أكدت وزارة النفط، أمس الاثنين، أن اللجان المشتركة مع إيران والكويت "لم تحسم" بعد موضوع الحقول المشتركة، مقرة بأن استثمارها من طرف واحد "يضر بها"، فيما دعت لجنة النفط والطاقة البرلمانية إلى "تكثيف الجهود مع البلدين الجارين ومراعاة المعطيات الجديدة في
أكدت وزارة النفط، أمس الاثنين، أن اللجان المشتركة مع إيران والكويت "لم تحسم" بعد موضوع الحقول المشتركة، مقرة بأن استثمارها من طرف واحد "يضر بها"، فيما دعت لجنة النفط والطاقة البرلمانية إلى "تكثيف الجهود مع البلدين الجارين ومراعاة المعطيات الجديدة في تلك الحقول".
وكانت إيران قد كشفت في (الرابع من آب 2016)، على لسان رئيس شركة النفط الإيرانية الوطنية غلام رضا مانوشهري، عن تفاوضها مع شركة روسية لتطوير حقلين نفطيين مشتركين مع العراق لزيادة إنتاجهما وإقامة مصفى فيهما، مبينة أنها وقعت اتفاقية "سرية" مع الشركة لإعداد خارطة طريق لتطوير الحقلين خلال مدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر.
النفط: استثمار الحقول المشتركة من طرف واحد يضر بها
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، في حديث إلى (المدى برس)، إن هنالك "لجاناً مشتركة للبحث بقضية الحقول المشتركة مع إيران والكويت، شكلت منذ سنوات لبحث موضوعها فضلاً عن قضية ترسيم الحدود"، مبينا، أن "إيران والكويت حريصتان على التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الاستثمار الأمثل لتلك الحقول، لكن اللجان المشتركة لم تكمل أعمالها بعد، لوجود بعض المسائل الفنية العالقة كالدعامات الحدودية التي تضررت بفعل الحروب والظروف الجوية".
وأضاف جهاد، أن "العراق يستثمر أيضاً في الحقول المشتركة، ومنها حقل بدرة الحدودي، في واسط مع إيران، وحقلي البزركان والفكة في ميسان، حيث يجري العمل بهما وتطويرهما واستثمارهما"، مشيرا إلى، أن "القانون الدولي يتيح لكل دولة استثمار الحقول النفطية الموجودة داخل حدوها".
وتابع جهاد، أن "العراق يمتلك حق استثمار الحقول المشتركة وتطويرها، مثلما يمتلك الآخرون الحق ذاته"، لافتاً إلى أن "الدول دائما تفضل بحسب الاتفاقات الدولية، أن يكون هناك استثمار مشترك بالاتفاق مع طرف ثالث كشركة عالمية، بالتالي يأخذ كل طرف حصته بحسب امتدادات الحقل في أراضيه".
وأقر جهاد، أن "الاستثمار من طرف واحد يضر بالحقل المشترك لأنه يؤدي إلى انخفاض الضغط"، مؤكدا أنه "يفضل أن يكون الاستثمار مشتركاً وهذا ما تعمل عليه الوزارة مع الكويت وإيران".
الطاقة البرلمانية: لا بد من متابعة جدّية للحقول المشتركة مع إيران والكويت من خلال اللجان المشتركة
من جانبه قال رئيس لجنة الطاقة البرلمانية آريز عبد الله في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحقول العراقية المشتركة مع الكويت وإيران تحتاج إلى اتفاقات لإدامتها واستثمارها بالشكل الذي يخدم العراق".
وأضاف عبد الله، أن هناك "لجنة حكومية تعمل على التوصل لاتفاقات نهائية بشأن الحقول المشتركة مع إيران والكويت، وكيفية استثمارها لكن الموضوع لم يحسم بعد"، عاداً أن من الضروري "متابعة الموضوع بنحو معمق من خلال اللجان المشتركة مع البلدين الجارين مع مراعاة المعطيات الجديدة في تلك الحقول".
وكان السفير العراقي في إيران، راجح الموسوي، أكد في (الـ18 من آب 2015)، أن العراق يسعى للاستثمار الثنائي مع إيران في حقل ازادكان النفطي المشترك بين البلدين، لافتا الى أن "المفاوضات مستمرة بين الطرفين لتطوير الحقل.
وبحسب شركة النفط الوطنية الايرانية فإنها تمتلك مع العراق 12 حقلاً مشتركاً تحوي احتياطيا يصل إلى أكثر من 95 مليار برميل فيما يعد أكبر احتياطي للمواد الهيدروكربونية في موقع واحد بالشرق الأوسط.
ويؤكد خبراء بالشأن النفطي، أن مساحات بسيطة نسبياً من تلك الحقول تقع خارج الأراضي العراقية، لكن العراق أضعف من جيرانه تكنولوجيا ومالياً في استغلال المكامن النفطية المشتركة، خاصة وأنه لم يتوصل حتى الآن إلى عقد اتفاقيات مشتركة مع إيران والكويت بشأن استغلال تلك المكامن لأسباب بينها عدم حسم مشاكل ترسيم الحدود معهما.
في سياق متصل قالت شركة تسويق النفط العراقية "سومو"، إن العراق خفض سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف إلى آسيا في شحنات سبتمبر أيلول دولارا واحدا إلى مستوى يقل 2.30 دولار للبرميل عن متوسط سعر خامي عمان ودبي عن الشهر السابق.
وأكدت سومو في بيان تلقت "المدى"، نسخة منه، إنها "قررت تسعير شحنات خام البصرة الثقيل المتجهة إلى آسيا في الشهر ذاته بواقع 6.40 دولار للبرميل دون متوسط سعر خامي عمان ودبي".
وتحدد سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في شحنات أيلول إلى أسواق الأميركتين عند مستوى مؤشر أرجوس للخام عالي الكبريت ناقصا 0.60 دولار للبرميل بدون تغير عن الشهر السابق في حين زاد سعر بيع خام كركوك إلى الولايات المتحدة 0.80 دولار للبرميل فوق المؤشر.
وبالنسبة للشحنات المتجهة إلى أوروبا ارتفع سعر خام البصرة الخفيف 0.75 دولار ليصل إلى سعر خام برنت مخصوما منه 3.95 دولار للبرميل وارتفع سعر شحنات أيلول من خام كركوك إلى خصم قدره 4.05 دولار.