اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جيـل المونديال

جيـل المونديال

نشر في: 21 أغسطس, 2016: 09:01 م

مرحلة جديدة يُنتظر أن تمرّ بها الكرة العراقية بعد أن تعاقبت عليها ظروف استثنائية أرخت من قبضة سيطرتها وأطاحت بشيء من هيبتها عبر سلسلة إخفاقات تراوحت أسبابها بين سقطات إدارية وهفوات تدريبية ونفاد خزين المهارات الفنية لبعض اللاعبين الذين رضخوا لحكم العمر بعد أن قدّموا عصارة جهدهم وسبقوا زمانهم من أجل تحقيق إنجاز هنا أو هناك.
المهمة تبدو في غاية الصعوبة والحساسية حينما  تزامنت عملية الإحلال والتجديد في صفوف أسود الرافدين مع أهم استحقاق دولي بانتظارهم المتمثل بالتصفيات النهائية المؤهلة الى كأس العالم 2018 وزاد عليها وقوعهم في مجموعة حديدية وضعتهم في مواجهة أولى مع أشرس منتخبات آسيا  المنتخب الاسترالي لتكون تلك المباراة الاختبار الحقيقي لرؤية ملامح جيل جديد بنكهة فنية ومهارية قادرة على حمل لواء الكرة العراقية لسنوات قادمة.
الكابتن راضي شنيشل قبِل التحدي وراهن على فلسفة تجربة المغيّب من اللاعبين الشباب وبعض المجرّبين من الحرس القديم الذين ابتعدوا عن المنتخب الوطني لأسباب عدة لعمل توليفة جديدة تكون جاهزة لخوض غمار التصفيات المونديالية بعيداً عن قائمة المنتخب الأولمبي التي كانت تخوض نهائيات أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل برغم أنها تضم صفوة اللاعبين الدوليين في خطوة حملت بين طيّاتها لغة الإصرار والعناد كردة فعل على وجهات النظر التي اختلف بها راضي وشهد بشأن اختيار اللاعبين لتشكيلة المنتخبين وحرص كل واحد منهما على نجاح مهمتهم .. وهو ما وضع المتابعين والجماهير في خانة التوجّس من تأثير تلك المناكفات على مسيرة كليهما في الاستحقاقين.
المعادلة وتجربة كلا المدربين ألقت بكل معطياتها على الواقع وانحازت الى آراء الخبراء ونصائح الصحافة الرياضية التي حذّرت بها من التفرّد بالرأي وعدم الاستماع الى الصوت الناصح، فالمنتخب الأولمبي خرج خالي الوفاض من الأولمبياد مع أنه كان مدجّجاً بخيرة اللاعبين ومنح فرصة استعداد مثالية ودعم منقطع النظير ومنافسين كانوا في متناول اليد إلا أنه افتقد الى القيادة الفنية التي ترتقي الى مستوى الحدث العالمي وظهر الضعف الهجومي بعد أن طغت الأنانية والفردية والتسابق على إهدار الفرص بشكل غريب منذ المباراة الأولى من دون أن يكون هناك تحرّك ومعالجة من قبل الملاك التدريبي لفرض الجماعية ونكران الذات في طرق مرمى الخصوم ، وبالمقابل فإن شنيشل ذهب هو الآخر بخياراته وخاض المباريات التجريبية وخسر كل مواجهاته الأربع ووصل الى قناعة بضرورة الاستعانة بلاعبي الأولمبي ليشكّلوا أعمدة منتخب الأحلام القادم.
لا نُريد أن نترك الأحداث التي مرّت خلال الأيام الماضية من دون أن نخرج منها بدروس وعِبَر نُدعِم بها مسيرة المنتخب الوطني في رحلة الوصول الى روسيا وخاصة أن قلب المنتخب الأولمبي يكاد الآن يحرّك الوطني ويمتلك كل عناصر الثبات والقوة وسيكون بتواجد المحترفين أكثر بِأساً وصلابة إذا ذهبت خيارات الكابتن راضي نحو انتزاع داء الأنانية من عقول اللاعبين وزرع روح العمل الجمعي داخل الميدان مع امتلاك الجُرأة في التغيير الخططي والتكتيكي الذي يجاري به الفرق المنافسة وبفكر محترف يبتعد عن الأسلوب المعتاد الذي ظل ملازماً لشكل وطبيعة أداء المنتخبات العراقية منذ سنوات طوال.
باختصار.. نحمل من التفاؤل والثقة بأسود الرافدين وملاكه التدريبي ما يجعل كل العراق يقف خلف المنتخب داعماً ومشجعاً لرحلة البحث عن بطاقة التأهل ومعه الظفر بهوية جيل جديد سيكتب التاريخ أنه تشرّف بأن يكون قد وُلِدَ بصناعة محلية وأيدٍ عراقية خالصة ومثلما نفتخر بجيل عمو بابا وجيل عدنان حمد ننتظر بشوق لنفتخر أيضاً بجيل شنيشل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram