بعد أن أحدثت جائزة الابداع الثقافي في بغداد خلال دورتها الاولى لعام 2015 صدى واسعا في المجال الثقافي بمجالاته الخمس التي تنافست في حينها، اتسعت مساحة المنافسة هذا العام وخلال الدورة الثانية لجائزة الابداع لعام 2016، والتي شملت تسعة مجالات، إلا أن هذا
بعد أن أحدثت جائزة الابداع الثقافي في بغداد خلال دورتها الاولى لعام 2015 صدى واسعا في المجال الثقافي بمجالاته الخمس التي تنافست في حينها، اتسعت مساحة المنافسة هذا العام وخلال الدورة الثانية لجائزة الابداع لعام 2016، والتي شملت تسعة مجالات، إلا أن هذا الموسم جاء بوجوه جديدة ضمن اللجنة العليا للجائزة، إضافة إلى شروط جديدة وبعض التطورات التي سيكشف عنها الناطق الرسمي باسم اللجنة العليا للجائزة لعام 2016 الشاعر والمترجم نصير فليح خلال حديث خاص لـ "المدى":
• ممن تتألف اللجنة العليا لهذا العام ؟
- اللجنة العليا لجائزة الابداع العراقي بدورتها الثانية 2016 تشكلت برئاسة السيد وزير الثقافة فرياد رواندزي وعضوية كل من المخرج والممثل المسرحي الدكتور سامي عبد الحميد والناقد والباحث ناجح المعموري والدكتور حامد الراوي المستشار الثقافي للوزارة ومقرر اللجنة والفنان التشكيلي الدكتور بلاسم محمد والدكتورة الناقدة نادية العزواي والدكتور المخرج والناقد السينمائي صالح الصحن والشاعر والمترجم نصير فليح الذي اختارته اللجنة ناطقا رسميا باسمها.
• هل أعضاء اللجنة العليا مسؤولون عن تقييم الأعمال المتقدمة للتنافس ؟ أم انكم ستشكلون لجانا فرعية لغرض تقييم الأعمال ؟
- اللجنة العليا لا تتدخل في عمل اللجان الفرعية. انها تقوم بالاشراف العام على الجائزة وتحديد ضوابطها وشروطها وحقولها، بما في ذلك تحديد اللجان الفرعية التحكيمية، اما تقييم الاعمال المتقدمة لنيل الجائزة فلا تتدخل به اللجنة العليا، وانما يترك للجان الفرعية نفسها.
• من هم أعضاء اللجان الفرعية؟
- اللجنة العليا لم تشكل اللجان الفرعية بعد. وحتى بعد تشكيل هذه اللجان ستظل اسماء اعضائها أمراً سرياً غير معلن حفاظاً على خصوصية ونزاهة عمل اللجان وابعادها عن التأثيرات المختلفة. لكن يمكن ان اقول ان كل لجنة ستتكون من ثلاثة اعضاء من الاشخاص المشهود لهم بالكفاءة، والموضوعية والنزاهة في التقييم ايضا.
• في العام السابق شملت الجائزة خمسة مجالات ثقافية، بحجة ضعف الميزانية المخصصة للوزارة، ورغم سوء الوضع الاقتصادي هذا العام إلا أننا نجد توسعاً في المجالات الثقافية وشمولها تسعة مجالات ما السبب برأيك ؟
- هذا الامر يتعلق اساسا بالوضع المالي لوزارة الثقافة والتخصيصات المالية التي بحوزتها. وقد كانت التخصيصات المالية الموجودة في حوزة الوزارة تسمح في الدورة الاولى بخمسة حقول فقط، اما هذا العام فسمحت التخصيصات المالية المتوفرة بتسعة حقول. وكل هذا على اساس ان لا تقل قيمة الجائزة المالية لكل حقل من الحقول عن خمسة الاف دولار. لم نرغب في اللجنة العليا بتقليل قيمة الجائزة ماليا لأجل زيادة عدد الحقول، فالحفاظ على حد أدنى للقيمة المالية للجائزة مطلوب أيضا. ومبلغ الخمسة الاف دولار بحد ذاته ليس بالمبلغ المالي الكبير مقارنة بالكثير من الجوائز العربية مثلا. ولكن تم تحديد هذا المبلغ كحد أدنى لقيمة الجائزة وعلى اساسه تم تحديد عدد الحقول الممكنة في هذه الدورة. وحقول الجائزة في هذه الدورة هي: أولاً : الشعر. ثانياً : السرد (الرواية). ثالثاً : الموسيقى (التأليف الموسيقي). رابعاً : التمثيل (لجميع الاختصاصات والحقول). خامساً : السينما (الإخراج السينمائي). سادساً : تاريخ الحضارة والمثيولوجيا العراقية. سابعاً : الترجمة. ثامناً : النحت. تاسعاً : التصوير الفوتوغرافي.
