استيقظنا قبل يومين على صورة احتلت معظم صحف العالم، ومنها بالتأكيد صحف هذه البلاد، صورة الطفل السوري عمران ذي السنوات الأربع مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه، بعدها بساعات قلائل توالت برقيات الاستنكار والتنديد من معظم دول العالم.
منذ أيام وخبر حرق 12 طفلاً عراقياً يحتل صفحات الفيسبوك وتويتر ولكنه يقابل بتجاهل وصمت من قبل مسؤولينا السياسيين والأمنيين، باستثناء بيان خجول من وزارة الصحة لا يتعدى ثلاثة أسطر أراد أصحابه أن يذرّوا الرماد في العيون، فقد توصلوا إلى ان الحريق كان متعمداً!.
عشنا في قبل أشهر موجة برقيات الاستنكار التي قدمها ساسة العراق حول مقتل الاطفال الحوثيين، مسؤول كبير يصدر بيانا، وآخر يخرج على الفضائيات متأثر جدا، فيما اعلن التحالف الوطني تضامنه مع أسر الضحايا، وشاهدنا كيف ذرف أُسامة النجيفي ومعه قادة الحزب الإسلامي الدموع على ضحايا انقلاب تركيا، حيث كانت أفئدتهم معلّقة بحبل حزب الحرية والعدالة التركي، ولكن ماذا عن 12 طفلاً قُتلوا بوحشية؟ الأنباء خجولة ومترددة، فنحن الشعب الوحيد الذي لم يعد أكثر من أرقام في سجلات الموتى والمشردين، فيما رئيس مجلس النواب يحذرنا بأنه الآن يعانق علي لاريجاني من عاصمة القرار العراقي طهران ، ليُغيظ الذين يحاولون أن ينتصروا عليه داخل حلبة البرلمان.
تعوّدنا منذ سنوات، أن مشهد حرق أطفالنا ليس مهماً جداً، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولايستحق بيان من أعلى السلطات، ولا مؤتمر برلماني ولامجلس فاتحة تليق بحجم الضحية.
لا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية حتى من جزر القمر التي نرتبط معها بمعاهدة امنية وتنموية، نحن شعب لا يحب برقيات التعزية، لاحظوا أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد معنية بكارثة الكرادة التي ستتحول الى ملف يوضع في أحد الأدراج، فهي مشغولة بأمر السيد الباقر النجفي، البعض يقول اعتُقل وآخرون يؤكدون انه لايزال يتجول في أروقة الدوائر الامنية، وحسم " سيادته " الخلاف ، حيث اخبرنا امس في شريط فديو خفيف انه يعمل لصالح وزارة الدفاع " حصراً"، نعتذر عن سوء الفهم ، فلماذا اذن الاستغراب ، وكأننا نعيش ظاهرة فريدة، وننسى أننا عشنا أياماً طريفة مع وائق البطاط، وقبلها استمتعنا بحكايات الضباط الدمج الذين لايفكّون الخطّ، لكن الحظ فتح أبوابه أمامهم فتحولوا الى جنرالات في الجيش، ما كنا نراه في مشهد الطفل السوري الغريق " إيلان " جريمة، لا يستحق ان يهول في قضية مقتل اكثر من 40 طفلاً في تفجير الكرادة البعض منهم لم يعثروا على جثثهم حتى هذه اللحظة،كان معدّل القتل قبل عامين نحو 30 في اليوم، هذا العام تضاعف مرة ومرتين وثلاثاً، كلّ شيء يخضع لقانون النسبة والتناسب مع الاعتذار لحكيم الأمّة الذي قرأت أنه مهتمٌّ هذه الأيام بتوفير الكهرباء إلى البصرة، فقد أرهقته الدبلوماسية!
علامة استفهام أم تعجب؟!
[post-views]
نشر في: 20 أغسطس, 2016: 06:47 م
جميع التعليقات 2
بغداد
أستاذ علي حسين لا يظن احدا ان جرائم الاحزاب الاسلامودموية التي وضعت رقاب وأنفس أبناء ورجال ونساء واطفال وشيوخ العراق تحت سياط اسلحتها الفتاكة المتنوعة من ان تفجيرات الكرادة المتعمدة هولوكوست محرقة الأطفال الخُدَجْ سوف تكون اخر هذه الجرائم المخطط لها بدقة
ام رشا
استاذنا الفاضل ابتلى العراق بهؤلاء الجهله باميتهم بكذبهم بفسادهم بتطرفهم ودمويتهم لا شئ اهم من بقائهم في السلطه والصراع من اجل البقاء فلو ان لهم اهتمام بابناء شعبهم لاستنكروا تفجير ملجأ العامرية الذي راح ضحيته حوالي ٩٠٠ انسان بلا ذنب سوى انهم عراقيون ، و