إياد الصالحيمدرب كبير ، وساحر ( الشياطين الحمر) لأكثر من 24 عاما متتالية في استثنائية تدريبية ضرب رقماً خياليا فيها اجزم انه لن يتكرر مستقبلا في ظل التغييرات السايكولوجية التي تشهدها علاقات ادارات الاندية مع المدربين في جميع انحاء العالم ،
ولهذا يصبح اي تعليق يصدرعنه بمثابة حكمة تبنى عليها جبال من الموعظة لأسرة الكرة سواء في بلده ام في بقية الدول لاسيما ما يتعلق بدور المدرب المساعد في استقرار الفرق والمساهمة في صناعة الفوز من دون ان يغمط حقه كما يحصل في الاندية والمنتخبات العربية! السير الكس فيرغسون احد اشهر المدربين الكبار في العالم والعلامة الفارقة في تاريخ القلعة الحمراء ( مانشستر يونايتد) دافع عن زميله المساعد رينيه في احد المؤتمرات الصحفية عندما أُستفز بسؤال : ما رد فعلك لو تلقى رينيه عرضا يلزمه ترك مهمته ؟ فردّ فيرغسون على الفور : كلا .. لن ارضى سأقتله .. سأقتله! قالها دفعة واحدة وهو يضحك بثقة وكأنه واثق النفس ببقاء زميله في الملاك التدريبي ولن يمنحه تأشيرة المغادرة مطلقاًّ! هذا المدرب الكبير ليس من السهل ان يبوح بموقفه من دون ان يكون وراءه درس وبلاغة تختلط فيهما مشاعر حميمية لا يمكن ان تنسلخ عن العلاقة الانسانية والمهنية ، بل وتعمّق الوفاء والصدق بينهما لينعكس السلوك المحترم والنبيل في هذا المشهد على بقية اللاعبين داخل ارض الملعب او خارجها فتأتي النتائج متوافقة مع الاجواء المعنوية المحيطة بالفريق . ترى كم مدرباً محليا اليوم يقف منصفاً لزميله المساعد في مهمة قيادة الفريق ضمن منافسات دوري الكرة الممتاز الذي افرز لنا سلوكيات غريبة تنمّ عن سوء فهم المدرب الاول لدور مساعده الاساس اثناء فترة التحضير للمباراة وخلالها وحتى ما بعدها ، وهنا يوجد تهميش كبير للمدربين المساعدين بيد ان اغلب ادارات الاندية تتحمل مسؤولية تفرد المدرب وتسلطه واستهتاره بمقدرات اللاعبين اذا ما تركته ماضياً في سياسة دكتاتورية تكمّم فاه اقرب الناس اليه في الملاك التدريبي ، وبالتالي لا غرابة عندما ينهار الفريق امام منافس لا يضاهي المكانة والشهرة والقاعدة الجماهيرية بسبب انغلاق المدرب على نفسه ومكابرته وحده في اختيار الادوات غير المناسبة "احياناً" لملاقاة فرق مجموعته في الدوري. والعكس صحيح ايضا ، هناك مدربون مساعدون يختارون بأنفسهم ان يكونوا رقماً هامشياً في الملاك التدريبي ، يقبلون بأداء دور (الخدمة) ليس للفريق ، بل إرضاء للمدرب الاول بسبب نقص في الثقافة والوعي ورغبة في تسلق جدارعال بلا مسند كفء ! وعلى نقيض هؤلاء أشر الدوري المحلي حالة صحية تجسدت في بقاء المدرب ياسين عمال مساعدا فعالا مع الراحل عمو بابا وأحمد راضي وعدنان حمد من دون ان يشعروه بانه مدرب ثانوي بفضل حبه تطوير عمله واجتهاده لنيل اقصى درجات الثقافة الكروية من دون ان يخضع لـ( نزوة) المغامرة وينفر من جلباب المساعد. هاتوا لنا مدرباً واحداً اليوم في اندية الدوري الممتاز يسمح لمساعده بان يدلي بتصريح مسؤول للصحافة والقنوات الفضائية يدافع عن او يبرر خسارة فريقه او يوضح التباساً ما بشأن موقف هذا اللاعب او ذاك الحارس ، لا يوجد . لماذا لا يُمنح المساعد حرية قول كلمته الفنية ، أهي حكر على الاول ؟ مَن أعطاه هذا الامتياز ، وكلنا يقرأ ويشاهد ويستمع الى أحاديث مدربين مساعدين في دوريات عربية أثاروا حقائق واضحة في ازمات لم تتصد لها إداراتهم من دون ان تفسر تدخلا او تجاوزاً على حدود الصلاحيات ؟ الامر نفسه ينطبق على الملاكات التدريبية للمنتخبات الوطنية التي يجهل بعض اعضائها او يتغافل مهمة المدرب المساعد بينما الصحيح يبقى المدير الفني للمنتخب الوطني ام الاولمبي ام الشبابي بعيدا عن اجواء (القيل والقال) ويترك شأن التصريح ومراوغات بعض الزملاء ومشاكساتهم في دسّ أسئلة استفزازية تارة ومحبطة للعزيمة تارة اخرى ويدع هذا الامر لمساعده ويتفرغ لكيفية زيادة اهتمام اللاعبين بأنفسهم اثناء التدريب والمباراة وحتى مراقبة طعامهم وسلوكياتهم ليصل معهم الى ذروة الانسجام الفكري المؤدي الى تطابق الاهداف نحو تحقيق الانجاز . ومضة : احترمني سأفعل كل شيء في سبيلك. Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة :فيرغسون يقتل مساعده !
نشر في: 30 يناير, 2010: 05:53 م