دهوك / السومرية نيوزأطلقت منظمة عراقية برنامجاً هو الأول يهدف إلى حث السكان بمحافظة دهوك للتوقف عن الإسراف في الطعام، بعدما أظهرت دراسة ميدانية حديثة أن بقايا الطعام تشكل نسبة تزيد على 63% من مجموع نفايات منازل المحافظة. وقال مدير منظمة السياسة والشعب غير الحكومية سردار دوسكي " إن "موضوع برنامج منظمته الحالي يهدف إلى حث السكان على الحد من التبذير في الطعام، والذي أصبح ظاهرة لافتة في مجتمع المحافظة"،
مشيراً الى أن لانتشار تلك الظاهرة "تأثيراً اقتصادياً وصحياً وبيئياً سلبياً"، حسب قوله. وأكدت دراسة ميدانية أجرتها جامعة دهوك أن فضلات الطعام تشكل نسبة تزيد على 63% من مجموع نفايات المنازل بمحافظة دهوك. وأشار دوسكي إلى أن "طرح مثل هذه المواضيع ومناقشتها ذات أهمية كبيرة"، داعياً "رجال الدين ومنظمات المجتمع والمؤسسات المدنية الأخرى إلى التنسيق والمساهمة بشكل فعال لنشر الوعي بين المواطنين". وتعمل منظمة "السياسة والشعب" غير الحكومية وبالتعاون مع مديرية الثقافة في دهوك على توعية السكان في مواضيع اقتصادية واجتماعية وبيئية في المحافظة، وتطلق في العادة موضوعاً جديداً كل أسبوع، وكان التوقف عن الإسراف في تبذير الطعام موضوع الأسبوع الحالي. ويقوم مندوبو منظمة السياسة والشعب التي تأسست العام الماضي في دهوك ، خلال تنفيذ برامجهم بلقاء السكان في الأسواق وأماكن التجمع ويتحاورون معهم ويسلمونهم بطاقات تتضمن نصائح وإرشادات تتعلق بموضوع معين. وبين رئيس المنظمة أن الأسلوب الذي تتبعه منظمته في التوعية "يعد الأول من نوعه وتجربة جديدة في المنطقة، وان المنظمة تركز في تنفيذ برامجها على مسألة التفاعل مع المواطنين والاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم خلال المناقشات"، لافتاً إلى أنه "استفاد في إطلاق برامج منظمته من برنامج توعية مماثلة نفذت في هولندا". من جانبها، ترى الموظفة جواهر حسن (28 سنة)، ان "من الضروري طرح مثل هذه المواضيع ومناقشتها مع ربات البيوت والنساء ذوات التعليم المحدود لنشر الوعي بينهن للتقليل من التبذير"، لافتة إلى "أن باستطاعة النساء الإسهام بشكل فعال في تنظيم اقتصاديات الأسرة". وأضافت " أن "طروحات المنظمة في مجال الترشيد والاستهلاك مهمة جداً لكن المشروع بحاجة إلى تنسيق مع المؤسسات الإعلامية والمنظمات المدنية والأجهزة الحكومية المعنية"، حسب رأيها. فيما، يرى الباحث الاجتماعي بيار بافي إن بعض العادات والتقاليد الموجودة في المجتمع تسهم بشكل فاعل في استفحال ظاهرة الإسراف، مشيراً إلى إن هذه العادات متوارثة من المجتمع القروي والعشائري وأن الدوافع الرئيسية لها هو الخجل من الآخر وحب الظهور لدى السكان. وأضاف بافي في حديث لـ"السومرية نيوز" ان "نشر الوعي لا يسهم وحده في معالجة ظاهرة الإسراف والتبذير بشكل نهائي، وإنما هناك حاجة إلى خطط كتشجيع قيم العمل والإنتاج والاعتماد على الذات". وتشير المصادر الاقتصادية المطلعة في دهوك الى ان دخل الفرد في المحافظة شهد بعد عام 2003 طفرة كبيرة، ما عزز إلى حد ما شيوع ثقافة الاستهلاك والبذخ لدى الكثير من السكان، كما تشير تلك المصادر إلى أن محافظات إقليم كردستان العراق تشهد تحسناً ملحوظاً في تدني مستويات الفقر، إذ أنه وبحسب تقرير لوزارة التخطيط الاتحادية صدر مؤخراً فإن نسبة الفقر في محافظتي أربيل والسليمانية وصلت إلى 3%، أما في محافظة دهوك فسجلت نسبة الفقر 9%.
حملة توعية للحد من الإسراف في الطعام
نشر في: 30 يناير, 2010: 05:36 م