تبدأ حكايتنا في منتصف سنة 1856 ، وفي مدينة صغيرة تسمى فرايبرج ، كانت تابعة للإمبراطورية النمساوية، وهي الآن جزء من جمهورية التشيك حيث ولد طفل لأب كان يعمل في تجارة الصوف ، صارم الطباع متسلط في البيت ، كانت أمه تريد ان تسميه جوزيف على اسم
تبدأ حكايتنا في منتصف سنة 1856 ، وفي مدينة صغيرة تسمى فرايبرج ، كانت تابعة للإمبراطورية النمساوية، وهي الآن جزء من جمهورية التشيك حيث ولد طفل لأب كان يعمل في تجارة الصوف ، صارم الطباع متسلط في البيت ، كانت أمه تريد ان تسميه جوزيف على اسم والدها ، لكن الأب أصر على ان يسميه سيجموند ، ليحمل الاسم الثلاثي سيجموند شلومو فرويد . ولد هذا الطفل الذي سيعنى بآلام النفس ومشاغلها وهمومها في أسرة تعج بالمتناقضات ، الام فتاة صغيرة حسناء لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها ، فيما تجاوز الأب ،الذي كان يعاني من العصاب، الخمسين من عمره ، وهو يثير مشاعر الكره عند الطفل الصغير ، الذي يشعر بالمنافسة بينه وبين أبيه على عطف أمه ورقّتها . في العام الثالث من عمره ولدت شقيقته الصغيرة ، فعرف لأول مرة معنى الغيرة ، ولهذا يخبرنا في كتابه "حياتي والتحليل النفسي" أن أسعد وأجمل سنيّ حياته هي تلك الثلاث سنوات الأولى من عمره .ونراه في كتابه المثير "مدخل الى التحليل النفسي" يؤكد على ان الأساس التكويني للحياة النفسية عند الإنسان يتم في السنوات الثلاث الأولى من العمر . وقد ظل فرويد يسترجع تلك السنوات وأحلامها فيما بعد لتكون من أهم العناصر التي بنى عليها نظريته في علم النفس ، وأيضا لتكون مدخلاً لكتابة الكبير "تفسير الاحلام" الذي يعد الى جانب "رأس المال" لكارل ماركس و"النظرية النسبية" لآينشتاين ، أهم ثلاثة كتب غيرت مجرى التاريخ البشري .
عندما بلغ الرابعة من عمرة أصيبت تجارة والده بالكساد ، وانتهى الأمر بالعائلة المكونة من الأب وزوجتين وتسعة أولاد وعدد من الأحفاد ان تنتقل الى فيينا، وهناك يلتحق الطفل فرويد بالمدرسة الابتدائية التي يثبت بها تفوقاً ، حيث ظل الأول على مدرسته لمدة سبعة أعوام ، وظهر تفوقه الخارق في حفظ اللغات، فلم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره إلا وكان يتقن الانكليزية واللاتينية والفرنسية بطلاقة . وبعد سنتيين نراه ينكب على دراسة الإيطالية والإسبانية ، لكن أكثر ما أثار اهتمامه وهو في سن الخامسة عشرة هو الفلسفة . كان يحلم بأن يصبح مثل الفيلسوف الألماني هيغل، ونراه وهو في السادسة عشرة من عمره يكتب كراساً صغيراً يسجل فيه إعجابه الشديد بصاحب كتاب "أصول فلسفة الحق"، حيث نقرأ في الكراس الصغير الذي ترجم الى العربية من قبل مصطفى صفوان أن عبارة هيغل التي جاءت في مجلده الضخم عن الأخلاق : "إن ميولنا وانفعالاتنا الطاغية التي هي في نظر الأخلاق أصل الشر، لا ينبغي محاربتها واقتلاعها في النهاية، بل يجب ترويضها وجعلها تجري في قنوات الأخلاق الاجتماعية وما فيها من نظم وعادات" . هذه العبارة ترافق فرويد سنوات طوال وهو يدرس السلوك البشري . عندما بلغ السابعة عشرة من عمره دخل جامعة فيينا لدراسة الطب، وبعد ثماني سنوات تجبره الأحوال المادية المتردية لعائلته على ترك الأبحاث للعمل في أحد مستشفيات فيينا طبيباً مبتدئاً ، ونراه يكتب في كتابه "حياتي والتحليل النفسي" ان تلك السنوات التي قضاها في المستشفى مكنته من التفرغ لكتابة المقالات عن طبيعة المخ ، الأمر الذي دفع أستاذه أدينجر ان يطلب منه التفرغ نهائياً لدراسة المخ ويعده بأن يجد له مكاناً في معهد التشريح ، لكنه يرفض العرض، فقد كان في قراره نفسه يشعر ان هذا الأستاذ يريد ان يستغل نبوغه وأنه لايحمل له مودة خالصة . لكنه في المقابل يلتقي بأستاذ آخر سيكون له تأثير كبير على مساره العلمي هو "آرنست بروكة" الذي يشير إليه في أحد أحلامه بأنه الشيخ "بروكة" او "بروكة العجوز"، فقد كان ذلك الرجل فناناً في مغامراته وبحوثه العلمية .
