها كاملة ومنزهة وهنا سندخل في اشكالية أن كيف نرد القبح إلى الذات الالهي، لهذا وضع القبح كأمر ثانوي وهو عارض من العوارض الثانوية وأن لا يمكن أن يكون القبح جوهرياً ولايمكن أن يكون القبح صفة من صفات الله ." مؤكداً أن"القبح والجمال فلسفة طريدية، والاسلام لم يتوسع بالفلسفة الطردية ابداً ."