لعلها المرة الأولى التي يطلق فيها تجمع ثقافي فعاليته من ميدان يطفح بالألم والحزن والفقدان، مثل دائرة "الطب العدلي" التي تقع وسط بغداد ويتسلم منها في العادة الناس جثث ذويهم من المغدورين وضحايا التفجيرات الإرهابيّة.ولأن مجزرة الكرادة، حيث الحي المتنوع
لعلها المرة الأولى التي يطلق فيها تجمع ثقافي فعاليته من ميدان يطفح بالألم والحزن والفقدان، مثل دائرة "الطب العدلي" التي تقع وسط بغداد ويتسلم منها في العادة الناس جثث ذويهم من المغدورين وضحايا التفجيرات الإرهابيّة.
ولأن مجزرة الكرادة، حيث الحي المتنوع والمفتوح أمام المارة، كانت من أفظع الأحداث بعد نيسان 2003، أراد بيت الشعر العراقي تقديم فعالية احتجاجية، يهديها إلى هذا المكان البغدادي وإلى ضحاياه، لما له من خصوصية ثقافية عبر مقاهيه التي احتضنت الكثير من الأنشطة وحوارات الفنانين والأدباء.
لأجل ذلك كله، أطلق البيت فعاليته الجديدة "تلويحة وفاء للكرّادة"، من "الطب العدلي"، إذ كانت هناك العشرات من جثث ضحايا التفجير الأخير الذي استهدف الكرادة وشبابها.
الفعالية الجديدة في سياق منهاج أطلقه البيت العام 2016، باختيار مقاطع من قصائد شعراء عراقيين ووضعها في ملصقات فنيّة، ومن ثمّ لصقها في الأماكن العامة لإثارة انتباه جمهور آخر، ليس ذلك الذي اعتدنا حضوره إلى المهرجانات والقاعات المغلقة.
وكانت الملصقات والإنفوغرافيك الخاص بالتعريف بالفعالية، هي من أعمال المصممين محمد رياض زاير وحسام فلاح الخطاط، يصمم الأول الملصقات، والثاني يصمم الإنفوغرافيك.
وفي "تلويحة وفاء للكرّادة"، طوّر البيت من مبادرته بتضمين الملصقات أعمالاً فنية معبرة، وتألفت الملصقات العشرة من: مقطع للشاعر عبدالمنعم القريشي وعمل للنحّات رضا فرحان نجدها في مدخل دائرة الطب العدلي الذي كان مكان إطلاق الفعالية، ومقطع للشاعر فاضل العزاوي وعمل للفنّان فيصل لعيبي عند قاعدة نصب الحريّة في ساحة التحرير، ومقطع للشاعر حسب الشيخ جعفر وعمل للفنّان ضياء العزاوي في مقهى إرخيته (شارع كرّادة داخل)، ومقطع للشاعر حسين عبداللطيف وعمل للفنّان كريم رسن على واجهة مقهى رضا علوان (شارع كرّادة داخل)، ومقطع للشاعرة بلقيس حميد حسن وعمل للفنّان صادق كويش الفراجي عند مدخل مقهى علي بابا (الجادرية)، ومقطع للشاعر صادق الصائغ وعمل للفنّان رياض نعمة "ناجٍ من الحرب" على باب مقهى الأطرقجي (حي المنصور)، ومقطع للشاعر حسين السلطاني وعمل للفنّان كاظم نوير أمام المتحف الوطني العراقي في منطقة "العلاوي"، ومقطع للشاعر علاوي كاظم كشيش وعمل للفنّان محمّد القاسم على واجهة مكتبة عدنان في شارع المتنبي، ومقطع للشاعر علي نوير وعمل للفنّانة هناء مال الله على واجهة مقهى الشابندر في شارع المتنبي، ومقطع للشاعر أنور الغساني وعمل للفنّان سيروان باران وسط شارع الرشيد على جدرانه المتهالكة.
ومن المقاطع المختارة في تلويحة الوفاء، هذا المقطع للشاعر صادق صائغ:
هَذِهِ المَدِيـْنـَةُ عـَجيْبـَة/ ضُربَتْ بالقَنابل/ سُحقَتْ تَحتَ الأقدَام/ كَما تُسحَقُ سَاعَة ٌمُعَطَلَة/ لَكنـّها/ كَمَا لَو ولدَت للتَو/ سُمعَتْ تَحتَ الأنقاض تَتك/ مُتَحَسسَةٌ قَلبَها".
وبيت الشعر العراقي، تجمع ثقافي غير حكومي، يرأسه الشاعر حسام السراي ويضم في عضويته عدداً من شعراء جيل ما بعد نيسان 2003 منهم زاهر موسى وعمر الجفال، يهدف البيت إلى تنظيم أنشطة تبتعد عن النسق التقليدي في تقديم الشعر وإقامة الفعاليات الثقافية عموماً.