TOP

جريدة المدى > عام > واحدٌ من العوام

واحدٌ من العوام

نشر في: 15 أغسطس, 2016: 12:01 ص

بعد َ دقائق َ عشر ٍ لملمني الرّبّ ساعة َ السّحوركان يبحث ُ عن وصاياه العشر ..فتأخر َ عنّي ...لكنّه ُ استطاع َ أن يصلّي عليّ سريعاً.منتظراً ملاك َ الموت ِ الطيب،أن ْ يأخذني إلى الجنّة.والحاكمون بظلّه كانوا مشغولين أيضاً ..مشغولين ...   

بعد َ دقائق َ عشر ٍ
لملمني الرّبّ ساعة َ السّحور
كان يبحث ُ عن وصاياه العشر ..
فتأخر َ عنّي ...
لكنّه ُ استطاع َ أن يصلّي عليّ سريعاً.
منتظراً ملاك َ الموت ِ الطيب،
أن ْ يأخذني إلى الجنّة.
والحاكمون بظلّه كانوا مشغولين أيضاً ..
مشغولين ...
          بتصنيف الأقانيم والشعوب ..
          والفتاوى الواضحة،
          والفرق الضالة ..
مشغولين ...
                     بتصنيف المذاهب الجديدة،
والطوائف الناجية
وقراءة الصّحاح العشرة.
فلم ْ يأتوا أصلاً،
لكنهم استطاعوا معرفة َ ديني فرحين ..
ثم ّ توعدوا الضالين بالنار.
وبسبب الزّحام؛
تأخرتْ سيارة ُ الإسعاف ِ السّوداء ..
وما زال تُموز يموتُ مع السّحر،
ثم ّ يبعث ُ حيّا ...
أما الشّعراء ُ، والشّرَطة ُ، والمرور ُ، والفقهاء ُ، والإطفاء
فكانوا آخر َ من حضر َ ..
ربما، لكثرة ِ أعمالهم، وصلواتهم،
حضروا ...
بورقهم، وكلابهم، وصفاراتهم، بعسسهم، وخراطيمهم اليابسة.
نظموني بالحداثة ِ وما بعدها، وما قبلها، فالشعر ُ ديوان ُ الشعراء ْ.
سَجّلوني في سجل المفقودين، فلم تشم الكلاب ُ رائحة َ صوتي
سدّوا الطرقات؛ لكيلا يتلوث َ المسرح ُ العراقي
هتفوا بحياة ِ سادتهم، قالوا : لكم الجنة ُ (لسادتهم طبعاً)
داسوا على دمي المتفحم ِ غير َ عامدين.
...  
ومازال الربّ يلملمني من أجساد ٍ متفرقة ٍ
قائلاً لي : إنه سيعيدني ..
كما أعاد َ أربعة ً من الطير ِ لإبراهيم ..
ـ لكنما، نحن ُ بملايين الأنفس ِ، وآلاف السنين
ـ قال َ : أولم ْ تؤمن ْ!
ـ قلت ُ : بلى؛ ولكن ...
وبينما الرّبّ يلملمني محاوراً ..
سأله البعضُ عن مذهبي،
وعن بيت أهلي،
وعن قوميتي،
وعقيدتي، أفاسدة ٌهي أم صحيحة!
فالتفت َ الرّب ّ غاضباً!
زجرهم الرب ّ العظيم ...
فولوا مذعورين.
...
وحدها أمّي كانت تبحث ُ عنّي؛
تريدني في جحيمها ..
لو كانوا يفقهون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram