TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجهلو نورن!!

الجهلو نورن!!

نشر في: 10 أغسطس, 2016: 09:01 م

أدري — والله العظيم ثلاثاً أدري — إن البحث في شوون اللغة العربية، بشروطها الصارمة الصعبة ، والإلمام  التام بقواعد النحو  والصرف ، والإملاء ، والإعلال والإبدال ، وما تفعله حروف العلة ، او ادوات النصب والرفع والجزم والجر ،من تغيير في ماهية المقال او البحث في هذي الفترة المترجرجة والزمن العصيب ، هرب غير مغتفر  .
أدري يقيناً ، والبعض يعتقد إن الكتابة حول سلامة اللغة ، ترفاً او بطراً او إفلاساً او هرباً او حتى جهلاَ ، في دوامة الأحداث الجسام  التي تمر على البلاد والعباد  . حتى صار امرا مآلوفا ان نشهد في بعض الكتابات خرقا نحويا او أملائيا   فاضحا مرَّ مرور الكرام على المصحح اللغوي —  إن كان ثمة مصحح —.
في معظم صحف الأمس — لشدما يبدو الأمس  بعيدا — كان للمصحح اللغوي القول الفصل حين يلوح  إلتباس او شك في المتن . ولا أدري إن كان هذا التقليد جاريا لا يزال في صحف اليوم ام إندرس كما إندرست معظم الأفكار  الخلاقة التي كانت الصحافة أمّها  ومرضعتها ,
اللغة هوية المواطن ومدار اعتزازه ، وأي جهل بها وتسيّد الجهلة  بقواعدها ، عيباً ومنقصة .
لا أنسى — والمواجع تترى — قبس من محاضرة قيمة لمفكر عراقي ، تطرّق فيها للجهل المتسيد على عموم المشهد الثقافي : —  شاهد على  شاشة التلفاز ، أحد المسؤولين يتحدث وورقة مبسوطة أمامه ، ويقينا انه لم يكتبها ، بل كُتبت له ، الخط كبير ، والكلمات مُشكَّلة بالكسرة والضمة والتنوين ، ومع ذلك ، فضحه جهله  حين  تمادى  منتشياً ، فقرأ  الجملة  الأخيرة، وقد  حسبها ضمن المقال : إقلب الصفحة رجاءً !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram