شدَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغبة الروسية - التركية في «إعادة الحوار والعلاقات» الثنائية، لدى استقباله امس الثلاثاء في سان بطرسبورغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في أعقاب أزمة ديبلوماسية استمرت تسعة أشهر.وقال بوتين بعد مصافحة

شدَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغبة الروسية - التركية في «إعادة الحوار والعلاقات» الثنائية، لدى استقباله امس الثلاثاء في سان بطرسبورغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في أعقاب أزمة ديبلوماسية استمرت تسعة أشهر.
وقال بوتين بعد مصافحة بين الرئيسين إن هذه الزيارة تؤكد «أننا جميعاً نريد إعادة الحوار والعلاقات الروسية - التركية» التي تدهورت بعدما أسقط الطيران التركي مقاتلة روسية فوق الحدود التركية - السورية.
من جهته، قال أردوغان إن بلاده تدخل «فترة مختلفة جداً» في العلاقات مع روسيا، وإن التضامن بين البلدين سيساعد في حل مشاكل إقليمية.
وفي حديثه قبيل اجتماعه مع بوتين توجه أردوغان بالشكر لنظيره الروسي لاتصاله به هاتفياً بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 تموز (يوليو)، وقال إن هذه المحادثة "غمرت شعبنا بالسعادة."
وتأتي زيارة أردوغان إلى روسيا في وقت تشهد فيه علاقات تركيا بأوروبا والولايات المتحدة توتراً بسبب ما تراه أنقره اهتماماً غربياً بمحاولة الانقلاب التي سقط فيها أكثر من 240 قتيلاً.
من جانب آخر طالب نائب رئيس البرلمان الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.وقال لامبسدورف في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية الصادرة الثلاثاء: “سيكون ذلك مفيداً للفكر الأوروبي… على ألمانيا والنمسا الآن اتخاذ موقف موحد وعدم الموافقة على فتح فصل جديد من المفاوضات. سيكون ذلك فعليا نهاية عملية الانضمام”.وكانت الحكومة النمساوية دعت إلى وقف مفاوضات تركيا للاتحاد عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وما تبعها من إجراءات تصدٍ قاسية للمعارضة.وعارض ذلك خبير الشؤون الخارجية في كتلة التحالف المسيحي بالبرلمان الألماني يورغن هرات، حيث طالب برغم كل الانتقادات المبررة لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي بعدم إدارة ظهرهما لتركيا “حتى إذا كانت تركيا بعيدة الآن عن المبادئ الأوروبية”.وذكر هارت أن مفاوضات الانضمام التي تبين حقائق عن ممارسات سيادة القانون في تركيا مناسبة للكشف عن أوجه القصور والتقدم هناك، وقال: “لكن وقف مفاوضات الانضمام والحوار سيحبط القوى الموالية للغرب في تركيا”.
وفي سياق متصل حذّرت تركيا الولايات المتحدة امس (الثلاثاء) من التضحية بالعلاقات الثنائية من اجل الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو)، بحسب ما اعلن وزير العدل بكر بوزداك.
وقال بوزداك لوكالة "الانضول" التركية "اذا لم تسلم الولايات المتحدة غولن فإنها ستضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل إرهابي"، مشيرا الى ان "المشاعر المعادية لأميركا بين الشعب التركي بلغت ذروتها" بسبب الخلاف بين الدولتين حول تسليم خصم الرئيس رجب طيب اردوغان. وقال: "يعود للطرف الاميركي ان يمنع هذه المشاعر من التحول الى كراهية".
وشهدت العلاقات التركية الاميركية توتراً بعد محاولة الانقلاب التي تتهم انقرة غولن المقيم في المنفى الاختياري في بنسيلفانيا بالولايات المتحدة منذ 1999 بالوقوف خلفها. واعلن وزير تركي ان "الولايات المتحدة تقف خلف محاولة الانقلاب"، فيما اتهم قائد سابق لهيئة الاركان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) بتدبير العملية. كما ألمح أردوغان الى ان رفض تسليم غولن ستكون له عواقب على العلاقات بين البلدين، متهماً واشنطن بـ"حماية" خصمه. وارسلت انقرة الى الولايات المتحدة ملفات تدعم طلبها تسليم غولن. إلا ان وزير العدل التركي اكد ان "السلطات الاميركية تدرس بجدية طلب التسليم". واشار في المقابل الى ان "غولن فقد وضعيته كدمية، ولم يعد بوسع الولايات المتحدة ولا اي بلد آخر استخدامه". وتابع "اذا لم يتم تسليم غولن، فسيكون لذلك انعكاس سلبي على العلاقات بين البلدين". وبعد محاولة الانقلاب، شنت انقرة حملة اعتقالات وتطهير مكثف للتخلص من انصار غولن في القطاع العام والجيش. وقال بوزداك "حتى اليوم، تم توجيه التهمة الى نحو 16 الف شخص وسجنهم. ولا يزال نحو 6 آلاف مشبوه آخر قيد التوقيف على ذمة التحقيق".
من جهته، اعلن رئيس الوزراء علي يلدريم في كلمته الاسبوعية في البرلمان امام نواب "حزب العدالة والتنمية" انه "سيتم تجنيد 10 آلاف شرطي". وقال: "ادعو شباننا الذين يحبون وطنهم الى الانضمام الى هذه المهنة الشريفة". وستعيد وزارة التربية توظيف 15 الف مدرِّس في هذا القطاع.
إلى ذلك، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك امس إن تركيا ستوقف تنفيذ اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين إذا لم يحدد الاتحاد بوضوح موعداً لإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول.
وفي مقابلة مع قناة "خبر ترك" التركية قال جليك إن مطالبة تركيا بتغيير قوانينها لمكافحة الإرهاب سوف تعني تعريض أمن أوروبا نفسها للخطر.