صدمة قد يبدأ بعدها كل شيء في الحياة ، ويكون الأسف هو تغيير السلوك الذي نحب لنكمل المشوار بتوافق ورضى وقناعة واقعية لا يشوبها الخيال الجميل الذي نجنح اليه عندما نعجز عن العيش كما ينبغي، فالتوافق في الحياة هو اساس نبني عليه قرار البقاء او الرحيل،
صدمة قد يبدأ بعدها كل شيء في الحياة ، ويكون الأسف هو تغيير السلوك الذي نحب لنكمل المشوار بتوافق ورضى وقناعة واقعية لا يشوبها الخيال الجميل الذي نجنح اليه عندما نعجز عن العيش كما ينبغي، فالتوافق في الحياة هو اساس نبني عليه قرار البقاء او الرحيل، وان غمر الحب الروح. الا ان الجسد هو مادة الحياة على الارض . كما التوافق في العمل او الأمومة او العائلة بشكلها العام وهو جزء من اساسيات الحياة ان لم نقل جمال التوافق والانسجام في كل شيء. هذا ما يحاول الكاتب ايصاله في فيلم الدراما الرومانسية "انا قبلك" او بالأحرى الدراما الروائية "انا أمامك" للكاتبة "جوجو مويس (Jojo Moyes ) التي تطرح موضوع الموت الرحيم، والواقع الذي يجب ان نتقبله عند الوقوع في ازمة ما! لأن الحب له احتياجاته التي ترعاه وتضعه في اطار البقاء الصحيح وان برزت القدرة القوية على التحمل من "لو كلارك" الغريبة في الوان ثيابها واسلوبها الكوميدي في مواجهة الصعاب، فالفتاة البسيطة بمؤهلاتها تمت الموافقة عليها لترعى الشاب المصاب بشلل رباعي، والذي قرر وضع نهاية لحياته لانه غير قادر على العيش بدون حركة كافية تجعله يستعيد صحته بالكامل، فهل نجحت "جوجو جويس" في نقل روايتها الى سيناريو درامي رومانسي مشحون بقدرة تمثيلية زادت من رصيد نجاح الفيلم؟. لان القصة الرومانسية كلاسيكية في معظمها وان حملت بعض التحديث التقني من حبكة وسرد المشاهد الأشبه بالخيال الرومانسي المنسجم بشكل كبير تمثيليا مع الثنائي " ايميليا كلارك" Emilia) (Clarkeو" سام كلافلاين "Sam Claflin)) باضافة انطباعات خاصة لشخصيات الفيلم اونكهة مميزة للقصة برمتها.
"تعلمين لا يمكنك ان تساعدي احداً اذا كنت تحتاجين المساعدة في الواقع" ، جملة تدفع "لو كلارك" بحوافز نفسية عميقة تشحن همتها لمنح الشاب كل العناصر التي تهيئ له الرضى بالحياة وقبول واقعه، فتقع في غرامه وهو الذي فقد حب حياته بعد الحادث الذي اصابه بشلل رباعي، لتتزوج حبيبته من صديقه في العمل، وهذه خسارة كبرى بل لا يمكن تعويضها حتى في وجود "لويزا كلارك" في حياته. لانها فتاة جميلة وتحتاج لرعاية في الحب الذي لا تدرك مدى اهميته لانها متأثرة عاطفيا بوضعه، وهذا يبعد عنها القرار الواعي الذي اتخذه هو برفض البقاء معها في هذا الحب المشلول ايضا لانه غير مكتمل، فهل هذا يبرر قضية الموت الرحيم او الهروب من الحياة التي فرضت عليه شكلا من اشكال العبء على الاخرين؟
اعتمدت المخرجة "تيا شاروك"(Thea Sharrock)على جمالية المشهد او سرديته ان شاء التعبير مع الحفاظ على الابعاد التصويرية والأزياء، والأمكنه لتشكل المؤثرات الاخراجية نوعا من سيناريو بصري هادئ برومانسيته ان بالمطر والمشاهد المرافقة له او الثلوج، وما يتبعها من عوارض المرض المساعدة في تقارب كل من البطلين الذين احتفظا بتعابير تمثيلية في الوجه، وتفاصيل اخرى كان لها الاثر الاكبر في جذب حواس المشاهد نحوهما، لتشكل الموسيقى بعدها المفردة الحقيقية التي ساعدت في ترجمة الاحاسيس ، ووضع المشهد الموسيقي في معادلة سمعية بصرية لها اكبر الاثر في مسك المشهد المفتوح على عدة سجالات درامية، كان من الممكن ان تصاب بترهلات اخراجية دون موسيقى تصويرية نجح "كريغ ارمسترونغ" (Craig Armstrong )في تكوين مفردتها الدرامية حسيا، لتغذي الخيال وتبعث على قوة الواقع والرضى به .
بعض الصعوبات لا يمكن تذليلها حتى بالبساطة والمرح، لانها ترافق تفاصيل حياتنا التي تغيرت وباتت تشكل خطورة وقلقا مستمرا على الاخرين. اضافة الى العجز مدى الحياة، فهل يدوم الحب في حالة عجز الجسد عن تغذية الوجود بمقومات البقاء ، وهل يمكن للانسان ان يتخذ القرار برحيله عبر اختياره الموت الرحيم؟