نجح المنتخب الأولمبي في تسجيل حضور مميّز ومُلفت في أولمبياد ريو 2016 في ضوء الأداء الرجولي والكفاءة العالية التي ظهر بها الفريق على المستويات الفنية والمهارية والبدنية، وفي ذات الوقت ظهر الفريق بحاجة الى العمل لتعزيز مواطن القوة وأهمها المستوى البدني الجيد، وبالتالي لابد من تأشير السلبيات التي رافقت الأداء الفني من جهة والتركيز أيضاً على سلوك بعض اللاعبين الذي أثّر في أحيانٍ كثيرة على المستوى الفني، كما لوحظ العديد من الأمور الإدارية التي ينبغي أن تكون أكثر حدّة ومنها التصرّف الذي بدر من اللاعب علي عدنان عندما تم استبداله أمام جنوب أفريقيا وما أعقبها من تصريحات لم تكن مدروسة من قبل اللاعب.
من المهم أن تكون منظومة المنتخبات الوطنية تعمل ضمن نهج احترافي بعيداً عن الشجون التي خلفتها حقبة الهواية الطويلة، لكي يتفق النهج مع التطوّر الموجود في عالم المستديرة من الجوانب كافة.
نعم كانت مشاركة العراق في المحفل الأولمبي مهمة لدرجة كبيرة وكانت الفرصة سانحة للذهاب بعيداً في المنافسة على الميدالية الأولمبية إلا أن هذا الطموح لم يُكتب له أن يكون أفضل مما آلت اليه مسيرة المنتخب وملاكه الفني الذي سجل حضوراً إيجابياً في خضم منافسات كبيرة من هذا النوع.
على الاتحاد العراقي لكرة القدم الاستفادة من هذه التجربة وتحليل تفاصيلها بدقة ودراسة كل ما رافقها من أـحداث ولعلَّ من الأمور التي يجب أن تؤخذ بنظر الحسبان هي التعامل مع الإعلام بمختلف أنواعه وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي التي أثّرت بشكل أو بآخر على تركيز اللاعبين وأخذت منهم اهتماماً لم يكن له مبرر في أجواء يتطلب يها التركيز بشكل كامل على المباريات واستجماع القوى لبلوغ النجاح المنشود.
من حق الجمهور والمتابعين التعليق وإبداء الرأي بكل حرية من دون الإساءة والتجريح، لكن في ضوء تعدّد وسائل التواصل والنشر لا يمكن السيطرة على ما قد يَبدر من البعض من الذين يسيئون استخدام وسائل التعبير عن الرأي وفي هذه الحالة ينبغي توعية اللاعبين والمدربين والإداريين من خلال التعامل مع مجريات الأمور بطريقة أكثر حكمة ودراية بالعواقب وهي عملية ليست سهلة بالمرة لكنها مطلوبة، بل باتت ضرورة مُلحة.
بعد إسدال الستار على مشاركة المنتخب الأولمبي يتجه الاهتمام صوب المنتخب الوطني الأول بقيادة راضي شنيشل حيث تنتظره مباريات تحضيرية استعداداً لخوض غمار التصفيات الآسيوية ولا شك أن انضمام مجموعة من لاعبي المنتخب الأولمبي إلى المنتخب الأول سيكون له مردودات إيجابية تنسجم مع تطلعات وفلسفة الملاك الفني في طريق تحقيق أقصى فائدة ممكنة من المعسكرات التدريبية والتجارب الودية بانتظار تحقيق نتائج إيجابية تليق بالكرة العراقية وتسعد الجماهير الوفية التي تترقب بشغف كبير الشيء الكثير من أسود الرافدين متمنين للكرة العراقية العودة إلى طريق الإنجازات لاسيما أن العراق غزير بالطاقات والمواهب الكروية الواعدة. ومن المؤسف إنها مظلومة احترفياً لأنها تفتقر إلى أبجديات التسويق الرياضي وخصوصاً الطريق المؤدية إلى الاحتراف في أندية متطوّرة ودوريات عالمية من شأنها أن ترفع من مستوى اللاعب العراقي.
شجون عالم المستديرة
[post-views]
نشر في: 20 أغسطس, 2016: 10:24 ص