اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صورة باقر النجفي في قطار لندن

صورة باقر النجفي في قطار لندن

نشر في: 17 أغسطس, 2016: 06:59 م

ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد يعشق الأحزاب ويهيم غراماً بزعمائها الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن ويزدري، ويحتقر الطائفية والهيمنة على مقدّرات البلاد، وهناك بين هذا وذاك مَن يسمّى الأغلبية الصامتة التي تذهب للانتخابات ليس حبّاً بفلان أو كرهاً لعلّان، لكنها تخاف على رزق أطفالها الذي يتحكم به " مجاهدو " العراق الجديد، الذين يتناسلون يوماً بعد آخر، في ألوان جديدة وطبعات أخيرة، ليس آخرها بالطبع السيد باقر النجفي الذي أخذ في الأسابيع الأخيرة يصول ويجول بين أروقة وزارة الداخلية، من دون أن يسأله أحد مَن أنت وماذا تريد؟ سيتّهمني البعض بـ " العبط " فهل يجرؤ أحد مهما علا شأنه أن يسأل أصحاب البدلات المرقّطة والنياشين: من أنتم وماذا تفعلون؟ سيُتّهم بالخيانة حتماً، وسيوضع اسمه على قائمة الذين يقبضون بالريال السعودي من السفير سبهان، أليست أحزابنا العتيدة ومعها الحكومة الرشيدة، كانت قد قررت قبل سنوات وفي لحظة تاريخية مهمة أن صواريخ واثق البطاط وحدها يمكن ان تؤسس لعراق تعددي، وأن العناية بـ" طلّة " حنان الفتلاوي هي التي ستحمل السرور والحبور إلى هذه البلاد!
اعذروني فأنا في مرّات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ، أو أُشاهد مثل هذه الفعاليات " الطريفة، هل أضحك من العبث والكوميديا السوداء، أم أصمت من شدّة الكآبة والحزن، من أبرز المضحكات والمبكيات التي حاصرتني أمس إعلان مفوضية الانتخابات، تسجيلها 68 حزباً حتى الآن، الشيء المفرح أن من بين هذه الاحزاب 33 حزبا جديدا، سيدخل الى ساحة الصراع على المكاسب والمغانم، واذا كانت 35 حزباً قد سرقت ترليون دولار خلال 13 عاما، فإننا بحاجة الى ترليون آخر نوزّعه على " زعاطيط " السياسة الجدد.
عشنا خلال الأعوام الماضية مع أحزاب طائفية ودينية رفعت شعار" من خالفها فهو خائن وعميل". ومزقت ستارة الوئام والوفاق الوطني.
أيها العراقيين اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ربما ساذجاً: انسوا الديموقراطية العراقية الجديدة. وتعالوا نقتدي ببلد مثل الهند، او مثل سنغافورة، تعالوا ننتخب أحزاباً لا تلغي أحداً ولا تخوِّن أحداً ولا تعزل أحداً، بل تدعو جميع الناس إلى المشاركة في إدارة الحياة وبناء المستقبل، تعالوا نتفق أنّ مجلس النواب مكانا للخدمة العامة، وليس للصراخ والشتائم ولا للكمات كاظم الصيادي، وكلّ ذلك لا يحتاج إلى 68 حزباً فاشلاً، ولا إلى خطابات محمد الصيهود، ودموع صالح المطلك وتقلبات جمال لكربولي. يحتاج فقط الى ساسة صادقين مع انفسهم اولا، هدفهم بناء وطناً صحياً، لامكان فيه لصورة باقر النجفي، وانما المكانة للقطة انسانية بطلها رئيس حزب العمال البريطاني، الذي شاهدنا صورته أمس وهو يفترش ارضية القطار بعد أن نفذت المقاعد، رافضا ان يجلس في مكان مميز. سيقول البعض انها اضغاث احلام، واقول فليكن لنحلم بالامل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أبو أثير

    سيدي ألأستاذ القدير ... العتب ياسيدي الكريم ...بوجود مثل هذه الشخصيات الكارتونية المضحكة من الموضة الجديدة من معتمري العمائم الملونة وأطالة اللحي ... ليس على الشخصيات نفسها المضحكة .. أنما العتب وكل العتب على المعممين المتدينين ألأسلاميين الذين يقبلوا وير

  2. ام رشا

    استاذ علي المحترم انا شخصيا ارى انه طالما الاحزاب الحالية ومجلس النواب المنبثق عنها لم يحققوا للشعب العراقي سوى الاقتتال الطائفي والفساد وداعش والميليشيات فمن الافضل ولكي يسير البلد بمساره الصحيح ليس هناك من حل لانقاذ البلد سوى الغاء98 الاحزاب وحل البرلم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram