انطلاقاً من المسؤولية الثقافية والفنية، وكمساعٍ ومحاولات حثيثة تقوم بها وزارة الثقافة العراقية من أجل النهوض بالثقافة العراقية والفن، أقامت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة مهرجاناً سينمائياً للاحتفاء بالذكرى 61 لتأسيس السينما العراقية، و
انطلاقاً من المسؤولية الثقافية والفنية، وكمساعٍ ومحاولات حثيثة تقوم بها وزارة الثقافة العراقية من أجل النهوض بالثقافة العراقية والفن، أقامت دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة مهرجاناً سينمائياً للاحتفاء بالذكرى 61 لتأسيس السينما العراقية، وذلك رغبةً منها لدعم السينما في العراق وتفعيل شباك التذاكر السينمائي والعمل على زيادة دور العرض.
افتتحت الحفل الفنانة المبدعة شذى سالم، التي ذكرت خلال كلمتها "نحن نستعيد السينما العراقية ببهائها وذاكرتها وجمالها، وبأجمل وأعرق الأعمال السينمائية التي قدمها كبار الممثلين العراقيين."
وأكدت سالم اننا "رغم العقبات التي تواجهنا اليوم والتي نعيشها وتقتات علينا، إلا أن الفن العراقي، والفنان العراقي الإنسان، يتجدد مع صعوبة الأزمات، فهو مبدع بعطاءاته."
تخلل العرض تقديم عمل "حواء" الذي قدمته الفرقة الوطنية للفنون الشعبية من تصميم وإخراج فؤاد ذنون، وتضمن رقصات فولكلورية عراقية .
وخلال الحفل دعا الوكيل الأقدم لوزير الثقافة جابر الجابري في كلمته الخاصة بهذه المناسبة إلى إطلاق الاستثمار في المجال السينمائي والمسرحي مطالباً المختصين والوسائل الإعلامية كافة بإطلاق مبادرة الاستثمار الفني في البلاد، وأضاف ان "على الفنانين أن يدركوا مكامن الخطر ويحصنوا مجتمعهم وشارعهم والرأي العام من خلال واجبهم الفنيّ فنحن لسنا بحاجة إلى فنّ تجاريّ ولا هابط وإنَّما بحاجة إلى فنّ راقٍ ووطنيّ وجاد."
وأكد الجابري قائلاً "من خلال هذا المهرجان سنعمل على إطلاق منهج جديد نحاول من خلاله إحياء السينما العراقية، ونعمل جاهدين من خلال تفعيل دور العرض وشباك التذاكر، وأيضا نحاول تفعيل شركات إنتاج سينمائية لأننا اليوم بأمسّ الحاجة للفن من أجل مجابهة الفساد والإرهاب، فالفن هو العلاج التوعوي والتثقيفي لهذه الأزمات" .
فيما ذكر مدير دائرة السينما في دائرة السينما والمسرح قحطان جليل "أن الدائرة هذا العام تستعد لبذل جهود حثيثة من أجل إحياء السينما العراقية فلا يمكن أن نتوقف عند المهرجانات، لأننا بحاجة إلى تقديم أفلام عديدة وأعمال سينمائية مُغايرة، وعلينا استغلال جهود الشباب الجبارة في تقديم كل ما هو أفضل ." مؤكداً " أننا نمتلك طاقات سينمائية كبيرة، وخصوصاً تلك التي شاركت في مهرجانات خارج العراق، والتي قدمت الكثير من الأفلام خلال مهرجانات دولية وحازت على جوائز عالمية."
فيما ذكر المخرج حسين السلمان والذي عرض خلال المهرجان فيلم "ابتسم" أن "السينمائيين يعملون خلال السنوات المنصرمة وحتى اليوم من أجل دفع عجلة السينما في العراق، ونحن نحاول بشكل واضح تقديم أفضل مالدينا والدليل على ذلك أننا حصدنا الكثير من الجوائز العالمية والعربية."
وأكد السلمان "أن ما يواجهنا اليوم هو غياب أدوات السينما، نحن نمتلك ثروة من الممثلين والسينارست والمخرجين، لكن الكاميرات والأدوات غائبة، إضافة لغياب شركات الإنتاج السينمائي والتي تغيب بفعل غياب دور العرض وشباك التذاكر، فلا يمكن لأية شركة انتاج أن تجازف بالصرف على فيلم دون ضمانها للإيرادات ."
وأشار السلمان انه "يمكن أن نعتبر هذا المهرجان بادرة جيدة لتقديم سينما جيدة، وخصوصاً أننا نلتمس مبادرات وزارة الثقافة التي تحاول جادة أن تدعم الفن والثقافة، رغم محدودية الميزانية مع الأسف، لكن لابد أن نؤكد أن بلداً يخلو من الفن والثقافة سيخلو حتى من السياسة ومن الاقتصاد، لأن الفن هو أساس كل شيء فهو المثقف والموعّي للشعوب ."اختتم المهرجان بتكريم العاملين في مجال السينما من فنانين ومخرجين، وعاملين خلف الكواليس، وذلك من قبل الوكيل الأقدم جابر الجابري، كما تم عرض عدد من الأفلام السينمائية بهذه المناسبة مثل فيلم "صحوة" للمخرج جمال عبد جاسم،وفيلم "روح أخرى للسينما" للمخرج علي هاشم حسن، وفيلم "الهروب" للمخرج ذو الفقار المطيري، وفيلم "ابتسم" للمخرج حسين السلمان.