رياح الإصلاح التي وصلت الى داخل مجلس محافظة الأنبار ، جعلت الأعضاء منقسمين الى فريقين ، بين مؤيد ومعارض لإقالة المحافظ صهيب الراوي من منصبه . المنقسمون يزعمون ويرغبون في تفعيل دور الحكومة المحلية في إعمار المدن المحررة تمهيدا لإعادة النازحين الى مناطق سكناهم ، تنتظرهم خدمات من نوع السوبر، مثل استمرار التيار الكهربائي 24ساعة ، تعويض المتضررين من العمليات العسكرية بأموال طائلة تساعدهم على ترميم او إعادة تشييد منازلهم المهدمة جراء الخراب الشامل في معظم مدن الأنبار المنكوبة بأداء سياسي فشل حتى في استعادة لحاف السيدة مبخوتة ، المرأة النازحة من احدى قرى الفلوجة .
الخلاف السياسي في الأنبار يغذيه قادتها في بغداد ، مضمونه يتمحور حول الرغبة في الحصول على عقود مشاريع الإعمار لصالح أطراف تجد أنها الأجدر في التصدي لمرحلة ما بعد تنظيم داعش . ممثل المحافظة في البرلمان النائب طالب الخربيط طرح مقترحاً أمام رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يقضي باعتقال جميع سياسيي الأنبار ومنهم الخربيط نفسه ، لتوفير أجواء مناسبة لبعثة الأمم المتحدة والدول الداعمة لتنفيذ مشاريع إعادة الخدمات الأساسية في المدن المحررة لضمان عودة النازحين .
حمى الإصلاح أصابت جميع أعضاء مجلس المحافظة فتحركوا نحو العاصمة عمان ليجعلوها منطلقاً للتحرك نحو الأشقاء العرب ، لحثهم على المشاركة في صندوق إعمار المدن المحررة فضلا عن إبرام عقود لإنشاء منطقة تجارية حرة في معبر طريبيل الحدودي بهدف الحصول على موارد مالية اضافية.
الحكومة المحلية تشكو قلة التخصيصات المالية ، والمركزية لاحول لها ولا قوة مشغولة بحقيق إصلاحاتها، اعتمدت على الدول المانحة لعلها تستطيع ان توفر الحد الأدني من الخدمات لإعادة النازحين . مقابل الرغبة الدولية في تقديم المساعدة ، برز في الأنبار من يدعي بأنه الأجدر على تحقيق الإعمار في زمن قياسي ،فتتحول الأموال الى هبيط يتناوله النشامى في مضيف شيخ العشيرة . وعلى إيقاع الجوبي وإطلاق رصاص الرشاشات المتوسطة يفقد النازحون امل العودة الى مناطق سكنهم ومنهم السيدة مبخوتة .
الدول المانحة تدرك جيداً بأن العراق غارق في مستنقع الفساد المالي ، لذلك اشترطت تقديم المساعدات بتكليف شركات أجنبية لتنفيذ المشاريع بشكل مباشر، بعثة الأمم المتحدة في العراق
هي الجهة الوحيدة المؤهلة لتسلم الأموال ، بإمكانها ان تنسق مع الحكومة المحلية لتنفيذ الإعماربموجب برنامج واضح يحدد نفقات وزمن انجاز المشاريع لمنع " الإصلاحيين" من خوض مواجهات مسلحة ضد خصومهم .
مقترح النائب الخربيط في حل مشكلة الأنبار ربما يكون خير وسيلة لردع من يسيل لعابه لتحقيق مكاسب مالية وسياسية برفع شعار الإصلاح الحقيقي، فهناك من نقل مقره من أربيل الى بغداد للحصول على عقد تأهيل الطريق السريع الرابط بين العراق والأردن . في ذات الوقت تنتظر "مبخوتة" العودة الى قريتها لعلها تجد لحافها في مكانه تركته قبل خروجها من بيتها مع أبنائها وأحفادها ، وضعت فيه "ورقتين حمر من فئة 25 الف دينار وثلاثة خضر ام الشايب ،تقصد عشرة آلاف دينار" ، تنتظر السيدة مبخوتة العودة السريعة لبيتها والتبرع بمدخراتها لصندوق إعمار الأنبار.
لحاف "مبخوتة"
[post-views]
نشر في: 10 أغسطس, 2016: 09:01 م