TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > على سطح صفيح ساخن

على سطح صفيح ساخن

نشر في: 8 أغسطس, 2016: 09:01 م

 

نتذمّر ، ونواصل التذمّر ..الحر يفوق احتمالنا ..الكهرباء تحوّلت الى أضوية مرورية تشتعل وتنطفىء خلال دقائق ..لكننا في النهاية لابد ان نحظى بلحظات من الراحة فنخلد الى النوم في حجرات مبرّدة ونشرب الماء المثلج ونتابع برامجنا التلفزيونية المفضلة او نغوص في مواقع التواصل الاجتماعي لنشعر بأننا على قيد التحضّر والتكنولوجيا ..
وحدهم النازحون يواصلون دفع ضريبة سياسات حمقاء وغدرعشائري وإهمال حكومي ، وبعد ان راود الأمل نازحي محافظة الانبار بالعودة الى ديارهم ومازالوا يعدّون الأيام لتحقيق ذلك ، ستبدأ ازمة نازحي مدينة الموصل وستتحول الى كارثة انسانية كما تُشير الى ذلك بوادرها، فعلى الأتربة الساخنة ترتمي الاجساد التي لا تجد لها مكاناً في الخيام إذ فاق عدد العوائل النازحة عدد ما وفرته لها المنظمات الانسانية من خيام ، وفي حر الصيف اللاهب الذي تجاوز الـ50 درجة مئوية سنجد بين النازحين مَن لم يستحم لأسابيع ، ولن نجد لديهم ماءً بارداً ولا أدوية كافية تعالج امراضهم القديمة والمستحدثة بسبب النزوح كالتهابات الأمعاء لدى الاطفال والجرب وسوء التغذية ..سيمكننا ربما ان نفهم ببساطة ،لماذا فضّل بعض اهالي الموصل البقاء في المدينة برغم معاناتهم من داعش وبدء المعركة والقصف ولم يحاولوا الخلاص من معاناتهم والهرب الى مدن اخرى لحين تحرير الموصل ..لقد فضّلوا الموت داخل المدينة على النزوح واعتبروه أشرف بكثير من الموت في العراء بذلٍّ واستكانة ..وفكّر بعضهم في مجابهة داعش والوقوف مع الجيش والحشد الشعبي لإثبات ولائه للوطن والتخلص من تهمة الاذعان لداعش او الولاء لها التي التصقت بشريحة كبيرة من سكان المدينة ...
يقول أدولف هتلر " ان الحرب كفتح باب حجرة مظلمة ، لن تعرف ابداً ما الذي سيحصل عند فتحها" وباب تحرير الموصل الموارب منذ سقوطها بصفقة سياسية داخلية قذرة سيفتح على مصراعيه ،وقد يكون تحريرها من داعش صفقة سياسية ايضا لكنها خارجية هذه المرة ، فورقة داعش لابد ان تحترق في العراق لتبدأ سيناريوهات جديدة أكثر دسماً وإغراءً ، او تقوم حرب حقيقية بين الارهاب والجيش الذي سيحتاج الى إسناد كبير من مختلف الفصائل القتالية العراقية ومن الشعب ايضا ...ووسط لعبة الموت هذه ، يتواصل ارتفاع أعداد النازحين من الموصل ليضاف الى ثلاثة ملايين نازح آخرين من الانبار والمناطق الاخرى بينما تقف الحكومة عاجزة عن ادارة ازمة النزوح بنجاح فهناك ما يشغلها عنها ..مفاجآت مجلس النواب التي لا تنتهي والخلافات بين الكتل والثارات القديمة والخصومات الجديدة التي فجّرها استجواب العبيدي ..
.وبينما يعاني النازحون من اسوأ ظروف المعيشة ، لا يتخلّى المسؤولون مهما كانت فضائحهم عن امتيازاتهم ورخاء عيشهم ...وتستمر المهزلة !!

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram