عبدالله السكوتيفاجأني احميد الفهد فهو غائب منذ زمن وانا ابحث عنه لانني متشوق لاخباره فهو قد شكا مرضا في الاونة الاخيرة ولم يكن على ما كان عليه، لكنه عاد الى سابق عهده واخذ يطالعني من جديد بشعره الابيض المرتب وهندامه المحترم، مع دقته المتناهية في انتقاء الالفاظ، طبعا انا اسمع كلامه حتى ان تدخل في تغيير مفردات المقال،
وهذا الشعور فقط اشعر به مع احميد الفهد ولا ارى غضاضة حين يقول لي:بدل هذه المفردة واكتب سطرين آخرين يفيدان الموضوع من جانب اظهار الحقيقة. حين رآني قال: (اكلك شو ربعنه مثل سبع التبن لاياكل ولا يخلي غيره ياكل)، هكذا اطلق الكلام فهو يمتلك الحق في إلقاء اية جملة هو يراها مناسبة لمقتضى الحال، قلت وماهذا السبع الغريب ، قال : في ناحية من نواحي الكوت وفي احدى القرى النائية، روت اقاصيص الليل ان اسدا ربض على كومة من التبن وهو لايأكله ، فاذا مرّ احد من اكلة التبن وشاهد التبن الذي امام الاسد، لايتجرأ على التقرب منه لتناوله خوفا من الاسد، (واحنا اسدنا خويه مثل ذاك الاسد منع التبن عن الضعفاء وهوّه ماياكله). لايريد ان يفصح هذه المرة ، قلت له: اتخاف عليّ ياحميّد الفهد؟ لماذا لاتفصح ؟ قال: (عمي احنه مانخاف لكن خاف ينفهم حجينه غير شكل) ، قلت اتعتقد ان اسودنا لاتأكل ام انها تأكل ولا تدع غيرها يأكل فقال: نعم هكذا هو الحال والا ماذا تقول عن الاقرار النيابي هل هو ملزم لجميع الاطراف على اعتبار انه قرار الشعب، ولكن (ياخويه هاي شغلة النقض شنهي هم ديمقراطيه) ، قلت له نعم ولكنه بعض الاحيان يصب في غير مصب، اقصد ان الفضائيات لاتكفي في بعض الاحيان والاعلانات في الصحف كذلك، وهناك اثارة مخفية في الطعون ونقض القرارات. قلت له: من الذي هداك هذه المرة الى ان تتحرش بالسبع (مو يكولون السبع متهوم ولو بات بله عشا) ، فردّ صحيح (مثل ما تكول لكن هم يكولون السجين وصلت للعظم) ، المصيبة اننا ماعدنا نتحمل ولسنا على استعداد لمواجهة أي نقض لان الوقت انتهى والحماس ايضا فتر، الاترى الجوع وحرب الاعصاب؟ صدقني لم اكن انحني لاي شيء حتى للزمان، ولكن حنى ظهري انني اسلمت قيادي لغيري وانتظر الفرج وسرعان ماترى احدهم ينبري لنقض هذا القانون وذاك (وبيناتنا انه خايف على موازنة 2010 من النقض، فتضيع الجهود وتكون فرصة للارهاب ان يستعيد قوته ، قلت له لاتخشى شيئا فهذه هي الديمقراطية، اقرار ونقض ومناقشات وتصويتات واختلافات في الرأي، غادرني وهو خائف على الموازنه ويردد: (انه واحد وليه اعداي مايه ولي ناظر يهل الدمع مايه لون يمّي حبيبي الصبح مايه العصر مايلحك الطارش عليه) قلت له بصوت عال : اتقصد الموازنة فأشار لي وصرخ عاليا: انا لا اخشى على نفسي ولكن الا ترى الفقراء قد ازدادوا فقرا ولا اعتقد ان السبع يرضى بجوع الاخرين.
هواء فـي شبك :(سبع التبن لا ياكل ولا يخلي غيره ياكل)
نشر في: 30 يناير, 2010: 07:46 م