صبيح الحافظ يعيش العالم هذه الايام في ثورة تكنولوجية دائمة تحدث مع كل صباح تغيراً جديداً في الاساليب او في المعدات او في الاجهزة والمكائن المتطورة ، ولكن هذه التغيرات لاتلغي ما قبلها بصورة مطلقة حيث نقرأ كلما ظهرت تقنية جديدة في صناعة الاجهزة الخدمية وغيرها من الادوات الاخرى ، يشيع في الاوساط الاجتماعية بأن ماصنع قبلها قد انتهى دوره ، وان الجديد من الاختراعات اخذت مكانها ،
وهذا مفهوم واعتقاد خاطئ بالنسبة للكثير من تلك المعدات والالات ، فعلى سبيل المثال ان الهاتف النقال لم يلغ الهاتف الارضي او الهاتف اللاسلكي وان ظهور الاوعية الالكترونية لتسجيل المعلومات مثل الافلام والاقراص الممغنطة وغيرها هي ايضاً لم تلغ الوعاء الورقي لتسجيل المعلومات عليه ، وهذا ينطبق على مفهوم ونظرية (التصوير).أن كاميرات التصوير الفوتوغرافي وافلامها تبقى لها اهميتها واستعمالاتها المختلفة هي الافضل والاحسن من غيرها ، وان ابتكار واختراع الكاميرات الالكترونية (الرقمية) لاتغطي مجالات التصوير في احوال عديدة ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية انها تحتاج الى اجهزة ومعدات تكميلية مكلفة اقتصادياً منها على سبيل المثال ،ان الصورة الملتقطة بالكامرة الرقمية وبهدف طبعها على الورق يتطلب استعمال الحاسبات الالكترونية لهذا الغرض ، وهناك صعوبات ومشكلات اخرى لايسعنا ذكرها في هذا الموضوع الموجز. ولاجل الفائدة والمعرفة نتحدث عن الفكرة الاساسية ومقوماتها للتصوير الفوتوغرافي وهي في نفس الوقت تنطبق هذه الفكرة وعناصرها على التصوير الالكتروني على الكاميرات الرقمية.الفكرة الاساسية للتصوير:نشأت الفكرة الاساسية الاولية لالة التصوير اساساً على مرور الاشعة الضوئية من فتحة صغيرة في جسم الة التصوير ، هذه الفتحة الصغيرة وضع فيها عدسة ودور هذه العدسة تجميع الاشعة في نقطة على مستوى معين ، هذا المستوى هو البعد البؤري لهذه العدسة الذي تكون فيه الصورة اكثر حدة في التفاصيل من أي نقطة اخرى وهذا المستوى هو الذي يمر فيه الفلم الحساس المرادالتسجيل عليه ، وكلما اختلفت المسافة بين العدسة والاصل المراد تصويره اختلفت ابعاد الصورة المتكونه على الفلم ويمكن تحديد ابعاد هذه الصورة بواسطة قانون بسيط عن طريقه يمكن تحديد ابعاد أي صورة .ابعاد الصورة = ابعاد الاصل المراد تصويره × ومن اساس نظرية التصوير:انه لابد من التحكم في الوقت الذي يسمح فيه بمرور الضوء فلابد ان تجهز الة التصوير (بالغالق)(SHUTER) وهو الذي يتحكم في الزمن الذي يسمح فيه بمرور الضوء خلال العدسة الى الطبقة الحساسة ، وقد يكون هذا الزمن 1/500 من الثانية او 1/250 من الثانية 1 و1 /100 او 1/1250 و 1/125 و1/10 من الثانية ...الخ ويوضع الغالق على الة التصوير في احد الاماكن التالية:1. بين العدسات (وذلك في اغلب الانواع الجيدة).2. امام العدسة او خلفها مباشرة.3. في الخلف امام الطبقة الحساسة مباشرة ويمكن بواسطته الحصول على سرعات عالية جداً قد تصل الى 1/2000 من الثانية ويوجد هذا النوع في اجود انواع الات التصوير.ومن اساسيات نظرية التصوير:التحكم في كمية الضوء المار الى الطبقة الحساسة ويتم ذلك عن طريق الغالق وهو عبارةعن صفائح رقيقة متداخلة مع بعضها ووظيفته تحديد اتساع الفتحة التي تمر منها الاشعة الى الطبقة الحساسة ، وعلى ذلك فهو يتحكم في كمية الضوء التي يسمح بدخولها الى داخل الة التصوير، ومن الضروري أن نتحدث عن الضوء لان دراسته من اساسيات التصوير.يسير الضوء في خطوط مستقيمة ويمكن ان يحدث له حالتين ، اما ان يمتص هذا الضوء اذا سقط على وسط معتم أي لايعكس منه شيء ، او يحدث له انعكاس اذا سقط هذا الضوء على وسط لامع ، او فاتح اللون يعكس معظم هذا الضوء الساقط ، والدرجات اللونية التي بين الابيض والاسود تعكس هذا الضوء بدرجات مختلفة ، وكلتا الحالتين هما اساس عمل التصوير حيث يكون الاصل المراد تصويره به كثافات لونية بين المعتم والناصع وهذه الكثافات تمتص وتعكس الضوء على حسب درجة الكثافة وهذا هو الذي يترجم الدرجات اللونية على الفلم .ولكن هناك بعض الحالات في التصوير كانت تسبب مشاكل للمصور، ولكن لابد وان يوجد لها حل وهي ان جميع حالات التصوير يسقط عليها الضوء من الخارج فيتم الانعكاس والامتصاص لتصل كمية الضوء المطلوبة للفيلم.العدسات:العدسة هي القطعة الاساسية في الة التصوير ولها اكبر الاثر في قيمة الالة ، وقد تكون العدسة مكونة من قطع زجاجية واحدة ، او تكون مكونة من اكثر من قطعة ، بعضها مقعر والاخر محدب وجمعت بنظام خاص حيث تمثل مجموعة هذه القطع معاً(عدسة مجمعة).ولكل عدسة بؤرة تتجمع فيها الاشعة المارة خلالها وتعرف البؤرة بأنها النقطة الواقعة على محور العدسة والتي تتجمع فيها الاشعة الموازية للمحور بعد نفاذها من العدسة المحدبة وتعرف هذه النقطة بأسم (البؤرة الاصلية) والبعد البوري للعدسة المحدبة هو البعد بين البؤرة الاصلية ومركز العدسة ، وهناك العدسة المحدبة من الوجهين ، والعدسة المقعرة من الوجهين ، او عدسة محدبة من وجه ومستوية من الاخر – المقعرة من وجه ومستوية من الاخر ، وعديد من العدسات وكل منها له عمله من حيث تجميع الاشعة ، او تقريبها والنوع الذي يكون شائعاً هي العدسات المجمعة.وكلما كانت العدسات مصنوعة بدقة ومن مواد جيدة كلما تلافت فيه
بين النظامين الفوتغرافي والالكتروني
نشر في: 31 يناير, 2010: 04:53 م