منذ أعوام، وربما عقود، يشكو الكثير من أحياء ومناطق بغداد من شحّ الماء الصالح للشرب. ورغم كثـرة الوعود الحكومية بحل هذه الأزمة، إلا أنها مازالت قائمة الى يومنا هذا. أمانة بغداد أعلنت يوم أمس الأول عن افتتاح مشروع ماء الرصافة الكبير بعد تلكؤ وتأخر امتد

منذ أعوام، وربما عقود، يشكو الكثير من أحياء ومناطق بغداد من شحّ الماء الصالح للشرب. ورغم كثـرة الوعود الحكومية بحل هذه الأزمة، إلا أنها مازالت قائمة الى يومنا هذا. أمانة بغداد أعلنت يوم أمس الأول عن افتتاح مشروع ماء الرصافة الكبير بعد تلكؤ وتأخر امتد لسنوات تقريباً اذ كان من المفترض ان يفتتح عام 2010 لكن للفساد الاداري والمالي قولاً آخر.

ما أن أعلن عن افتتاح المشروع الذي استبشر الكثير من المواطنين به خيراً حتى انقطع الماء عن المناطق المحيطة بالمشروع مثلما قال المواطن "مزاحم الشويلي" الذي يسكن منطقة الرئاسة العبيدي. مبيناً: رغم ان الماء كان شحيحاً ولايأتي إلا في أوقات الفجر لكنه منذ يوم أمس انقطع بشكل نهائي دون معرفة أسباب ذلك.
فيما اشتكت "ام زينب"، تسكن منطقة البلديات التي لاتبعد اكثر من 1000 متر حسب وصفها عن المشروع، من انقطاع الماء منذ يوم أمس الأول دون معرفة أسباب ذلك. مردفة: نتمنى ان يقضي هذا المشروع على شحة الماء الصالح للشرب وان يكون فعلاً صالحاً للشرب وليس للاغتسال.
المختبري "ثائر جميل" أوضح ان ماء الإسالة الحالي غير صالح للاستهلاك البشري بسبب نسبة الأملاح العالية فيه. مردفاً: كذلك احتواؤه على شوائب كثيرة. داعياً الى ضرورة فحص ماء مشروع الرصافة الكبير ومعالجته وفق طرق حديثة تجعل منه ماءً صحياً.
"ابو سجاد العتبي"، من سكنة منطقة الحبيبية استبشر خيراً بإعلان افتتاح مشروع ماء الرصافة الكبير، الذي تمنى ان يساعد في القضاء على شحّ الماء وتوفيره للمواطنين خاصة في مناطق أطراف بغداد.
من حي الجهاد، يقول المواطن "عباس نعمة" ان منطقتهم ستتحول الى منطقة منكوبة بسبب شحّ الماء المستمر والذي جعل منهم حراساً ليليين، حسب وصفه، لسهرهم الدائم وانتظار أوقات ضخ الماء، مطالباً بإنشاء مشروع مماثل لمشروع الرصافة الكبير في جانب الكرخ.
فيما دعا "محمود خليفة" من وجهاء منطقة البياع الى ضرورة سعي الجهات المعنية في توفير الخدمات للمواطنين بكل إخلاصٍ وتفانٍ للتخفيف عن كاهل المواطنين، مردفاً: ان الكثير من الشكاوى قدمت من أهالي مناطق البياع وحي العامل والشعلة حول شحّ ماء الشرب خاصة في وقت الحاجة اليه خلال أشهر الصيف.
الأمر قد لايتوقف على توفير الماء فقط بل صلاحيته ايضاً، اذ يقول "علي القريشي" من منطقة بغداد الجديدة حي الخليج إن الماء متوفر في المنطقة لكنه للأسف غير صالح للشرب بسبب كمية الأملاح والشوائب مثلما بيّن ذلك الفحص الذي قمت به. داعياً الى ضرورة الاهتمام بنوعية الماء ايضا وليس الكمية فقط حسبما أعلن ان مشروع الرصافة الكبير سيقضي على شح الماء في جانب الرصافة.
من منطقة كراج الأمانة يقول "احمد عبد الكريم" ان المنطقة تعاني من شحّ في الماء الصالح للشرب. مردفاً: ان الكثير من العوائل تسهر لساعات من اجل ملء الخزانات التي تترسب فيها الشوائب والأطيان بسبب التصفية السيئة للماء. فيما شكا "وسام يوسف" ،من سكنة منطقة الكرادة، من شحّ الماء بل انعدامه، مبيناً ان الكثير من العوائل استعانت بالفلاتر وقناني الماء الجاهزة،  منوهاً الى قدم شبكة أنابيب الإسالة التي يعاني الكثير منها التآكل والقدم.
مناطق المعامل والباوية والعماري والكمالية والعبيدي والفضيلية والحميدية والشماعية وحي الرشاد وحي النصر، شكوا من شحّ الماء رغم كثرة الوعود التي قطعت لهم من المسؤولين ومرشحي الأحزاب أيام الانتخابات بتوفير الماء. "رحيم العكيلي" ،من وجهاء منطقة الحسينية، ناشد المسؤولين الى ضرورة الالتفات لتلك المناطق وتوفير الخدمات لها خاصة الماء والكهرباء. موضحاً ان هذه المناطق أُهملت في زمن النظان السباق وهُمشت بعده. لافتاً الى ان عديد سكنها يصل الى قرابة 500 الف نسمة يعانون من تردي جميع انواع الخدمات وخاصة توفير الماء، مبيناً ان بعض الأجزاء من تلك المناطق لاتزال تزود بالماء بسيارات حوضية كبيرة.