عشائر المسؤولين والسياسيين ، اتخذت من اضطراب الاوضاع المصحوبة بتبادل الاتهامات والتلويح بفضح الفاسدين، فرصة مناسبة لأثبات الحضور ، بهدف الدفاع عن ابنائها المظلومين بشتى الوسائل، ابن العشيرة يتمتع بحصانة اجتماعية ، لا يجوز اتهامه او النيل من دوره الوطني ، في ضوء التوجه الجديد ستعقد في الايام المقبلة مؤتمرات بفنادق الدرجة الاولى في بغداد ، يرى منظموها بانها ضرورة تاريخية تنسجم مع المرحلة الحالية لحين تبديد غبار تداعيات استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي في مجلس النواب مطلع الشهر الجاري .
العراقيون حفظوا تصريحات اعضاء مجلس النواب ، مؤتمراتهم الصحفية لا تثير اهتمامهم ، الا بقدر محدود ، الكلام مستنسخ ،يطالب بملاحقة المفسدين سراق المال العام ، لاستعادة هيبة الدولة ، الجميع يعلن حرصه على التمسك بالدستور من أجل توطيد الدولة المستباحة من خلال اتفاق الطبقة السياسية الحالية على ادارة البلاد باعتماد برنامج يحقق الاهداف الحزبية بتبني شعارات براقة لاغراض التسويق .
العراقيون جميعهم ابناء عشائر ، على اطلاع كامل بسننها واعرافها ودورها في تسوية النزاعات وحسم الخلافات ، اما حضورها في المشهد السياسي فيخضع الى حسابات اخرى ، عرفت قبل عشرات السنين ، فكان كبير العشيرة يحصل على مقعده في المجلس النيابي عن طريق التعيين وليس من خلال صناديق الاقتراع ، الاجهزة الامنية كانت تتعاون مع العشائر لملاحقة "القجقجية" المهربين والمتهمين بارتكاب جرائم جنائية ، في هذه الحدود يتلخص التعاون بين السلطات والشخصيات العشائرية المتنفذة في مناطقها لاغراض استتباب الامن ، بمرور الزمن تحول التعاون بين الطرفين الى الجانب السياسي بملاحقة المعارضين للسلطة واخبار الاجهزة الامنية بنشاطاتهم وتحركاتهم ، استجابة العشائر لمطالب السلطة في هذا الاطار كانت متفاوتة ، فهناك زعماء عشائر في مدن عراقية متفرقة، وفروا حماية لسياسيين ذكروها في كتب مذكراتهم .
المؤتمرات العشائرية تقليعة جديدة سيلجأ اليها السياسيون والمسؤولون لانها الخيار الوحيد المتاح لكشف الحقائق ، لاعتقادهم بأن قرارات العشيرة في كل الاحوال تكون لصالح ابنائها ،ستدفع الغالي والنفيس وربما تحمل السلاح وتلوح بتنظيم تظاهرات لرد التهم عن "ابن العشيرة" ، الظاهرة تثبت بالدليل القاطع غياب الاجهزة الرقابية والقضائية في انهاء اللغط وتبادل الاتهامات من العيار الثقيل في الساحة العراقية.
"ابن العشيرة " ورد في اغنية المطربة المعتزلة سميرة توفيق ، تغزلت بجماله ونبله ووصفته بانه الوحيد نال اعجابها ، الاصرار على عقد المؤتمرات العشائرية يتناغم مع رغبة المطربة توفيق في ذكر محاسن فارس احلامها ، لاضير من كشف المشاعر لتعبر عن عواطف حقيقية قبل ان تتحول الى امراض نفسية.
الخلاف السياسي انتقل الى العشائر ، مع وجود السلاح المنفلت بكل انواعه خارج سيطرة الدولة سيدخل العراقيون في مرحلة صراع جديدة تتمثل في البحث عن رمز يستحق ان يكون بمواصفات "ابن العشيرة" لتعشقه مطربات الجيل الجديد اليسا واخواتها ، العشائر فازت على الدولة بالضربة القاضية ، فنالت اعجاب القادة السياسيين والمسؤولين ابناء الحمولة.
عاشقة ابن العشيرة
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2016: 09:01 م