TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أزمة التدخلات الامنية.. أزمة الجرح النرجسي

أزمة التدخلات الامنية.. أزمة الجرح النرجسي

نشر في: 31 يناير, 2010: 04:56 م

علي حسن الفواز(1-2)بات من البداهة بمكان ان يتزامن  الحديث عن الاشكاليات السياسية والامنية التي تواجه المشهد العراقي مع الحديث عن اجندة واسعة ومعقدة لاخطار بنيوية تواجه مشروعه  السياسي، اذ تنتظم هذه الاخطار  وتمظهراتها  في سياق مرجعيات سياسية تكشف عن حجم وطبيعة التدخلات التي تأخذ اشكالا امنية ولوجستية من قبل  بعض دول الجوار وتحت يافطات مختلفة،
 فالبعض يشرعن هذه التدخلات في سياق الدفاع عن الامن القومي والاقليمي وعدم وضوح معطيات الواقع العراقي الجديد بعد الاحتلال الاميركي، والبعض الاخر يضعها في سياق ما تفترضه قراءة طبيعة الصراع  داخل الواقع العراقي  وما تركه من تداعيات واخطار وصراعات لها انعكاساتها السلبية والغائمة والتي باتت هي السمة الغالبة في منظور العديد من المحللين السياسيين وحتى بعض القادة السياسيين والامنيين على مرحلة مابعد الاحتلال الاميركي وعلى اصطفاف القوى والمكونات القومية والطائفية وحساباتها السياسية والامنية.والبعض الاخر يؤسس مواقفه وتحفظاته في سياق الخوف من استشراء الظاهرة العراقية الجديدة وانعكاساتها على(طبائع)الانظمة العربية وخصوصية مرجعياتها المركزية في الحكم وفي هيمنة مفاهيم تقليدية للامن القومي. ناهيك عن خطورة تداعيات اعادة انتاج ظاهرة الاحتلال الاستعماري بكل ندوبها واشكالاتها في ظل عالم بات يتعولم في خصوصياته وفي علاقاته الدولية الاقتصادية والسياسية والثقافية، مثلما تمثل هذه الظاهرة انتهاكا للمفاهيم التقليدية للسيادات والهويات الوطنية والتي اصطدمت مع نشوء ظاهرة(الدولة الوطنية) بظواهر الاستبداد السياسي وتصاعد مدّ الاصوليات السياسية والايديولوجية والدينية، فضلا عن صعود نموذجها(العسكري) المهيمن على السلطة/المعسكر، واحيانا السلطة/الحزب، والتي انعكست فيما بعد على انتاج ازمات اكثر تعقدا خاصة فيما يتعلق بازمات الامن القومي وازمة الصراع العربي الاسرائيلي وازمة العلاقة مع الجمهور.ولعل تداعيات الحرب العراقية الايرانية ومرحلة ما بعد غزو الكويت تمثل نتيجة فاضحة لازمة هذا النموذج في فقدان اهليته، وفي فقدان هويته القديمة ذات التوصيف الثوري والقومي والوطني، اذ انها خلقت واقعا وطنيا مأزوما بالصراعات الداخلية، مثلما خلقت واقعا عربيا واقليميا هشا، فضلا عن تحويل المنطقة الغنية في الخليج الى ترسانة مسلحة لاميركا والغرب والتي بدت وكأنها مهيئة للحرب في أي لحظة، وهذا ما لم تدركه السياسات العربية التي اسهمت عبر انماط سياساتها المحلية وعبر لعبة انتظارها السلبي في انتاج لعبة الاحتلال الذي هو جزء من ازمة السلطة اكثر من كونه جزءا من ازمة الخارج، والذي اسهم ايضا في تصاعد مد الاصوليات وتعقيدات الاسلام السياسي، تلك التي انتجت نوعا من العقد السايكوباثية التي استفزت عقدة الجرح النرجسي القديم للعقل العربي، عقل السلطة والقبيلة والمعسكر..rn ازمة الجوار.. جوار الازمة التوصيف الاشكالي لازمة العلاقات السياسية  وتراكماتها هو  الذي دفع العديد من الدول الاقليمية الى تبني سياسات(حمائية) ارتهنت في قلقها المشوب بالحذر والغلو والريبة عبر الاستعانة بقوة الاخر، والنظر الى الازمات الاقليمية وما يهددها من اخطار بنظرة هذا الاخر وحساباته السياسية والامنية، وهو ما انعكس على النظر لطبيعة التطورات الحادثة في المشهد العراقي، اذ ان نشوء الظاهرة العراقية بتعقيداتها الصعبة قد اسهم في تفجير نوع من(الصراع)الواقعي حول مفاهيم الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان والسلطة والطائفة والشراكة والمواطنة وغيرها، مثلما اعاد الى الواقع ذاته مجموعة من الثنائيات الصراعية التي  ظلت بعيدة عن اشتغالات العقل السياسي والثقافي العربي التقليدي مثل الاحتلال والمقاومة، الحرية والاستبداد، النظام التعددي والنظام المركزي، الاسلام والاخر، وهذه الثنائيات اطلقت العنان لمكبوتات اصولية وسلفية للتعبير من منظورها المتطرف للتعددية وللهويات وخصوصياتها وعبر طرائق بررت العنف والارهاب ودعم الجماعات المسلحة وكل القوى المناهضة لما حدث في العراق بعد احتلاله في التاسع من نيسان2003، بقطع النظر عن طبيعة النظام السياسي الاستبدادي السابق ومواقفه الاشكالية من الامن القومي ودوره في تعقيد هذا الامن عبر اشعال حروب عبثية في المنطقة كان لها الاثر السلبي على تدهور العلاقات العربية العربية، وتبرير تواجد قوات التحالف الغرب اميركي في منطقة الخليج العربي، والتي جعلت العراق يعاني من حصار دولي منذ غزو الكويت عام 1990، اذ ان ما اسبغ على  صياغة هذه المواقف يعود الى  المرجعيات الايديولوجية اكثر من ارتباطه بمرجعيات سياسية، فضلا عن حساسية المنظور الامني  التي جاء مع معطيات نشوء(الدولة) العراقية الجديدة، وطبيعة علاقتها مع قوات الاحتلال الاميركي والقوى المتعددة الجنسيات الاخرى، ناهيك عن الموقف التقليدي الانفعالي من الولايات المتحدة الاميركية جراء سياساتها المنحازة الى اسرائيل في الصراع العربي الاسرائيلي، والذي يستبطن ايضا موقفا اشكاليا ازاء الاخر المسيحي وهو ما اكدته احدى توصيفات ابن لادن للصراع مع الولايات المتحدة.ورغم كل الجهود السياسية والدبلوماسية التي سعت الى اعادة تنظي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram