ان نتجاهل القواعد التي ينص عليها الاتفاق الوارد في بيانات العمل ، هذا يعني اننا لا نستحق البقاء في امر اخترناه، ووافقنا عليه في اسقاطات تدعو للانتباه. القواعد هي خاصة لـ"برامز" الطفل الذي تعرض للحريق واختفى، لتظهر الدمية الخزفية كبد
ان نتجاهل القواعد التي ينص عليها الاتفاق الوارد في بيانات العمل ، هذا يعني اننا لا نستحق البقاء في امر اخترناه، ووافقنا عليه في اسقاطات تدعو للانتباه. القواعد هي خاصة لـ"برامز" الطفل الذي تعرض للحريق واختفى، لتظهر الدمية الخزفية كبديل عنه. الا انه استطاع البقاء حيا بين جدران القصر ، وان يوهم جده وجدته بأن الدمية تمتلك روح برامز، وربما يدركان انه حي، ولكن على غريتا ان تكون معه كبديل عنهما ، ويقررا الانتحار بملء جيوبهما بالأحجار والموت غرقاً في النهر بعد ترك وصية مختومة بالشمع الأحمر، الا انها لم تقرأ ، ولكن الاحداث النفسية التي تظلل الفيلم توحي بالكثير من المقدسات التي يتم اختراقها في العالم ، وهي شبيهة بحكاية برامز وخرق القواعد والأنظمة الإلهية من البشر بتوازٍ ايحائي. ليكون القدر هو وليد الصدف التي تنشأ برعاية غيبية لا ندري كنهها، والكاتب بهذا اعتمد على المعتقدات الاخلاقية للبشر في تنفيذ الاتفاقيات بينهم باحترام، ودون اية تساؤلات او استخفاف بالاتفاقيات التي تتم الموافقة عليها، لأن في ذلك الحفاظ على معايير البقاء .
صراع الخير والشر يبدأ من النفس التي تختزل سلوكياتها بتصرفات يحفها الغيب الذي نصنع ما يوازيه دون الاحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، لنستسلم لهوى النفس، وننسى القاعدة الاخلاقية، وهي الالتزام بالقواعد التي ابرمناها وتعاهدنا على تنفيذها تبعا للاصول التي تنم عن القدرة على الطاعه، وبهذا تنشأ سيرورة الحياة . يقول هوبز( الظلم هو خرق القواعد العامة) وبهذا يكون الظالم كرديف متوازن مع العدالة الناتجة عن تصرفاتنا ، فالفيلم من نوع الاثارة والرعب النفسي. الا انه يحمل في طياته الكثير من الرؤى الهادئة، والتي تهيئ المشاهد للدخول بالموازين الحياتية المرتبطة بنا لا شعوريا، لان بيت" آل هيلشير" هو العالم الصغير الذي نعيش فيه، ونحن في معركة مستمرة مع العالم الخارجي.
تناغمت الموسيقى مع المؤثرات السمعية والبصرية . الا انها اكتفت ببعض المشاهد الموسيقية، فكانت بشكل جزئي بين المقاطع التي منحها المخرج اضافة سمعية. لتكون في الفيلم مشبعة ببعض المشاهد فقط ربما! هذا ترك اثراً سلبياً في الفيلم من ناحية تعطش المشاهد حسياً ، وربما ترك اثراً ايجابياً في بث المزيد من الخوف النفسي الناتج عن المؤثرات البصرية والسمعية . الا ان موسيقى( Bear McCreary) "بيير ميكريري " نجحت في خلق الاحاسيس المميزة في فيلم ذي حوار هادئ، ومختزل وقصير ، لانه اعتمد على الصورة وقوة محاكاتها للمشاهد، لتترجم الايحاءات التي ارادها الكاتب ستيسي مانيير Stacey Menear لتكون كنص بصري مماثل لما هو مكتوب ضمن متخيل تنتج عنه قراءة للمفهوم العام للفيلم وهو نتائج خرق القواعد والانظمة التي نوافق عليها دون الالمام بتفاصيلها كاملة . فهل فلسفة الرعب النفسي هي من الحياة وقوانينها التي تخترق كل يوم وينتج عنها صراعات الخير والشر؟
نجح المخرج "وليام برينت بيل" في اختيار النص الذي تواءم مع تطلعاته، لتبرز فنون الاخراج السينمائية قوية بموازاة النص عبر تقسيم لم تفقد عناصر المفاجأة فيه لذتها .اذ استطاع ادخال الشخصيات بترابط يجدد من تساؤلات المشاهد عن شخصية الدمية التي كاد يصدق ان الروح تسكنها منتظراً كشف الاسرار التي ظهرت فجأة عندما تكسرت الدمية على يد كول الذي هربت منه غريتا، لتكون في بيت لم تتقيد فيه بالانظمة والقوانين التي وافقت عليها قبل دخولها اليه، وبذلك تكون قد خلقت نوعا من عدم مراعاة التزاماتها التي ادت الى كل التغييرات التي حدثت ، فقط استطاع المخرج والمؤلف ابراز الخلفيات الدرامية بالكوابيس والخروج منها بحقائق نبعت من حديث غريتا التي خرجت للتو من ازمة فقدان طفلها على اثر تعرضها للعنف والخوف والرعب ايضا الا ان تقرر المواجهة في اللحظة الاخيرة .