في معمل بروكة يقضي فرويد ست سنوات يعمل ليل نهار ، وقد بهرته الأبحاث الفسيلوجية الطريفة التي كان يجريها بروكة الذي طلب منه ان يتخصص في دراسة المخ والأعصاب . وأدى ذلك الى تضحية من العائلة الفقيرة التي تركت له حرية الاختيار ، فاختار ان يتفرع لبحوثه التي لم تكن تؤدي الى أية فوائد مادية ، لاسيما في نظر عائلة كانت تعيش أوضاعاً مالية صعبة . وقد سهلت له أبحاثة التي نشرت في المجلة الطبية الحصول على منحة دراسية في فرنسا ليدرس الأمراض العصبية .
وفي سبيل تلك الدراسة نجد فرويد يؤجل زواجه خمسة أعوام ، ويؤكد لخطيبته وهو يعانقها انه سيعود الى فيينا بعد ان يحقق حلمه ، كان قد حزم ملابسه وأخذ معه كرسيه الخشبي "بدون ظهر"، وابتاع أرخص تذكرة قطار الى باريس ليبدأ رحلة الألف ميل الى التحليل النفسي . كانت شخصية فرويد قد تشكلت ، وتعلّم ان بالبحث والمثابرة يمكن إدراك ما يبدو مستحيلاً . كان يخفي مشاعره خلف قناع من الذكاء البارد والفطنة ، وقد كتب لخطيبته مارتا برنايس يقول :"علينا الاهتمام بالأشياء وليس بالأشخاص"، الأمر الذي يظهر كيف تغلب فرويد على الحرمان العاطفي والعجز المالي ، لكنه وجد في باريس ومعاهدها وجبة دسمة علمياً وثقافياً.
"يكتب في رسالة الى احد الاصدقاء :" كان عقلي مركزاً في دراستي ، وقد قسمت وقتي بين المناهج والجزء العملي في المختبر والدراسة في المكتبة ، وكنت اعمل في المختبر في الأمسيات حتى وقت متأخر من الليل ، وكان كل ما أراه أو أتعلمه يمثل شيئاً ساراً ومبهجاً بالنسبة لي ، كان ذلك بمثابة عالم جديد انفتح أمامي ،عالم العلوم الذي سمح لي بالدخول إليه بكل حرية ".
************
العام 1900 يفاجئ سيجموند فرويد العالم بكتاب مثير ومدهش ، حيث تصدر الطبعة الأولى من كتابه الضخم "تفسير الأحلام" ، وكان قبلها قد أصدر كتيباً صغيراً أسماه "الحلم وتأويله" لم يثر الاهتمام، حتى انه قال لزوجته "يبدو ان البعض لايزال يعتقد ان الكتابة عن الأحلام أشبه بالكتابة عن الخرافات ."
الا ان كتاب الأحلام ايضاً يستقبل عند صدوره استقبالاً سيئاً من معاصريه ، وها هو أستاذه ليبمان يكتب عنه قائلا :"لقد انتصرت في هذا الكتاب الأفكار الخيالية للفنان على البحث العلمي" ، فيرد على أستاذه محاولاً ان يقدم تفسيراً علمياً لنظريته فيلخصها بالقول :"جميعنا يرى البيوت بواجهاتها الخارجية المختلفة ، انها تشبة الكائنات البشرية ، ومحاولة الغوص في أعماق أحلامها هي التي تمكننا من معرفة أسرار هذه النفس ، كما يخترق المرء البنايات لاكتشاف دواخلها" .
في فصل مهم من كتابه "الأحلام بين العلم والعقيدة" ينبهنا عالم الاجتماع علي الوردي الى عظمة فرويد فيكتب :"ما يجب ان نعترف به قبل كل شيء هو ان فرويد باحث مبدع ، وله في العلم مكانة لايستهان بها ، ويمكن تشبيه فرويد بكولومبس الذي اكتشف القارة الأميركية ، وحين نرجع اليوم الى إنجازاته نراه من اولئك المبدعين العظام الذين انتجوا الأفكار الجديدة فقام عليها الرقعاء يتهمونه بالرقاعة .
