جلال حسنتزامن الاحداث لا تخلقه الصدفة وحدها، بل هناك تراكمات، وملفات عالقة تفتح وتغلق بمحرك زمني، وذلك مرهون بالدولة وقراراتها، وحاجة الناس، والمصلحة العامة، ومتطلبات التنظيم للشؤون الادارية والفنية العامة. المواطن وحده من تدفعه الظروف الحياتية،
وفق اعتبارات انسانية لتأمين مستقبل عائلته، والحفاظ عليها من الجوع والفاقة والعوز وحفظ كرامتها. الاسبوع الماضي تزامن حدثان في آن واحد، وبمصب مشترك. الاول إضراب قام به عدد من موظفي الشركة العامة للصناعات الجلدية على خلفية قيام وزارة الصناعة بإنهاء خدماتهم كوجبة اولى، ويبلغ عددهم مئتين، وجميعهم من المفصولين السياسيين المعادين الى الخدمة. والحدث الثاني ايقاف التعيينات الجديدة، والبالغ عددها 115 ألف وظيفة في مؤسسات الدولة حتى يتشكل مجلس الخدمة. هذان الحدثان اثارا اعتراضات، واستياءً شعبيا كبيرا خصوصا بين شريحة الشباب، ومن الخريجين الذين ينتظرون بفارغ الصبر الظفر بوظيفة في الدولة، بعدما انجزوا واجباتهم الدراسية بالحصول على الشهادة الجامعية، ويظنون تماما انها بطاقة الدخول الى معترك الحياة. الحدث الاول أرّق مئتي عائلة بالخوف من التشرد ومصائب الدنيا، وما زاد اكثر ان وزارة الصناعة اعتبرت انهاء خدمات الموظفين والعمال هو وجبة اولى بمعنى هناك وجبات لاحقة. ما زرع القلق لدى آلاف الموظفين وبالنتيجة توقف العمل في الشركة. اما الحدث الثاني من اولى نتائجه زعزعة ثقة الشعب بالحكومة المقبلة، بل يمكن اعتباره عقوبة لجميع ابناء الشعب ،وتشويها لقرارات الدولة، لانه يضر بمصالح الالاف من المواطنين، الذين ينتظرون فرص التعيين لانهم بحاجة ماسة لهذه التعيينات، فضلا عن القضاء على البطالة التي استشرت بشكل كبير ومقرف بين قطاعات واسعة من الشباب. السؤال الملح والاهم الذي يتداوله نبض الشارع العراقي هو: مادخل المواطن بالتجاذبات السياسية والمحاصصة، اذا كان الهدف من ايقاف التعيينات هو عدم استغلالها لأي جهة سياسية لأغراض انتخابية؟ لان بعض الكتل طالبت بتأجيل التعيينات لعدم استغلالها من قبل بعض الكيانات المتنفذة للدعايات الانتخابية، وبحجة ان ترحيل هذه الوظائف يجب ان لا تسيس كما سيست الوزارات،وان لا يحصل المواطن على الوظيفة الا في حالة الانتماء لحزب سياسي كما حدث سابقا. شر تزامن الاحداث يدفع الى تفاقم المشاكل على هامة المواطن المسكين، الذي راح يفكر من الان بسؤال باهت وثقيل وقاسٍ ايضا، وهو: متى يتشكل مجلس الخدمة الاتحادية في مجلس النواب القادم ؟ ومتى تفتح ابواب التعيينات ؟ وكيف تتم تمشية امور العائلة المالية ؟ احداث متزامنة لا تسر احدا بل تعتبر عقبات حياتية، تزيد من اليأس والاحباط في بلد يعيش على احداث تنهش من راحة الناس، وتقض مضاجعهم بهموم ومشاكل، ما أنزل الله بها من سلطان. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : تزامن الأحداث
نشر في: 30 يناير, 2010: 06:02 م