• ما هي الثوابت والشروط التي يتم على اساسها قبول العمل المتقدم وإدخاله للمنافسة؟
- الشروط المطلوبة في الاعمال المقدمة لنيل الجائزة هي أن لا تكون النتاجات المقدمة سبق لها الفوز بأية جائزة، وأن تكون من منجزات الأعوام الثلاثة الأخيرة (2014-2015-2016) حصراً. ولا يحق لمن يتقدم لنيل الجائزة في أحد الحقول المذكورة في الدورة التقدم لنيل الجائزة في حقل آخر. واستمارة الترشيح للجائزة موجودة على الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة يمكن لكل من يرغب بالترشيح سحبها من هناك. ومع الاستمارة هناك متطلبات للتقديم هي كالاتي: أولاً: ترفق ثلاث نسخ من العمل المطبوع في مجالات (الشعر- الرواية- الترجمة- الانثروبولوجيا والبحوث التراثية). ثانيا: يقدم مصغر واحد من العمل النحتي مع وصف موجز يتضمن أبعاد العمل والمادة التي صنع منها. ثالثا: يقدم قرص مدمج (c.d) وبثلاث نسخ في مجالي التمثيل والإخراج السينمائي. رابعا: يقدم قرص مدمج (c.d) عدد(3) لكلّ من العزف الموسيقي وتدوينه الموسيقي (score) في مجال التأليف الموسيقي. خامسا: تقدم ثلاث نسخ للصورة الفوتوغرافية المرشحة لنيل جائزة التصوير الفوتوغرافي، وبقياس 40*60 كحد أدنى.علما ان هذه المتطلبات المقدمة لنيل الجائزة لا تعاد لأصحابها سواء أفازوا بالجائزة أم لا، باستثناء المصغرات النحتية التي ستتم اعادتها الى اصحابها بعد اقامة معرض فني لها في وزارة الثقافة. ويمكن لكل من يرغب بالترشيح للجائزة ايصال نتاجه مباشرة الى مكتب السيد المستشار الثقافي في مقر الوزارة، هو او عن طريق شخص آخر يراه مناسبا، او عن طريق البيوت الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، كما يمكن لمن هم خارج العراق ارسال نتاجاتهم عن طريق البريد او عن طريق شخص يختارونه بما يضمن وصولها بشكل سليم.
• هل يحق للمتسابق المشارك في العام الماضي والذي حاز على المرتبة الاولى أن يشارك؟
- يمكن للفائزين في الدورة السابقة الترشيح لهذه الدورة ايضا على اساس الحقول المحددة طبعا. لكن لا يحق التقدم لنيل الجائزة في أكثر من حقل واحد.
• ما هو نوع الجائزة لهذا العام سواء كانت مادية أو معنوية وما هي القيمة المخصصة للجوائز، وهل تم توسيع او تغيير الجائزة؟
- تتكون الجائزة، بالاضافة الى الجائزة المالية التي ذكرناها، من وثيقة الفوز بالجائزة التي تقدم للمتسابق الفائز، اضافة الى عمل فني نحتي يرمز للجائزة.
• هل للسيد الوزير دور او تدخل في تقييم الاعمال المتقدمة، أو شمول المتقدمين على الجائزة وعدم شمولهم؟
- ليس للسيد الوزير أي تدخل في تقييم الأعمال المتقدمة او شمول المتقدمين من عدم شمولهم. كما ان اللجنة العليا للجائزة نفسها لا تتدخل في عملية التقييم كما ذكرنا. كل متقدم تتوفر في عمله الشروط المطلوبة يحق له الترشح لنيل الجائزة.
• وفق أية قواعد وقوانين سيتم اختيار الأعمال ، أو لمن ستكون الأفضلية ؟
- القيمة الابداعية في العمل هي المعيار في اختيار الاعمال الفائزة. ولهذا نسعى ان تكون التقييمات التي تقدمها اللجان الفرعية موضوعية بعيدة عن أية تأثيرات واعتبارات غير القيمة الابداعية المتوفرة في العمل نفسه. وتحرص اللجنة العليا على توفر جانبين في اعضاء اللجان الفرعية التحكيمية، وهما جانب الأهلية والقدرة التقييمية الإبداعية المهنية، وجانب النزاهة والموضوعية في تقييم الاعمال المقدمة. والعمل الذي سيحصل على اعلى التقييمات في عمل اللجان الفرعية، هو العمل الذي سيفوز بالجائزة.
• ماهي المعوقات التي تواجهكم هذا العام في التجهيز لهذا المحفل المهم في العراق هل تواجهكم مشاكل او معوقات؟
- لو كانت الامكانات المادية متوفرة بشكل أكبر لعمدت اللجنة العليا لرفع قيمة الجائزة ماليا وزيادة فروعها أيضا. مع هذا، زاد عدد حقول الجائزة من خمسة في دورتها الاولى الى تسعة في هذه الدورة. لعل الجانب المالي هو الجانب الوحيد الذي يمثل معوقا او قيدا في عملنا على تطوير الجائزة وتوسيع نطاقها. هناك ايضا مشكلة تنبع من الوسط الثقافي والابداعي، وهو النقد غير البناء وغير الموضوعي أحيانا الذي لا يراعي ان هذه الجائزة هي في دورتها الثانية فقط، وانها كبداية ونقطة انطلاق تمثل حالة ايجابية، وانها لا يمكن ان تشمل كل الفروع والاختصاصات الفنية والابداعية التي هي بالعشرات. وان توحيد الجوائز السابقة التي كانت موجودة في دوائر الوزارة في جائزة واحدة رئيسية اكثر اهمية، هو خطوة الى امام. البعض يخلط أيضا بين جائزة الابداع هذه، التي هي جائزة للاعمال الابداعية، وبين ما يمكن تسميته (جائزة الدولة)، بمعنى منح جائزة للشخصيات المهمة في المجال الثقافي على اساس مسيرتها الابداعية، دون حاجة الى ترشيح اعمال لنيل الجائزة. وبالطبع فكرة وجود (جائزة دولة) فكرة مهمة نأمل ان يهتم بها المسؤولون في الدولة العراقية وتوفير المستلزمات الضرورية لها. ولكن فكرة جائزة الابداع الحالية في وزارة الثقافة لا تمثل (جائزة دولة) من هذا النوع. انها توحيد للجوائز الفرعية التي كانت موجودة في دوائرة وزارة الثقافة في جائزة رئيسية واحدة ترعاها الوزارة.
• هل هنالك جديد عن العام الماضي أو تطوير في آلية العمل او الأفكار المطروحة التي تخص جائزة الابداع بكل مجالاتها؟
- في هذه الدورة عملنا على اقرار نظام داخلي للجائزة. الفكرة من ورائه هي مأسسة جائزة الابداع العراقي. عندما يكون هناك نظام داخلي مقر للجائزة، يحدد طبيعتها والآليات الاساسية لعملها، فإنه سيكون قاعدة لاستمرارها على اسس واضحة بعيدا عن العشوائية والارتجال والتغيرات غير المدروسة. وقد ناقشت اللجنة العليا النظام الداخلي للجائزة في اكثر من جلسة من جلساتها، واتفقت على التعديلات المطلوبة في نصه.
• ماذا عن العام القادم 2017 وهل سيتسع عدد المجالات في العام المقبل؟
- كما ذكرت في اجابة سابقة، عدد الحقول يعتمد بالدرجة الاساس على ما يتوفر من تخصيصات مالية للجائزة. اما طبيعة حقول الجائزة، فستتغير من عام الى آخر، وهناك توجه داخل اللجنة العليا للجائزة لابقاء حقول الشعر والسرد والفن التشكيلي حقولا دائمية في كل الدورات، لما لهذه الحقول من اهمية في الوسط الثقافي والابداعي العراقي.
• هل هنالك مشكلات بخصوص المجالات التي شملتموها بالجائزة ، لقد شهدنا في العام الماضي اعتراضا على المجالات المشمولة ، فهل هنالك اعتراض هذا العام من قبل بعض المثقفين او المبدعين؟
- قامت اللجنة بالاطلاع على كل الاعتراضات التي نشرت في ما يخص الدورة الاولى من الجائزة. وبالطبع كان بعضها موضوعيا وبعضها لا. الاعتراضات متوقعة دائما، ولا اغالي اذا قلت انه من المستحيل تقريبا ارضاء الجميع. الحقول الفنية والابداعية والادبية المختلفة عديدة، وفي كل منها فروع وتخصصات جزئية، وهذا يعني العشرات من الحقول. وكل فنان او مبدع او اديب او باحث قد يعتقد ان الفرع الذي ينشط فيه هو الحقل الأهم الذي يجب ان تكون له الاولوية. ونحن ندعو المبدعين في الوسط الثقافي العراقي الى تفهم هذا الموضوع. لكن عدم ادراج الشعر في الدورة الاولى للجائزة كان موضوع اعتراضات كثيرة، كما ان السرد يشتمل على مجالات مختلفة مثل الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، وكذا الحال مع الفن التشكيلي في فروعه وتنوعاته، وقد اخذت اللجنة بنظر الاعتبار كل هذه الاعتراضات. مع اننا نتوقع بالطبع ظهور اعتراضات جديدة، سيتم ايضا الاخذ بما هو بناء وموضوعي منها.
• ما سبب إبعاد الدكتور عقيل مهدي عن اللجنة العليا للجائزة، وهل يعود السبب إلى ترشحه لمنصب وزير الثقافة؟
- الدكتور عقيل مهدي لم يستبعد، بل تقدم بطلب إعفائه من العمل في اللجنة العليا للجائزة.