في مقدمة كتابه "الأحلام" يكتب فرويد :"ان هدفي الأول ان أثبت بصورة قاطعة ان تفسير أحلامنا على ضوء المنهج كفيل ان يدلنا على الصلة بين موضوع أحلامنا وما تضطرب به نفوسنا من الشواغل ، حتى اذا تم الوصول الى هذه الغاية بينت للقارئ كيف ان ما يتراءى لنا في الأحلام لابد ان يتلوى مبناه وتغمض معالمه من النشاط النفسي ذاته" .ونراه عام 1931 يسجل رأيه في كتابه "الأحلام" فيقول عنه :"انه حتى فيما أرى اليوم يحوي أثمن الكشوف التي شاء حسن الطالع ان تكون من نصيبي ، فمثل هذا الحدس لايأتي العمر مرتين " .
ولعل الاهتمام بالأحلام قديم قِدم الاهتمام بعلم النفس ،ونجد في كتاب ارسطو الشهير "رسالة في النفس" تفسيراً للأحلام بأنها ليست رسائل ترد علينا من الآلهة وانها لاتكشف لنا شيئاً من المصادر الخارقة للطبيعة . ويقر أرسطو ان الأحلام هي لون من النشاط الإنساني النفسي يصدر عن النائم بحسب الظروف التي يكون عليها نومه ، وقد لاقت نظرية ارسطو ترحيباً من الفلاسفة في العصر الحديث ، واطلق الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون عليها اسم "الحافز الحسي" حين ألقى عام 1901 محاضرة في موضوع الأحلام قال فيها : ان الحواس لاتتعطل عن أداء وظيفتها اثناء النوم ، وكل اثر يقع عليها يؤدي بالنائم الى رؤية حلم مستمد منه ، فاذا كانت قدماه مثلا غير مستقرتين على نقطة ارتكاز ، رأى كأنه طائر في الفضاء ، واذا أضيئت أمام عينيه شمعة تحول الضوء في حلمه الى حريق ، واذا انطلقت حوله أصوات شجار ، حلم كأنه يرى ثورة ومظاهرات وصداماً مع الآخرين".
وبرغسون يقول إننا في الحقيقة لاننام ، وإن حواسنا ايضا لاتنام وانما هي تنعس فقط وتسترخي، بمعنى اننا نظل نحس ونظل نرى ونظل نسمع في اثناء النوم ، وبذهب اكثر من هذا ، حيث يؤكد انه حتى في اليقظة تستطيع الذاكرة ان تشكل رؤية وهمية تشبه ما يحدث في الأحلام . ما الفرق إذن بين الحلم واليقظة ؟ يجيبنا برغسون في كتابة "الطاقة الروحية" بالقول ان "الفرق هو في درجة اليقين ، ودرجة الدقة ودرجة الصدق ودرجة التطابق بين واقع الإحساس وواقع التذكر".
ويضرب لنا مثلاً بحلم من أحلامه فيقول :
- كنت احلم أني أخطب في جمهور ، ثم بدأت اسمع همهمة في القاعة وبدأت الهمهمة ترتفع وترتفع حتى أصبحت صخباً مدوياً ، ثم ضجيجاً مرعباً ، ثم بدأت أميز بينها صيحات واضحة تتردد بايقاع منتظم : أخرج بره أخرج بره.
- وتيقظت مرعوباً لأجد ان الكلب يعوي في الحديقة ، وعواؤه يتردد بإيقاع منتظم ينطبق على الفقرات التي كنت أسمعها "أخرج بره اخرج بره" . لم يقل لنا ما السر في الضجة التي تتهافت عليه في الحلم ، وهذا عيب اخبرنا فرويد بعد سنوات انه حاول الاجابة عنه في كتاب "تفسير الأحلام".
************
ما هي إذن نظرية فرويد التي اراد ان يشرحها في كتاب تفسير الاحلام ؟
انها دراسة في الرغبات المدفونة في النفس منذ أيام الطفولة ، ومحاولة لتلبية الرغبات التي حرمنا منها بحكم الأخلاق والدين وتقاليد المجتمع وتحقيق لما لايمكننا تحقيقه في الواقع وما لايليق ان نفكر فيه في يقظتنا ونحن بكامل وعينا . بل أن الأحلام بمجموعها هي تحقيق لرغبات عليا ، فبدلا من ان نتيقظ لأننا نشعر بالعطش ، نحلم بأننا نشرب ونشرب من الماء ، الحلم اذن هو قضاء رغبة ، وهي ليست اية رغبة، انها رغبات الطفولة ، وغالباً ما تكون رغبات جنسية مخجلة .
ونظرية فرويد في الأحلام هي نفسها نظريته في الهيستريا والأمراض العصبية ، فالأعراض العصبية التي تصيب الإنسان ما هي إلامحاولة للتنفيس عن رغبة مكبوتة ، فالرجل الذي يكبت إحساساً بالذنب قد يصاب بوسواس النظافة ، وقد يعمد الى غسل يديه مرة بعد اخرى ، والعقل الباطن ،كما يتصوره فرويد، لاينتظر الى منتصف الليل لكي ينشط في الأحلام ، انه يعمل ايضا في اليقظة ، وكل زلة لسان تقع فيها انما تكشف عن رغبة باطنة تحاول إخفاءها . هذا هو رأي فرويد .
وسواء قبلنا نظريات فرويد هذه أو لم تقبلها، فقد كان لها تأثير منقطع النظير على الفكر الحديث ، لقد صاغ فرويد افكاراً ومصطلحات في محيط المناطق المجهولة من العقل، صارت جزءاً من حياتنا اليومية، واليوم نحس بآثار تعاليمه كل مجال من المعارف من الأدب والفن والدين وعلم الأجناس البشرية الى التعليم والقانون وعلم الاجتماع وعلم الإجرام والتاريخ .
وبسبب فرويد، تختلف فكرة الناس اليوم عن انفسهم، يعتقدون ان افكار فرويد مثل تأثير والأساس الجنسي لاضطراب وظائف الأعصاب،ووجود الغريزة الجنسية لدى الأطفال وأهميتها، ووظيفة الأحلام، وعقدة أوديب، والكبت والمقاومة وقراءة الأفكار، يعتقدون ان هذه الأفكار أمور عادية، ثم ان عيوب الإنسان كفلتات اللسان ونسيان الأسماء وعدم القدرة على تذكر الروابط الاجتماعية، تتخذ اهمية جديدة عند النظر اليها من وجهة نظر فرويد. ومن الصعب الآن إدراك مقدار الرفض والاعتراض الذي كان على فرويد ان يواجهه عند نشر نظرياته .
يقرر فرويد في أعظم نظريات التحليل النفسي جدلاً، انه تحت تأثير الشهوة الجنسية، تنمو في الطفل إحساسات جنسية نحو والديه مبتدئاً بأولى اللذات الجنسية المشتقة من التغذية بثدي امه، فتكون لدى الطفل صلة حب لأمه، وعندما تتقدم به السن، ولكن في سن مبكرة تنمو لدى الطفل الذكر انفعالات جنسية قوية نحو أمه، بينما يمقت أباه ويخافه كمنافس له.
اما الطفلة الأنثى فقد تبتعد عن صلتها القريبة بأمها وتقع في حب أبيها وتصير الأم موضع كراهيتها. ومنافسة لها. وبتطبيق هذه النظرية على الطفل الذكر، يطلق عليها اسم "عقدة أوديب" التي أخذت اسمها من الشخصية الأسطورية الإغريقية القديمة "اوديب" الذي قتل أباه وتزوج امه ، وقال فرويد ان عقدة اوديب موروثة عن أسلافنا البدائيين الذين قتلوا آباءهم في ثورات الغيرة..وعندما يصل الشخص الطبيعي الى طور البلوغ تنمو فيه الدوافع الأوديبية.. أما الأفراد الضعاف فقد لاينجحون إطلاقا في قطع الصلة بالأبوين، وبذا ينقادون الى سلسلة من الاضطرابات النفسية.
كان كتابه "تفسير الأحلام" اول محاولة لدراسة عملية جديدة لهذه الظاهرة.. وقد أبدى فرويد ملاحظته بعد نشر ذلك الكتاب بواحد وثلاثين عاماً، "بأنه يتضمن، حتى بعد حكمي في هذا اليوم الحاضر، اعظم الاكتشافات التي ساعده الحظ في ايجادها، واكثرها قيمة". وتبعا لفرويد "يحق لنا ان نؤكد ان الحلم هو الإنجاز المستمر، لرغبة مكتوبه". يمثل كل حلم دراما في العالم الداخلي "فالاحلام دائماً نتيجة صراع". وقال فرويد: "والحلم هو حارس النوم.. ووظيفته مساعدة النوم، لا ازعاجه فيطلق سراح التوترات الناتجة عن رغبات لايمكن تحقيقها".
تغدو الطبيعة الثورية لافكار فرويد ، من خلال دخوله مجالاً لم يرتده أحد قبله إطلاقاً، وهو منطقه اللاوعي في العقل البشري.
يكتب اريك فروم في كتابه مهمة فرويد: "هناك سبب قوي الى الاعتقاد بأنه بعد مئة عام منذ الآن، سيعتبر فرويد في مصاف كوبرنيكوس ونيوتن، كأحد الرجال الذين فتحوا أفقاً جديداً من آفاق الفكر.. فمن المؤكد انه في عصرنا هذا، لم يلق احد ضوءاً على أعماق عقل الانسان.. كما فعل فرويد".
قضى فرويد آخر ايام حياته في المنفى ، فبعد الاحتلال النازي للنمسا، اضطر الى مغادرة فيينا في عام 1938، فمنحته انكلترا حق اللجوء، ولكن سرطان الفم تسبب في موته في أيلول عام 1939.