في مثل هذا اليوم الحادي عشر من آب عام 1937 أُغتيل الفريق بكر صدقي الذي يُعد قائد أول انقلاب عسكري في العراق ، تم فيه إسقاط وزارة ياسين الهاشمي ، ، فلم يعرف الشرق والبلدان العربية قبله وقوع انقلاب عسكري من هذا النوع . وقد أُغتيل أثناء زيارته إلى الموص
في مثل هذا اليوم الحادي عشر من آب عام 1937 أُغتيل الفريق بكر صدقي الذي يُعد قائد أول انقلاب عسكري في العراق ، تم فيه إسقاط وزارة ياسين الهاشمي ، ، فلم يعرف الشرق والبلدان العربية قبله وقوع انقلاب عسكري من هذا النوع . وقد أُغتيل أثناء زيارته إلى الموصل حيث كان يجلس مع العقيد محمد علي جواد والمقدم الطيار موسى علي يتجاذبان أطراف الحديث، تقدّم نائب العريف عبدالله نحوهم ليقدم لهم المرطبات وكان يُخبئ مسدساً تحت ملابسه، ولما وصل قرب بكر صدقي أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه وأطلق النار عليه فقُتل في الحال، ثم أقدم على إطلاق النار على قائد القوة الجوية وقتله هو الآخر، تم إلقاء القبض على القاتل وأشبعوه ضرباُ وفي التحقيق البدائي اعترف بأن الذي جاء به لتنفيذ العملية هو الضابط محمود هندي الذي اختفى بعد الحادث، وقيل أن العقيد فهمي سعيد كان لولب الحركة وأن الضابط محمود خورشيد هو العقل المدبر لتلك العملية، وفي صباح يوم الخميس 12 آب نُقل جثمان بكر صدقي، ورفيقه إلى بغداد، حيث شُيّع إلى مثواه الأخير تشييعا رسميا، وسار في مقدمته الوزراء وكبار الضباط والأعيان والنواب والسفراء.
وقد تحالف بكر صدقي مع عدد من القوى السياسية لإسقاط وزارة ياسين الهاشمي الثانية التي تألفت في آذار 1935 ، منها حكمة سليمان ، وجماعة الأهالي ، وعدد من ضباط الجيش .. وفي عام 1936 تحركت القطعات العسكرية بقيادة بكر صدقي من بعقوبة نحو بغداد ، كما قامت طائرات القوة الجوية بقصف بعض الأهداف ببغداد ، ثم أرسل بيان الحركة ليذاع من راديو بغداد وأوصلت إلى الملك مطالب الانقلابيين وهي إسقاط وزارة الهاشمي وتشكيل وزارة جديدة برئاسة حكمة سليمان . وتحقق لهم هذا المأرب بسهولة حتى قيل ان الملك كان من مؤيدي الانقلاب .. غير ان مفاجأة حدثت لم تكن بالحسبان ، فعندما توجه وزير الدفاع في وزارة الهاشمي الفريق جعفر العسكري للقاء قائد الانقلاب بكر صدقي على الطريق إلى بعقوبة ، تم اغتياله من قبل عدد من الضباط ، وهو الذي يُعد المؤسس الحقيقي للجيش العراقي .
بكر صدقي وُلِد عام 1886 في قرية عسكر القريبة من مدينة كركوك، درس في الأستانة - إسطنبول في المدرسة الحربية / الكلية العسكرية لاحقاً وتخرّج فيها ضابطاً في الجيش العثماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى في آخر سنيّها، وبعد نهاية الحرب واندحار (الدولة العثمانية) انضم إلى الجيش العراقي الذي أسسه البريطانيون في 6 كانون الثاني 1920 برتبة ملازم أول. .تدرّج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق ركن في عهد الملك غازي.