لماذا قطع فنسنت فان غوخ أذنه؟ وأي مرض أصابه وقتها ليقوم بهذا الفعل؟ ولماذا قتل نفسه بعد ذلك بطلقة من مسدس؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المهمة التي تتعلق بحياة وموت هذا الفنان، يجيب عليها لأول مرة متحف فان غوخ وهو يقيم له معرضاً جديداً وفريداً تحت عنوان (على حافة الجنون) والذي يستمر الي نهاية هذا الشهر. ينقلنا المعرض الى آخر سنة ونصف في حياة الفنان. وهنا تحكي لنا لوحات وتخطيطات ورسائل تلك الفترة القصيرة حكاية صراعه مع المرض. وقد جاءت فكرة إقامة المعرض بسبب بعض الأوراق والوثائق التي اكتشفت مؤخراً، والتي تعود الى الطبيب الذي فحصه بعد حادثة أذنه الشهيرة، وقد أشار الطبيب وكتب تفاصيل كثيرة، حتى أنه قد قام برسم تخطيط للأذن المقطوعة وحدد مكان القطع، ليظهر لنا بما لا يقبل الشك بأن فنسنت قد قام بقطع كل أذنه وليس جزءاً صغيراً منها كما هو شائع. وقد قورنت هذه المعلومات الجديدة مع بعض الرسائل والشهادات القديمة في مستشفي الأمراض العقلية لتثبت صحتها.
يسلط هذا المعرض المهم ايضاً الضوء على الظروف والملابسات التي لقي فيها حتفه، ويزيح الستار عن انتحاره وتفاصيل مرضه وكل الظروف التي أحاطت بذلك، حيث سيعرض لأول مرة المسدس الذي يرجح بأنه هو نفسه الذي استعمله الفنان عند انتحاره سنة ١٨٩٠، والذي عُثر عليه في نفس مكان الانتحار بعد سنوات طويلة. وقد فحص مجموعة من الخبراء هذا المسدس فاتضح بأنه بقي مدفوناً هناك لأكثر من ثمانين عاماً، لهذا صرح الخبراء بأنه لابد وأن يكون هو ذاته الذي استعمله فنسنت، لأنه من المستبعد ان يُدفن بنفس المكان وفي نفس الفترة اكثر من مسدس!! اذن هذا هو المسدس الذي يتزاحم الناس الآن لرؤيته كونه كان السبب في موت فان غوخ، الذي صوبه نحو صدره وأطلق النار ، لكنه لم يمت في الحال بل سقط على الأرض مضرجاً بدمائه، وحين أفاق قليلاً بدأ يبحث من جديد عن المسدس الذي سقط من يده في الحقل، لكنه لم يستطع إيجاده، لهذا سار بصعوبة نحو غرفته ليستلقي على سريره هناك ويفارق الحياة بعد ثلاثين ساعة من الحادث متأثراً بجراحه.
خمس وعشرون لوحة يقدمها لنا المتحف في هذا المعرض، وقد استعار بعضها من متحف بوشكين، مثل اللوحة الشهيرة التي رسمها فنسنت لنفسه ويظهر فيها بوجهه المتعب ولفافة من الضماد تستدير على رأسه لتغطي أذنه المقطوعة. وكذلك مجموعة من التخطيطات وعدد من الرسائل الأصلية والمستندات التي تعود لتلك الفترة، مثل تقرير الشرطة والعريضة التي وقّع عليها مجموعة من أهالي مدينة آرل جنوب فرنسا لأجل وضعه في مصحة. كل من يدخل لهذا المعرض ويتجول بين معروضاته ومفرداته يستطيع ان يتلمس الأجواء التي صاحبت الفنان في الأشهر الأخيرة من حياته، ويستطيع الزائر ان يتابع انكسارات وعنف اللون والعجائن التي كان يضعها على سطوح قماشاته. كان يصرخ مع اللون أكثر مما ينسجم معه وكان يتألم أكثر مما يرسم.
سَيُنَظِّمُ المتحف أيضاً، منتصف هذا الشهر سمبوزيوم حول فان غوخ ومرضه وأعماله التي ضمها المعرض، وسيتركز الحوار حول التفاصيل التي عانى منها بالضبط في تلك الفترة من حياته، وسَتُطرح تفاصيل جديدة تضاف الى ما نعرفه عن مرضه وإنجازه الفني وموته المبكر، وبالتأكيد سيكون السؤال الرئيسي هنا هو، هل هناك علاقة تربط بين الفن والجنون؟ سيتناول كل ذلك مجموعة من علماء النفس والأطباء ومؤرخي الفن، والجمهور أيضاً.
مسدس فان غوخ
[post-views]
نشر في: 19 أغسطس, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...