اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > مناطق منزوعة السلاح ... ولكن السلاح ما يزال وسيلة للقتل والترويع فـي بغداد

مناطق منزوعة السلاح ... ولكن السلاح ما يزال وسيلة للقتل والترويع فـي بغداد

نشر في: 15 أغسطس, 2016: 12:01 ص

 ظاهرة إطلاق الرصاص في الافراح والاحزان والمفرقعات النارية التي تنطلق في كل مناسبة في بغداد   باتت تشكّل مصدر تحدٍ كبير للقانون وللشرطة ووسيلة لترويع الناس وتخويفهم . رغم قرار رئيس الحكومة بجعل مناطق بغداد منزوعة السلاح ,  بيد أنّ

 ظاهرة إطلاق الرصاص في الافراح والاحزان والمفرقعات النارية التي تنطلق في كل مناسبة في بغداد   باتت تشكّل مصدر تحدٍ كبير للقانون وللشرطة ووسيلة لترويع الناس وتخويفهم . رغم قرار رئيس الحكومة بجعل مناطق بغداد منزوعة السلاح ,  بيد أنَّ مشكلة السلاح في مجتمعنا  قديمة وليست طارئة عليه ولأعداد القتلى والجرحى الذين يسقطون يوميا في كل مرة من دون ذنب دلالة على ذلك

 فمن منا لا يذكر خبراً أفاد عن وفاة سيدة في العشرين من العمر، والتي كانت حاملاً في شهورها الأولى وأماً لولدين عندما كانت تتابع عرساً من وراء نافذة منزلها في مدينة الصدر،  حين خرقت رصاصة ابتهاج نافذة غرفتها واستقرت في رأسها لترديها قتيلة أمام طفليها، أو من أصيب خلال مشاركته في مأتم صديق أو قريب ثم أصبح جريحاً على أبواب المستشفى .

ضحايا وحوادث بالجملة
من هنا  قمنا باستطلاع بعض الآراء حول هذا الموضوع، فأخبرنا ( حسام ) بأنَّ رصاصة طائشة دخلت منزله ومرت بالقرب من رأسه، وسقطت أرضاً خلال احتفال لأحد الاحزاب الدينية قرب بيته  ، يقول: " نجيت بأعجوبة، إلى متى هذا الانفلات الأمني اللاأخلاقي، أعلينا أن نغادر منازلنا كلما أراد أحد الاحزاب الاحتفال واشاعة الرعب ".
أما محمد الذي أصيبت سيارته ونجا هو وعائلته من الرصاص الطائش فيرفض الفكرة قائلاً: "أنا من حيث المبدأ ضد فكرة إطلاق النار بأي مناسبة كانت، ولكن هذا الموضوع ما زال يتفاقم من جراء التهاون الحاصل من الشرطة والمعنيين، وغياب القدرة على ضبط فوضى انتشار السلاح في الأحياء الشعبية ".
بدورها  ترى ( فاتن )  أن "الموضوع خطر، ونابع من خلفية المجتمع  الذي ما زال متأثراً بأجواء الحروب السابقة والفوضى السائدة"، وتخبر "منذ أسبوع كنا بالقرب من مراسيم تشييع احد المتوفيين وبدأ إطلاق الرصاص، وكان من الممكن أن يصاب أحد منا لا سمح الله، فخفنا أن نسقط ضحايا  في التشييع  ونصبح بعدها في مصيبة أخرى، وأصبح الأمر مجرَّد تباهٍ بين مطلقي النيران خصوصاً في القرى. وما يفاقم هذا الأمر غياب الدولة، فلو أنها تحاسب لكان الناس سيرتدعون".
 الشكاوى والشرطة  
وعن مكافحة هذه الظاهرة وجهنا اسئلتنا الى أحد المختصين في وزارة الداخلية  فقال : ان "إطلاق الرصاص لا يرتبط فقط بالشق الأمني بل هو مشكلة اجتماعية- أخلاقية على امتداد مساحة العراق ، من المهم أن يعي الناس خطورتها، وأن يدركوا أن المحاسبة موجودة، وأن ما يقومون به يشكل خطراً على المواطنين ويؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى ما يُظهر صورة غير حضارية عن العراق في ظل انفلات الأمن، بعد أن صار مشهد إطلاق الأعيرة النارية مألوفاً أينما كان، ويبدو أن مجتمعنا راضٍ عن هذا الأمر ويتقبَّله بشكل طبيعي عندما لا يقوم بتبليغ الأجهزة الأمنية عن المخالفات التي تحدث وعن مطلقي النار". ويضيف مدير العلاقات في الوزارة   "لا يدرك مطلق النار أنه مسؤول عن أي خطر قد يصيب الضحايا، فإطلاق النار يعتبر جنحة بحسب قانون العقوبات ويتحول إلى جناية في حال سقوط قتلى. لذا، نطلب من المواطنين إبلاغ دوريات النجدة  بأسماء مطلقي النار وصورهم وعناوينهم من خلال الاتصال بسيطرة النجدة  التي يمكنهم من خلالها تسجيل شكواهم أو إرسال صور مطلقي النار .
استعراض القوَّة
تعتبر مديرة منظمة ( ان ) لحقوق الانسان السيدة  ( سندس الخالصي )  أن "إطلاق الرصاص هو من العادات القديمة التي لم تغب أصلاً عن المجتمع العراقي  حيث يُعبر من خلالها الفرد عن فرحه وحزنه، ويرجع السبب للاعتزاز بامتلاك عنصر من عناصر "القوة والرجولة" وهو السلاح، غير مدركين عواقب ومخاطر ما يقومون به. كما أنَّ إطلاق الرصاص بعد إطلالة أي زعيم سياسي تؤدي إلى حالة من التشنج في البلد بعد محاولة كل فريق استعراض قوته، وإرسال رسالة للآخر بأنه يمتلك السلاح وقادر على استخدامه، ما يبرز مشاعر حقد دفينة بين مناصري الأطراف المتخاصمين خصوصاً بعد أن يحاول البعض توجيه بنادقه باتجاه المناطق الأخرى التي تخالفه سياسياً، في ظل العداء السياسي والشرخ العامودي القائم بين المواطنين في البلد".
وتضيف السيدة سندس  "لا يدرك البعض أين تسقط هذه الرصاصات وما الأضرار البشرية والمادية التي قد تسببها. قد يصاب أو يموت بعض المواطنين جراء الرصاص الطائش، أو قد تخرق الرصاصات خزانات المياه في المناطق، أو تكسّر زجاج السيارات والمنازل، أو يشعل الرصاص المطاط الحرائق. من هنا، لا بدّ من توعية الناس أولاً، ثم يجب أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بدورها عبر الحماية الاجتماعية، كما أنه من الممكن اللجوء إلى فتاوى دينية تحرِّم إطلاق الرصاص خصوصاً مع إطلالة السياسيين".
علينا عدم اعتبار مطلق الرصاص "بطلاً"، كما أنه من غير الممكن للدولة والأمنيين أن يتواجدوا في كل زمان ومكان. لذا، فإنَّ هذا الأمر يتطلَّب وعياً من السياسيين والمواطنين بأنَّ روح أي إنسان غالية جداً ولا يجب أن تُزهق من دون سبب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram