TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لوليتا سينمائياً

لوليتا سينمائياً

نشر في: 10 أغسطس, 2016: 09:01 م

المنزل 163 في شارع ميد في الولاياة المتحدة الأميركية حيث عاش فلاديمير نابكوف ،،، يحج الناس اليه في كل وقت لزيارتهِ.. يكتب ويصطاد الفراشات بحكم اختصاصه بعالم الحيوان، لكن الأهم من كل ذلك انه كتب فيه روايته العظيمة (لوليتا). هذه الرواية التي كتبها فلاديمير نابكوف الروسي الذي ينتمي الى عائلة ارستقراطية ، فقد ولد في بطرسبورغ وهاجر مع عائلته الى أميركا ثم الى سويسرا. نابكوف الذي يحتفل به العالم كتب روايته والتي أصبحت حال نشرها كتاب الجيب المفضل للأميركان ، وسرعان ما ضربت في الشهرة العالمية حتى أصبحت في قائمة أفضل مئة رواية باللغة الانكليزيه ، كما احتلت قائمة أفضل مئة كتاب في كل العصور.  
لوليتا، الاسم المعبر عن الجنس دخل الثقافة الشعبية بتأثير رواية نابكوف،، التي تحولت كمعالجة بصريّة الى خشبة المسرح ثم الى عرض باليه على مسرح برودواي وكذلك الى السينما بفضل اثنين من كبار المخرجين. الرواية تدور حول فكرة الولع الجنسي بالأطفال وصُنفت في خانة البورنو والأدب الإيروتيكي ،، وبرغم ان المحتوى الجنسي فيها اقتصر على مقاطع قليلة إلا أن موضوعها يشير الى علاقة حميمية بين رجل أربعيني وفتاة في عمر اثني عشر عاماً .. وهو ما جعل الرواية تحظى بطلب متزايد من الجمهور خصوصاً بعد ان قام كاتب سيرة نابكوف باكتشاف ان القصة حقيقية ،، حيث بحث نابكوف بواقعة اختطاف طفلة في العمر نفسه من قبل رجل في منتصف العمر بعد ان ضبطها متلبسة بوضع سرقة دفتر مدرسي وقام باعتقالها بصفته رجلاً من مكتب التحقيقات ، وبهذا الابتزاز بقيت عنده عامين . السينما كانت أقرب للمعالجة البصرية خاصة عندما اختارها ستانلي كوبريك لأفلمتها حينها قال النقاد عن الفيلم :"كوميديا شيطانية سوداء تتألف برغبة وطمع مكتوم مثلما ترينا لقطة لقاء البطل وكيف تكوم إحساسه المشتهي عندما التقت نظراته بعيني يوليون- لوليتا - للمرة الاولى. اخرج كوبريك الفيلم عام 1962 ، وقد شارك نابكوف في كتابة السيناريو وكان من بطولة شيلي وينترز وسو ليون وبيتر سيلرز . يذكر ان النسخة الاولى للفيلم قد تبرأ منها المخرج ستانلي كوبرك لأنها كما قال "الفيلم والرواية مفسدة للأخلاق" ، فهو كما أكد لمرات عديدة لم يتمكن أبداً من دحر الأعراف الاجتماعية الصارمة والمتشددة في تلك الفترة الزمنية . أما الإنتاج الثاني للفيلم فقد أخرجه أدريان لين الذي مثله جيمي ايرونز، وفي حينها رحبت نقابة المخرجين في لوس انجلوس تحت غطاء الحرية المدنية بعرض الفيلم ، وكان المخرج أدريان لين أكثر تحفظاً في تجسيد شخصية جيرمي ايرون الذي ينجذب بشكل عنيف الى ابنة زوجته لوليتا ، حيث أعطى عبر مجريات الفيلم عذراً واهياً لسلوكه الخاطئ والمعيب تجاه الفتاة التي تصغره سناً.
على الرغم من شهرة الرواية إلا أنها لم تنل معالجات اكثر من هذين العملين، حيث سيفكر صناع السينما كثيراً قبل ان يغامر أحدهم في تحويلها الى السينما بعدد كوبريك ولين، واللذين مازال النقّاد مشغولين في مقاربة هاتين المعالجتين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram