صحيفة محلية نشرت الاثنين الماضي تصريحا لاحد اعضاء مجلس النواب من جبهة الاصلاح على الصفحة الاولى بالبنط العريض (( بيع "الوزرات" احد اسباب الفساد الشامل في العراق)) وتكرر الخطأ في مفردة وزارات في الصفحة الثالثة ، ما جعل الباحثين في النسق المضمر يتناولون المسألة من زوايا متعددة لكشف سر تحويل الوزارات الى وزرات ، مع طرح تساؤلات للوصول الى حقيقة ان كان الخطأ سهوا او مقصودا . في كل الاحوال "الوزرات" وصلت الى القراء ، ولهم الحق في استخدامها لاغراض شخصية ، لاسيما انها مهددة بالانقراض وانحسار حضورها في الوقت الحاضر الا بشكل محدود في حمّامات الاحياء الشعبية البغدادية، يرتديها اشخاص يقدمون خدمة التدليك للزبائن، اما الحمامات النسائية فالمعلومات عنها غير متوفرة ، لصعوبة العثور عن مصادر تتحدث عن تفاصيل مخفية عن "حمام النسوان" المعروف لدى البغداديين بانه المكان الوحيد المناسب للثرثرة وطرح الاقاويل من دون حسيب او رقيب .
في حلبات الزورخانة حضرت "الوزرات" بوصفها الزي المناسب للمصارعين قبل دخول المايوهات الرياضية ، على ايقاع الطبول وتشجيع الجمهور يستعرض المصارع عضلاته ليبعث برسالة مباشرة الى خصمه، بانه سيقضي عليه في الجولة الاولى مع التزامه بقواعد اللعبة واحترام "الوزرة " بوصفها تستر اجزاء من اعضاء الجسم البشري ، ليس من المستحسن الكشف عنها مهما كانت شدة المنازلة .
النائب الاصلاحي في تصريحه للجريدة المحلية كان يرغب بالاشارة الى قوى سياسية مشاركة في الحكومة الحالية متورطة في بيع وزاراتها وليس وزراتها ، لأشخاص دفعوا ملايين الدولارات مقابل الحصول على "وزارة ام الخبزة " على حد تعبير نائب في كتلة تدعي انها صاحبة الحل والربط في حصول المكون السُني على حقوقه ، وانقاذه من التهميش والاقصاء، فيما تجاهلت هذه الكتلة ملايين النازحين من المحافظات ذات الاغلبية السُنية ، لفشلها في الحصول على عقد لشراء كرفانات لاسكان المهجرين من مدنهم ، حصلت الكتلة في الحكومة السابقة على وزارة مهمة ، جعلت زعيمها يقيم امبراطورية اعلامية تتكون من فضائيات تبث برامجها من العاصمة الاردنية عمان ، فضلا عن وكالات انباء ومواقع الكترونية سخرت جميعها لتشجيع الفقراء على ارتداء "الوزرات" ، لإحياء أمجاد الأجداد .
الشعب العماني الشقيق ، وكذلك اليمني المنشغل حاليا بحرب داخلية من الشعوب العربية المصرة على الاحتفاظ بازيائها الشعبية ، ارتداء "الوزرة " منظر مألوف ، فرضته اسباب مناخية ، من الطبيعي جدا ان يرتدي المسؤولون الوزرات بدءا من كبار المسؤولين الى صغار الموظفين ، التمسك بالزي الشعبي جزء من الحفاظ على الهوية الوطنية ،لعل الجريدة في عنوانها كانت تريد احياء "الوزرات " في العراق ، ولا ضير من دخولها الى البرلمان او مؤسسات الدولة الاخرى ، خصوصا ان ارتفاع درجة الحرارة في بعض الاحيان يجبر العراقي على نزع جلده ، معلقا آماله على "الوزرات " ، يقصد الوزارات في الكابينة الجديدة لعلها تحقق الاصلاح الجذري .
معالي صاحب " الوزرة "
[post-views]
نشر في: 16 أغسطس, 2016: 09:01 م