وديع غزوانتشير مصادر اقتصادية متخصصة الى تدني مستوى الفقر وارتفاع مستوى الدخل للفرد في عموم إقليم كردستان،وبحسب تقرير لوزارة التخطيط الاتحادية فان نسبة الفقر في محافظتي اربيل والسليمانية وصلت الى 3% وفي دهوك 9 % وهي نسب ماكان لها ان تتحقق لولا تضافر جهود الجميع مسؤولين ومواطنين لتحقيق هدف كبير يتمثل بتجاوز مرارات الماضي والتوجه الى استثماركل الطاقات لتحقيق الرفاهية التي ستخدم بنتائجها الجميع .
 ورغم ان الإقليم بقي منذ 1991 يعاني من مشكلة عدم توحيد الادارتين بشكل كامل، الا ان هذه المعضلة لم تفت من عضد الجهات المتخصصة، وزارات او دوائر او أشخاصاً، في رسم خطوات النهوض والتطوروالعمل لانضاج الظروف الطبيعية للتوحيد التي وصلت اشواطها النهائية بالاعلان عن توحيد قوات البيشمركة في وزارة واحدة كما اعلن رئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور برهم احمد صالح خلال لقائه محافظ السليمانية الجديد عاداً تلك الخطوة بـ (المهمة لمحو آثار وجود إدارتين في الإقليم )كما اشار صالح الى اعداد مشروع موازنة موحدة بما ينعكس ايجاباً على مزيد من الخدمات النوعية التي سيكون لها اثرها المباشر على مستوى حياة المواطن. علمتنا التجارب ان اكثر ما يربط المواطن بتربته وتمسكه بولائه الوطني مقدار احساسه بهذا الانتماء من خلال جملة ثوابت في مقدمتها الاحساس بالامان وكرامة مصانة وهذا لايمكن ان يترافق مع الجوع والحرمان وشعوره بالامتهان واستئثار مجاميع بخيرات الوطن على حسابه وحساب الملايين . . وان من يريد ان يكسب المواطن حقاًعليه ان يشعر بان خدمة المواطن ليس شعاراً انتخابياً يصلح لمرحلة ويهمل في اخرى وان ما يقد م من خدمات ليس منة بل واجب وان انتشار الفساد بكل انواعه آفة تأكل من جرف القيم السامية وتنخر بالمجتمع. ليس عسيراً على المسؤول ان يصون شرف المسؤولية ازاء شعبه ويكون صادقاً معه اذا ما صدقت سريرته ونواياه ورضي بما يدره عليه المنصب من مزايا فيترفع عن الصغائر واولها التنكر للمواطن الذي بفضله تبوأ مقعداً ما يخطر بباله حتى ولا بالأحلام.. وليس عيباً ان نستفيد من تجربة ما حصل في كردستان رغم ان جميع مسؤوليها ما انفكوا وفي كل مناسبة ولقاء مع جماهيرهم يذكرون قصورهم في هذا الجانب او ذاك ولا يكتفون بطرح الوعود، ونظن ان هذا ما قربهم اكثرمن المواطن. ما تحقق في كردستان على مستوى رفع دخل المواطن ليس قليلاً ومع ذلك فان الطموح والهدف بان يتساوى الجميع في هذا الجانب لافرق بين ساكن قرية نائية او مركز مدينة وهذا ما انتبهت اليه حكومة الإقليم ووضعته في اولويات حساباتها للمرحلة القادمة. ما نريد ان نخلص اليه ان المشاكل والعقبات ما كانت و لن تكون عائقاً للارتقاء بمستوى الخدمات اذا ما صدقت النوايا ورحم الله مسؤولاً كثر عمله وقل كلامه .